إحداث الفرق في كل العالم
بقلم مارك تشيرنوف . . كنت أمارس رياضة الجري كل صباح حول البحيرة القريبة من المنزل. وكنت ألاحظ وجود امرأة جالسة على جانب البحيرة صباح كل أحد وبجانبها ما يشبه المصيدة. فانتابني الفضول وأردت أن أسألها عن حالها. وعندما اقتربت منها وجدت أن ما كان يشبه القفص هو مصيدة وفيه ثلاث سلاحف وأخرى في حضنها تقوم بتنظيفها بفرشاة . استغربت وألقيت عليها التحية وسألتها:... ما الذي تفعلينه؟ فأجابت: أنظف صدفات هذه السلاحف. فقلت: أهذا ما تفعلينه كل أسبوع هنا؟ قالت:نعم. فسألتها مرة أخرى: ولماذا تنظفينها؟ أجابت: إن الأوساخ العالقة فيهاتحجب عنها الحرارة. قلت: ولكن جميعها تحتوي على أوساخ. فلماذا يهمك أمر هؤلاء؟ قالت: للأسف كلامك صحيح. وأنا أنظف ما استطعت الإمساك بهم. قلت: عفوا. ولكن أليس هناك شيئا آخر يمكنك فعله يكون أكثر أهمية من هذا؟ أجابت: لو تمكنت هذه السلحفاة التي بين يدي أن تتكلم، لأخبرتك أنني بتنظيفي لها أحدث لها الفرق في كل العالم. أبيوس - أسطورة رومانية
بقلم تويتشل . تعرض الكثير من الناس للإضطهاد والسرقة ممن عاصروا وقت انهيار الجمهورية الرومانية وباقتراب نشأة الإمبراطورية. .... ومن هؤلاء الناس رجل كبير خدم في مناصب رفيعة في الجمهورية. فطلب المسؤولين الجدد منه الرحيل إلى الأبد. ولكنه لم يملك القوة للمغادرة. فقرر أن يلتزم بيته. ولكن لم يبعده ذلك عن خطر عقوبة العصيان وهي الموت . وكان لهذا الرجل ولد شاب اسمه أبيوس. وكان يلح على أبيه المغادرة خوفا على حياته. فقال له الأب: . - أفضل الموت في بلدي على أن أموت على أرض غريبة . ولكن أبيوس لم يمل من سؤال أبيه، إلى أن قال له مرة: . - يا بني، أنا لا أقوى على السفر الطويل. فرد أبيوس: سأحملك. ثق بي ولا تقلق. . وفعلا حمل أبيوس أبيه وخرجا من البلدة، وكانا محطا الأنظار من الجميع. وعندما خرجا من بوابة البلدة قال أبيوس: - لا يزال هناك خطر عليك، سأستمر بحملك بعيدا عن البلدة . واستمر بحمله إلى أن وصلا إلى شاطئ البحر، وأبحرا منه إلى صقلية. . ولم ينسى أهل البلدة ذلك المشهد. مشهد أبيوس حاملا أبيه. فعندما كبر وأصبح رجلا. استعدته روما. وتقلد فيها العديد من المناصب الهامة. كيف عرف الهنود علاج الأمراض
بقلم مايبل باورز . . في زمن بعيد جدا كانت تركض مجموعة من الهنود باتجاه مساكنهم. وظهر فجأة أرنب أمامهم ووقف لا يتحرك. فحاول الهنود قتله رميا بسهامهم. ولكنها كانت تعود إليهم نظيفة خالية من الدماء. وفي محاولتهم الثانية لقتله اختفى فجأة وظهر رجل مريض على جانب الطريق. طلب منهم مساعدته في علاجه. ولكنهم رفضوا وتابعوا سيرهم باتجاه بلدتهم.... . . لحقهم الرجل وعند وصوله سأل كل البيوت أن تساعده، فرفضت كلها ما عدا بيت امرأة رحبت به وأدخلته. فسألها أن تجمع له مجموعة من الأعشاب لتحضر له دواء منها. فنفذت المرأة تعليماته وأعطته الدواء وشفي الرجل من مرضه . . وبعد عدة أيام مرض الرجل مرة أخرى، فطلب من المرأة أن تجمع له مجموعة أخرى من الأعشاب لتحضر منها دواء لأجله. فنفذت المرأة تعليماته وشفي الرجل بعد تناوله للدواء . . واستمر الرجل على هذه الحال. يمرض وتحضر له المرأة دواء من الأعشاب بحسب تعليماته ويشفى. وبعد فترة من الزمن قال لها: . . لقد انتهت مهمتي الآن. أصبحت الوحيدة التي تعرف علاج الأمراض في هذه البلدة. ولن يجد بقية أهلها ممن رفضوا استقبالي غيرك لعلاجهم حين مرضهم. . واختفى الرجل . . ولم يكن هناك على الطريق أي أحد غير أرنب يعدو بخفة ورشاقة البذرة
