أغرى امرؤٌ يوماً غُلاماً جاهلاً بنقوده حتى ينال به الوطرْ
قال: ائتني بفؤادِ أمك يا فتى ولك الدراهمُ والجواهر والدررْ فمضى وأغرز خنجراً في صدرها والقلبُ أخرجهُ وعاد على الأثرْ لكنه من فرطِ سُرعته هوى. فتدحرج القلبُ المُعَفَّرُ إذا عثرْ ناداه قلبُ الأمِ وهو مُعفرٌ: ولدي، حبيبي، هل أصابك من ضررْ؟ فكأن هذا الصوتَ رُغْمَ حُنُوِّهِ غَضَبُ السماء على الوليد قد انهمرْ ورأى فظيع جنايةٍ لم يأتها أحدٌ سواهُ مُنْذُ تاريخِ البشرْ وارتد نحو القلبِ يغسلهُ بما فاضتْ به عيناهُ من سيلِ العِبرْ ويقول: يا قلبُ انتقم مني ولا تغفرْ، فإن جريمتي لا تُغتفرْ واستلَّ خنجرهُ ليطعنَ صدرهُ طعناً سيبقى عبرةً لمن اعتبرْ ناداه قلبُ الأمِّ: كُفَّ يداً ولا تذبح فؤادي مرتين ِعلى الأثر ألا تشبهين صفاء المصيف
بل أنت أحلى وأصفى سماء ففى الصيف تعصف ريح الذبول وتعبث فى برعمات الربيع ولا يلبث الصيف حتى يزول وفى الصيف تسطع عين السماء ويحتدم القيظ مثل الأتون وفى الصيف يحجب عنا السحاب ضيا السما وجمال ذكاء وما من جميل يظل جميلا فشيمة كل البرايا الفناء ولكن صيفك ذا لن يغيب ولن تفتقدي فيه نور الجمال ولن يتباهى الفناء الرهيب بأنك تمشين بين الظلال إذا صغت منك قصيد الأبد فما دام فى الأرض ناس تعيش وما دام فيها عيون ترى فسوف يردد شعري الزمان وفيه تعيشين بين الورى في يونان القديمة، كان سقراط معروفا بتقديره العال للمعرفة. وفي أحد الأيام، قابل أحدهم الفيلسوف الكبير وقال له: "هل تعلم ما سمعته عن صديقك؟" فرد سقراط: "انتظر دقيقة، قبل أن تخبرني أي شيء، أريد امتحانك باختبار قصير يسمى باختبار الفلترة الثلاثي", فأجاب الرجل: "فلترة ثلاثية؟ حسنا".
فأكمل سقراط قائلا: "قبل أن تخبرني عن صديقي، سيكون من الجيد التمهّل لمعرفة ما الذي ستقوله. ولذلك أسميه باختبار الفلترة الثلاثي، والفلتر الأول هو الحقيقة. هل تأكّدت تماما من صحة ما تريد قوله لي؟" أجاب الرجل: "لا. أنا في الواقع سمعت عنه و ..." فقاطعه سقراط قائلا: "حسنا. فأنت لا تعرف إن كان حقيقة أم لا. لنجرّب الآن الفلتر الثاني، وهو فلتر الطيبة. هل ما ستخبرني به عن صديقي شيئا جيدا؟". أجاب الرجل: "لا، بالعكس ..." أكمل سقراط: "إذن تود أن تخبرني بشيء سيء عنه ولكنك غير متأكد إن كان حقيقة أم لا. ربما عليك إكمال الاختبار لأنه بقي فلتر واحد. وهو فلتر الإفادة. هل ما تودّ أن تخبرني عن صديقي سيكون مفيدا لي؟". فقال الرجل: "لا. ليس حقا." فأنهى سقراط قائلا: "حسنا. إن كان ما تودّ أن تخبرني به ليس حقيقة وليس جيدا ولا حتى مفيدا، فلماذا تريد أن تخبرني به؟" العبرة من القصة: نستطيع دوما المشاركة في الهمز واللمز لنتخلّص من الملل. ولكن لن يكون ذلك مجديا. دوما تجنب التكلّم عن الغير وخاصة عن المقربين والأصدقاء. في أحد الأيام، زار سامي واخته ماري جدّيهما في مزرعتهما. أخذ سامي النشّابة ليلعب بها في الغابة. وتدرّب عليها هناك، إلا أنه لم يتمكن من ضرب أي هدف. فشعر بالقليل من خيبة الأمل. ثم عاد لأجل تناول الغداء. وأثناء سيره شاهد بطة جدته الأليفة.
