ديار السلام، وأرض الهنا
يشق على الكل أن تحزنا فخطب فلسطين خطب العلى وما كان رزء العلى هيّنا سهرنا له فكأن السيوف تحزّ بأكباد ههنا وكيف يزور الكرى أعينا ترى حولها للردّى أعينا؟ وكيف تطيب الحياة لقوم تُسدّ عليهم دروب المنى؟ بلادهم عرضة للضيّاع وأمتهم عرضة للفنا يريد اليهود بأن يصلبوها وتأبى فلسطين أن تذعنا فقل لليهود وأشياعهم لقد خدعتكم بروق المنى ألا ليت ”بلفور“ أعطاكم بلاد له لا بلاد لنا ”فلندن“ أرحب من قدسنا وأنتم أحب إلى ”لندنا“ فلا تحسبوها لكم موطنا فلم تك يوما لكم موطنا وليس الذي نبتغيه محالا وليس الذي رُمتم ممكنا وإمّا أبيتم فأوصيكم بأن تحملوا معنا الأكفنا فإنا سنجعل من أرضها لنا وطنا ولكم مدفنا راقصيني لجمالك مع ألحان الكمان الحارقة
راقصيني وأنا خائف إلى أن أستجمع نفسي بأمان معك ارفعيني كما يرفع النسيم غصن الزيتون وكوني لي الحمامة التي ترشدني إلى الوطن راقصيني حتى نهاية الحب اجعليني أرى جمالك عند ذهاب الجميع دعيني أشعر بحركاتك كما تفعل النساء في بابل راقصيني حتى زفافنا راقصيني واستمري راقصيني بلطف شديد راقصيني لمدة أطول بكثير راقصيني حتى يطلب الأطفال أن يولدوا راقصيني من خلال الستائر البالية ارفعي خيمة الآن لتأوينا راقصيني حتى نهاية الحب راقصيني حتى نهاية الحب راقصيني حتى نهاية الحب في إحدى الغابات، كانت هناك شجرة كبيرة وجميلة. ولكن جاءت عاصفة قوية دمرّت جذعها وكسّرت أغصانها. فأصبحت قبيحة ووحيدة. أو هكذا رأت نفسها!
وفي كل ربيع كانت تنمو أوراقها لتغطي قبحها ولكن الخريف يجعلها تسقط. فتبكي الشجرة على حالها. وفي إحدى الأيام جاء نقّار الخشب وصنع لنفسه بيتا داخل جذعها. وعاش مع عائلته سعيدا فيها. ثم أتى سنجابا وصنع لنفسه مكانا داخل الجذع المشقوق وعاش فيه. وبذلك انتهت وحدة الشجرة وأصبحت تغني بدلا من النحيب. وعندما حلّ الشتاء سقطت الثلوج وغطت جذعها بالأبيض كالعروس، فأصبحت بذلك أسعد وأجمل شجرة في الغابة. |