بقلم ويليام ج. بينيت . . خرجت الطفلة إلى حديقة منزلها وبيدها بذرة. حفرت في الأرض حفرة صغيرة ووضعت البذرة داخلها ثم غطتها بالتراب. وعادت إلى منزلها. وفي كل يوم كانت تفتح الباب وتخرج إلى مكان البذرة لترى إن كبرت وأصبحت نبتة جميلة وفيها أزهار رائعة... . ولكن طال الانتظار. فقد جاء الشتاء وامتد طويلا وسقطت فيه الثلوج وغطت حديقة المنزل ببساط أبيض. فخرجت الطفلة إلى البذرة وقالت: - اكبري يا بذرة، لقد طال انتظارك. فأجابتها: إسألي أحدا آخر. فقالت الطفلة: من؟ فأجابت: الأرض باردة وأحتاج إلى الدفء لأكبر. فاسألي الأرض أن تصبح دافئة. . سألت الطفلة الأرض أن تصبح دافئة. فأجابتها: اسألي أحدا آخر. فقالت الطفلة: من؟ فأجابت: الثلج يغطيني وأحتاج أن يزول عني لأصبح دافئة. فاسألي الثلج أن يذوب عني. . سألت الطفلة الثلج أن يذوب. فأجابها: اسألي أحدا آخر. فقالت الطفلة:من؟ فأجاب: أحتاج إلى الشمس لأذوب. فاسألي الشمس أن تشرق. . سألت الطفلة الشمس أن تشرق. فأجابتها: اسألي أحدا آخر. فقالت الطفلة: من؟ فأجابت: الغيوم تغطيني. فاسألي الغيوم أن تتحرك بعيدا عني. . سألت الطفلة الغيوم بأن تتحرك. فأجابتها: اسألي أحدا آخر. فقالت الطفلة: من؟ فأجابت: الرياح هي التي تحركني. فاسأليها أن تسحبني. . سألت الطفلة الرياح بأن تسحب الغيوم فهمست لها: اسألي أحدا آخر. فقالت الطفلة: من؟ فأجابت: الله. هو القادر على كل شيء؛ على تحريك الرياح وإزالة الغيوم وإشراق الشمس وإعطاء الدفء للأرض وإخراج النبتة من البذرة. . قالت الطفلة: صحيح. كان علي التفكير بذلك. فجلست على الأرض ورفعت يديها إلى السماء سائلة الله أن يحقق كل ما تحتاجه البذرة لتنمو وتصبح نبتة. . وبعد انتظار ليس بطويل، خرجت نبتة رائعة تزينها أزهار حمراء. الرضيع
بقلم لورا ريتشاردز . . جلس الرجل على باب كوخه يدخن السيجار مع جاره الذي كان عدوه دون أن يعلم أي منهما ذلك. التفت إليه الجار وقال له:... . - أنت فقير وعاطل عن العمل، وعندي لأجلك طريقة لكسب الأموال بشكل سهل. وهو عمل لا يفوق الاحتيال فيه عن بقية الأعمال التي يقوم بها الأشخاص المحترمون. ستكون أحمقا إن أضعت هذه الفرصة. فتعال معي وسندبر العمل لأجلك. . وكان الرجل يستمع إليه، وفي لحظة جاءت زوجته وبين يديها رضيعهما، وكانت متوردة ويشع منها الدفء كونها كانت تغسل الثياب. وقالت للرجل: . - هل لك أن تحمل الرضيع لعدة دقائق يا جون؟ أريد تعليق الثياب على الحبل. . أخذ الرجل الرضيع ووضعه في حضنه. فنظر إليه الرضيع وقال له: . - لحمي من لحمك..وروحي من روحك..فأيت تذهب سألحق بك..وما تزرعه سأحصده..فكن قائدي لأنني سأسير على خطاك. . حينها نظر الرجل إلى جاره وقال له: - اذهب من هنا.. ولا تأتي إلي مرة أخرى. . ثم جاءت زوجته بعد لحظات وقالت: . - طفلي يا طفلي..كيف لك أن تبكي وأنت في حضن والدك. إنه رجل رائع وأريدك أن تكبر لتصبح مثله. الراعي الجشع
