شجرة الصنوبر الجريحة
بقلم بابريوس عميقا في إحدى الغابات، كان هناك حطابا يحاول قطع شجرة صنوبر كبيرة وضخمة. ومع كل ضربة فأس كانت تتألم الشجرة وتلعن الفأس الحديدي البارد الذي يحاول شقها إلى نصفين. ولكنها كانت شجرة قوية، فقام الحطاب باستخدام وتد خشبي لإدخاله داخل الشق ليفصل جذعها عن الأرض. وبعد عدة ضربات على الوتد ازداد الشق وبدأت الشجرة تتمايل آيلة للسقوط. وبلحظة سقوطها قالت متأوهة: - كيف لي أن ألوم الفأس الحديدي وهو غريب ليس من عائلتي بقدر ذلك الوتد الخبيث الذي هو أخي؟ لا يضاهيه أي حب
بقلم جون منصور هذه قصة حقيقية حصلت في فييتنام وقت الحرب. وحينها تعرضت إحدى القرى للقصف من بعض المليشيات مما نتج عنه جرحى وقتلى. وكان من بين الجرحى فتاة يتيمة في الثامنة من العمر، وكانت حالتها حرجة. إذ فقدت الكثير من دمها، وتحتاج إلى وحدات من الدم بشكل طارىء لتعويض ما فقدته وإلا فستخسر حياتها. . ولم يجد الفريق الطبي الأمريكي الذي هرع إلى موقع الحادثة من يملك ذات فئة الدم من بينهم. فحاولوا معرفة من قد يطابقها من أطفال الميتم الذي تنتمي إليه الطفلة. وتمكنوا من العثور على صبي يملك ذات الفئة من دمها. وعندما أخبروه بحاجة الطفلة إلى دمه، وافق على الفور ولم يتردد. . وكان يحاول الطفل إخفاء خوفه ودموعه أثناء عملية سحب الدم من جسده، فسألته الممرضة الأمريكية إن كان كل شيء على ما يرام. وكان يهز برأسه موافقا. ولكنه بقي في حالة الخوف إلى أن جاءت ممرضة فيتنامية وسألته بلغته عن سبب خوفه. وبعد أن تكلمت معه اختفى الخوف من وجهه وظهر الارتياح عليه. فسألها الطاقم الطبي عن السبب في تغير حالته النفسية، فقالت لهم: - لقد ظن أنكم ستسحبون كامل دمه من جسده ولذلك كان خائفا من الموت. وبعد أن شرحت له أنكم تحتاجون إلى القليل فقط من دمه ارتاح وسعد. وحين طلبوا منها سؤاله لماذا يوافق على الإقدام على مثل هذا النوع من العمل إن كان فيه خطرا على حياته. أجابها الطفل: -لأنها صديقتي! المزارع الصادق
بقلم إيللا كابوت . في قديم الزمان كان هناك حرب تجري في ألمانيا، وكانت الجنود منتشرة في جميع أنحاء البلاد. وكانت إحدى فرق الجيش تعاني من نفاذ المؤونة. فطلب الكولونيل من قائدها بالبحث عن طعام للجنود والأحصنة ضمن المزرعة المجاورة. . فذهب القائد مع فرقته إلى المزرعة ووجد بها كوخا. طرق الباب. فخرج مزارع عجوز. فقال له قائد الجيش: نريد حقلا من أجل إطعام الجيش. فقال المزارع: حسنا اتبعني. . أغلق المزارع باب كوخه وقاد الجيش إلى إحدى الحقول. فقال قائد الجيش: إنه حقل وافر. فقال المزارع: لا. ليس هذا. أرجو أن تمشي معي. فسار معه إلى حقل آخر يبعد بضعة كيلومترات. فقال المزارع: تفضلوا. لكم هذا الحقل للاستفادة من كامل محصوله. فقال قائد الجيش: لماذا جعلتنا نسير كل هذه المسافة وأن نتجاوز الحقل السابق والذي هو أكثر جودة من هذا؟ فأجاب المزارع: يا سيدي. لم يكن ذلك ملكي، وإنما حقلي هو هذا أغلى شيء