وبتسرّع، ضربها بالنشّابة على الرأس فأصابها وقتلها. انصدم وحزن لذلك. وفي حالة ذعر أخفى البطة الميتة داخل كومة من الخشب. كانت ماري قد شاهدته من النافذة ولكنها لم تتكلم لأحد عن ذلك. وفي اليوم التالي وبعد الغداء، قالت الجدة: "تعالي يا ماري لننظف الصحون". فقالت ماري: "ولكن يا جدتي، أخبرني سامي أنه يرغب بالمساعدة في المطبخ". ثم همست في أذن سامي قائلة: "أتذكر البطة؟" توتر سامي لمعرفة أن أخته تعلم بشأن البطة، وأنه في حال لم يطعها ستخبر جدّيه عنها. ومن دون أن ينبس ببنت شفة، قام سامي بغسل الصحون. ولاحقا في ذلك اليوم، سأل الجد الأطفال إن رغبوا بالذهاب إلى الصيد، إلا أن الجدة قالت: "أعتذر ولكن أحتاج إلى ماري لتساعدني في تحضير العشاء". ابتسمت ماري وقالت: "حسنا، لا بأس، ولكن سامي أخبرني أنه يرغب بمساعدتك." ثم همست مرة أخرى لسامي: "أتذكر البطة؟" وبذلك ذهبت ماري إلى الصيد وبقي سامي لمساعدة جدته. وبعد عدة أيام من قيام ماري باستغلال سامي، لم يتمكّن بالنهاية من الصمود لأكثر من ذلك. فذهب إلى الجدة واعترف أنه قتل البطة. انحنت الجدة على ركبتيها وضمته قائلة: "عزيزي، أنا أعلم ذلك. لقد كنت واقفة عند النافذة وشاهدت كل ما حصل، ولأنني أحبك سامحتك. ولكن كنت أتسائل إلى أي مدى ستسمح لماري باستغلالك." العبرة من القصة: دوما اعترف بأخطائك. وبذلك سيذهب عن قلبك حمل كبير من الذنب، وسيرتفع مستوى وعيك، فلن تسمح لأحد باستغلال أخطائك التي أبقيتها سرا. فاقبل دوما بأخطائك، واعتذر، ثم فكّر بنيل الصفح بأدب. سهر أربعة طلاب إلى ساعة متأخرة في إحدى الليالي، يحتفلون ويلهون. ولم يكترثوا للاختبار الذي كان موعده في اليوم التالي فلم يدرسوا له.
وفي الصباح، وضعوا خطة للتهرّب من الاختبار. فقاموا بتغطية أنفسهم بالأوساخ والشحم، ثم ذهبوا الى مكتب العميد. وهناك، أخبروا العميد أنهم كانوا في حفل زفاف في الليلة الماضية، وفي طريق العودة نفذ الهواء من أحد الإطارات، فكان عليهم دفع السيارة في طريق العودة إلى مبنى الجامعة. استمع العميد لقصتهم ذات المحنة وفكّر فيها. ثم عرض عليهم إعادة الاختبار بعد ثلاثة أيام. شكروا العميد وقبلوا العرض. وعندما جاء يوم الاختبار، ذهبوا إلى العميد. ووضعهم في غرف منفصلة لاختبارهم. ولم يسبب ذلك لهم أي قلق كونهم درسوا جيدا. ورأووا الاختبار. كان عبارة عن سؤالين: 1. اسمك ......... (علامة واحدة). 2. أي إطار انفجر ..... (99 علامة). اختر الإجابة الصحيحة: أ) الأمامي على اليسار. ب) الأمامي على اليمين. ج) الخلفي على اليسار. د) الخلفي على اليمين. الدرس المستفاد: تحمّل دوما المسؤولية واتّخذ قرارات حكيمة. |