بقلم إشراق عرفة . . في قرية غير بعيدة، أجوائها هادئة وجميلة، مر راع جشع بها ليرعى أغنامه في الوادي القريب. وكان هناك راع القرية يأتي مع أغنامه لترعى من نفس الأرض. وذات يوم أراد الجشع الاستيلاء على كامل الوادي لنفسه ولأغنامه. فقضى ليلته يفكر ويفكر حتى توصل إلى خطة. فنام مع ابتسامة.... . وفي صباح اليوم التالي وبينما كان يرعى أغنامه، صرخ مولولا واجتمع أهل القرية حوله يتسائلون عن سبب جزعه. فوجدوا صغار أغنامه مقتولة. وقبل أن يتكلم أي أحد، أشار الجشع إلى كلاب الراعي وصرخ قائلا: . - كلابه..كلاب الراعي هاجمت أغنامي. . قال الراعي: ولكن كلابي مسالمة وغير شرسة. وهي تحرس أغنامي ولا تعرف الفتك بهم. قال الجشع وقد كشف عن جثة حيوان: أليس هذا أحد كلابك؟ لقد تمكنت من قتله قبل أن يفتك ببقية القطيع. . ذهل الناس وحصل كلام وتلاوم واحتار بعضهم. وهنا استغل الجشع هذا الاضطراب وقال للراعي: . - من الآن وصاعدا إياك والاقتراب من هنا. فاخرج واعثر لأغنامك على مرعى آخر. . نظر الراعي إلى أهل قريته. لعله يجد من يفقه ويحسن الحكم بهذه المشكلة. ولكنه لم يجد سوى قلة حيلتهم وسكوتهم المتضامن مع أقوال الجشع. جنون الانتظار
بقلم إشراق عرفة . . دقت الساعة التاسعة ولم يتصل بعد. بدأت تتوتر وتفكر في سبب تأخره. وزاد من قلقها تفكيرها اللا منطقي الذي بدأ يعصف بها: ... . . أتركني؟ أم أنه خدعني؟ أم كلاهما؟ ماذا علي أن أفعل؟ هل أتصل به؟ ربما رسالة مقتضبة ستفي بالغرض. . وفعلا أرسلت الرسالة. لا جواب. بدأت تلهي نفسها بمشاهدة التلفاز، ولكن صورته بدأت تظهر على كل الشخصيات. كم هو مرعب هذا الشعور. شعور الغدر والخيانة. لماذا يحبون اللعب بالأعصاب. . الساعة الآن العاشرة والنصف. لا بد وأنه بالمنزل الآن. لماذا إذن لا يرد ويتصل على التلفون؟ استلقت على السرير وبدأت تسترجع ذكرياتها معه: . . كم هو لطيفا ووسيما. أهو هكذا دوما، أم أنه سيتغير؟ ابتسامته رائعة وصوته ساحر. ونظراته..آه كم هي جذابة. . دقت الساعة الحادية عشرة ودق قلبها فوق المائة: . . ما هذا؟ لا بد وأن مكروه قد حصل معه. هل أتصل أم أنتظر؟ بدأت تتمزق بين كبريائها ولهفتها . مسكت الهاتف وبحثت عن اسمه. وضعت أصبعها على زر الاتصال الأخضر بجانبه. أغمضت عيناها وأخذت نفسا عميقا عدة مرات. ثم سمعت فجأة رنينها المفضل. فتحت عيناها وبلهفة ضغطت على الإيجاب وبحرارة وضعت السماعة على أذنها: . . ألو ..اشتقتلك حوار بين ثلاثة
بقلم إشراق عرفة قال الأول: أنا بيت دائم لمن يريد العزلة والارتياح. مفتاحه لا يصدأ بل يزداد لمعة مع مرور الزمان. ... أما الثاني فقال: أنا الإرادة والقدرة على اتخاذ القرارات. فصمت الثالث ولم يتكلم. فسأله الأول: ما بالك؟ فقال: أنا مجهول لا يعرفني أحد. فرد عليه الثاني: كيف ذلك وأنت ابني؟ فقال الثالث: لا أحد يعلم إن كنت سأولد. تعمل أنت لتراني وقد تخسر وتنسى ما تملك تسرعا للقائي. وبالنهاية الأمر ليس بيدك. فقال الأول: لذلك أتفوق عليكما. فأنا الكل عرفني. كما لا يستطيع أحد أن يعبث بي مهما امتلك من قوة وإرادة. فقاطعه الثاني قائلا: ولكن وجودي دليل موتك. فأنت الآن ميت، واعتقادك بأنك حي هو وهم وسراب وعذاب. فاغتاظ الأول، ثم آرادا القتال. فصرخ الثالث وقال: اسكتا أيها الغبيان. أنت يا أول ميت، وسيموت الثاني عند ظهوري. فلا داع للقتال. فنظرا إليه وقالا: وهل ستموت أنت أيضا؟ فأجاب: سأبقى حيا في العيون المتعبة، وأملا داخل القلوب اللينة. وحلما بتطلعات الناشئة. وشابا عند العجزة. فقال الأول: كل من عليها فان. فلا بد وأنك ستموت يوما ما. فأجابه: سأموت فقط عند من لا يحسن ظنه برب العباد، ثم عند نهاية الزمان والمكان. |