بقلم ويليام بينيت . كان هناك شاب وفتاة يحبان بعضهما، وقررا الزواج بالرغم من فقرهما لإيمانهما بوجود مستقبل واعد ينتظرهما. ولكن اشترطت الفتاة على أن يوقع خطيبها على وثيقة فحواها بأنه في حال حصل نزاع بينهما بأن تغادر إلى منزل والديها ومعها أغلى شيء. ضحك الشاب ولم يمانع. . وبعد زواجهما بدأ حالهما يستقر ماديا ثم أصبح أفضل وصارا من الأغنياء وذلك بعد تعب وعمل جاد لسنوات. وانتقلا إلى بيت فاره وأصبح لديهما مجموعة جديدة من الأصدقاء . وفي إحدى الأيام وبينما كانت الزوجة تحضر العشاء لأصدقائهما حصل النزاع. وصرخ الرجل بزوجته طالبا منها المغادرة مع كل ما تملكه من المجوهرات والملابس تحقيقا لوعده لها قبل الزواج. حينها نظرت إليه الزوجة نظرة حزن وألم. ثم قالت: حسنا. لكن هذا العشاء لأصدقائنا. فلننتظر هذه الليلة وسأغادر مع أغلى شيء. . وافق الرجل. وبعد انتهاء العشاء غادر إلى غرفته لينام. وفي الصباح استيقظ ليجد نفسه في مكان مختلف تماما. ثم ظهرت زوجته بجانبه وقالت له: أنت أغلى ما أملك. حينها ضمها الرجل وعادا إلى منزلهما وبحب جديد أقوى من السابق الأمنيات الثلاث
بقلم كاثرين بايل . كان هناك في قديم الزمان حطاب كسول. ذهب في إحدى الأيام إلى الغابة ليقطع بعضا من الأشجار. وعند وصوله بدأ بفحصها ليختار الجوفاء منها ليسهل قطعها. وعند طرقه بطرف فأسه لإحدى الأشجار، تبين أنها مناسبة له ليبدأ العمل عليها. وما إن ضربها الضربة الأولى حتى خرج من شق الفأس جني ذو لحية بيضاء طويلة. . . صرخ الجني وعيناه قد تلونا بالأحمر غضبا: ما الذي تظن نفسك فاعلا؟ فأجاب الحطاب: أريد أن أقطع الشجرة لأستفيد منها حطبا. فرد الجني: هذا بيتي الذي حاولت تحطيمه. فقال الحطاب: حسنا سأبحث عن شجرة أخرى وسأترك هذه بيتا لك. فسعد الجني وقال له: لك ثلاث أمنيات ستتحقق حال تمنيتها جزاء على تركك لمنزلي. ثم دخل الشجرة وتم إغلاق شقها. . جلس الرجل يفكر في ما يريد أن يتمنى. ثم قرر العودة إلى منزله ليستشير زوجته. وعند وصوله أخبرها بالقصة. وجلسا لساعات يفكران: أذهب؟ ألباس؟ أمنزلا؟ ولكن كلها ظهرت كأشياء لا تستحق إهدار الأمنيات عليها. . وبينما هما يفكران. قال الحطاب: كم أنا جائع الآن. أتمنى بعضا من النقانق التي كنتي تحضريها لي. وفجأة ظهرت أمامه النقانق. فصرخت زوجته: أيها الغبي. لقد أهدرت أول أمنية على النقانق. أتمنى أن تدخل أنفك. وقبل أن تكمل تقريعه دخلت النقانق أنف الرجل. فصرخ: أيتها الغبية. لقد حشوتي أنفي بأمنية ثانية. ولم يبقى الآن غير أمنية واحدة أخيرة. يجب أن تتمني إزالتها من أنفي. فصرخت زوجته معترضة: لا. دعنا نتمنى منزلا فارها. وهنا أدرك الرجل جشع زوجته وأنانيتها. فقال: أتمنى إزالة النقانق من أنفي. . وهكذا انتهت الأمنيات الثلاثة بنتيجة عشاء من النقانق. وقال الحطاب بعد فترة: يبدو أنه لا يوجد هناك أي أمنية تضاهي أمنية امتلاء المعدة النصيب
بقلم لورا ريتشاردز . . في إحدى الأيام كان هناك رجل يمشي لوحده على الشارع. وكان حزينا. فالأعمال كانت في ركود، وكان يرغب في شراء حصان ثمنه ألف دولار. ولم يكن يملك سوى نصف السعر. وبالرغم من قدرته على شراء الكثير من الأشياء بذلك المبلغ، إلا أنه لم يكن يرغب بأي شيء آخر سوى الحصان الذي يرغب به. فأصابه الاكتئاب ورأى ان العالم بغيض ولا مكان فيه للسعادة.... . . وفجأة ظهر طفل يركض باتجاهه، وعندما اقترب منه قال للرجل: احزر ما الذي بيدي؟ فقال الرجل: لا بد وأنه شيء جيد. حرك الطفل رأسه إيجابا وفتح يده وإذا بها 100 قرش. ثم قال الطفل: هورااااي... وانطلق مبتعدا وهو يصرخ بكل فرح، واشترى من كشك قريب قطعة حلوى. . مضى الرجل واختار طريق البنك، فوضع ما يملك في حساب التوفير ما عدا نصف جنيه اشترى بها حلوى شوكولاته على شكل حصان لابنه الصغير. . وعندما عاد الرجل إلى منزله، قال ابنه: أهذا هو الحصان الذي أردت أن تشتريه يا بابا؟. فأجاب الرجل: نعم، وها أنا قد اشتريته. فصرخ ابنه مبتهجا: هوراااااي طرق الرجل برأسه مفكرا، ثم قال: لا يزال للسعادة مكان في هذا العالم على كل حال. سمكة أم قطة؟
بقلم ويليام بينيت عاد الرجل إلى منزله ومعه سمكة كبيرة كان قد اصطادها من البحيرة القريبة. وضعها أمام زوجته وقال لها: - انظري ما أجمل هذه السمكة. لا بد وأنها تزن 3 كيلوغرامات. عندما أعود من العمل سأحضرها لطعام العشاء.... . خرج الرجل من البيت إلى عمله. ولكن لم تستطع زوجته مقاومة شكل السمكة الشهي. فقررت طبخها والذهاب بها إلى أخيها ليأكلاها معا. . وعندما عاد الرجل سأل زوجته عن السمكة فقالت له: - إنني آسفة يا زوجي العزيز. لقد دخلت القطة وأكلت السمكة كلها. . أمسك الرجل بالقطة ووضعها على الميزان. ثم التفت إلى زوجته وقال: . - هذه القطة تزن 3 كيلوغرامات، فإن فعلا أكلتها فأين هي القطة إذن؟ وإن كان هذا الوزن هو للقطة فقط، فأين يمكن أن تكون سمكتي؟ سمكة القرش
بقلم مارك تشيرنوف . في إحدى التجارب البيولوجية، قامت باحثة بوضع سمكة قرش في حوض ماء كبير. ووضعت أسماك صغيرة في نفس الحوض. فحصل ما كان متوقع وهو هجوم القرش على تلك الأسماك والتهامها. ثم قامت الباحثة بوضع حاجز زجاجي داخل الحوض لفصله إلى جزأين. بحيث كانت سمكة القرش في جانب والأسماك الصغيرة في الجانب الآخر. .... . وحاولت سمكة القرش الهجوم على الأسماك الصغيرة ولكنها كانت ترتطم بالحاجز الزجاجي. ومع استمرار التجربة لعدة أيام، أي بوضع الطعم خلف الحاجز الزجاجي، قلت محاولات القرش في الهجوم إلى أن توقفت تماما عن المحاولة. . . وبعد إزالة الحاجز الزجاجي، وضعت الباحثة الأسماك الصغيرة مع سمكة القرش، إلا أنها لم تحاول التهامهم. وبقيت الأسماك تسبح بحرية دون أي أن تتأذى. كأس الماء
بقلم مارك تشيرنوف . . مشت أستاذة علم النفس باتجاه المنضدة ورفعت منها كأس ماء، ثم التفتت لتواجه الحضور من الطلبة الذين امتلأت بهم القاعة. ورفعت بيدها الكأس أمامهم. واعتقد الطلبة أنها ستقول: انظروا، إنه نصف ماء ونصف فارغ، في إشارة إلى التفاؤل. ولكنها سألتهم بدلا من ذلك:... . . - كم تعتقدون وزن هذا الكأس الذي بيدي؟ . . تضاربت إجابات الطلبة حول وزنه.ثم قالت: . . - لا يهم وزن الكأس، وإنما المدة التي أبقى فيها حاملة له. فهو خفيف لبضع دقائق ولكن مع ازدياد الوقت سأتعب وبعد ساعات ستتألم ذراعي. وهكذا هو الاستمرار بالتفكير في ما يقلقكم وما يزعجكم. فعليكم أن تتخلصوا من التفكير السلبي لأنه سيمنعكم من القيام بأي شيء آخر مما سيزيد من شعوركم بالضيق والتعاسة. |