بدأ متحدث محبوب الندوة وبيده ورقة نقدية من فئة العشرون دولارا. وكان هناك 200 شخصا ممن تجمعوا لسماعه. سألهم: "من يريد هذه الورقة النقدية من فئة الـ 20 دولارا؟"
ارتفعت أيدي 200 شخصا. فقال: "سأقوم بإعطاء هذه العشرين دولارا لأحدكم، ولكن أولا، دعوني أقوم بهذا". وعمل على جعلكتها. ثم سأل: "من لا يزال يريدها؟" وكان الأيدي الـ 200 لا تزال مرفوعة. فأجاب: "حسنا، ماذا إن قمت بهذا؟" ثم أوقع الورقة على الأرض وداس عليها بحذائه. التقطها، وأظهرها للجمهور. كانت الورقة مجعلكة ومتسخة. "والآن من لا يزال يريدها؟" ولا تزال كل الأيدي مرفوعة. حينها قال: "أصدقائي، لقد أظهرت لكم الآن درسا مهما. بغض النظر عما قمت به للمال، لا زلتم تريدونه لأن قيمته لم تقل. فقد احتفظت بقيمتها والتي تساوي 20 دولارا أمريكيا. وأحيانا كثيرة، تقوم الحياة بالضغط علينا وطحننا داخل التراب. ثم نقوم بقرارات سيئة أو نتعامل مع ظروف صعبة. ونشعر بأننا لا قيمة لنا. ولكن بغض النظر عما يحصل أو ما سيحصل لأي واحد منكم، لن يخسر أبدا قيمته. فكل واحد فيكم مميز - لا تنسوا ذلك أبدا". في الأيام التي كانت فيها تكلفة مثلجات البوظة أرخص بكثير من وقتنا هذا، دخل صبي ذو عشرة أعوام إلى محل قهوة داخل أحد الفنادق، وجلس على الطاولة. وضعت النادلة أمامه كوبا من الماء.
"كم سعر مثلجات البوظة؟" أجابت النادلة: "50 سنتا" سحب الصبي يده من جيبه وحسب عدد النقود فيها. فاستفسر قائلا: "كم سعر صحن البوظة السادة". وفي ذلك الوقت كان هناك أشخاص ينتظرون طاولة، وأصبحت النادلة أقل صبرا. فقالت بفظاظة: "35 سنتا" فعدّ الصبي نقوده مرة أخرى، ثم قال: "سآخذ صحنا من البوظة السادة". أحضرت النادلة البوظة، ووضعت الفاتورة على الطاولة، ومشت مبتعدة. أنهى الصبي البوظة، ودفع للمحاسب وغادر. وعندما عادت النادلة، بدأت بمسح الطاولة، وابتلعت ريقها بصعوبة لما رأته. فهناك وقريبا بجانب الصحن الفارغ، كان هناك 15 سنتا، إكراميتها. وقع حمار مفضل لرجل في جرف عميق. ولم يتمكّن من سحبه خارجا مهما حاول جاهدا لذلك. فقرر دفنه حيا.
وبدأ الرمل ينزل على رأس الحمار من فوق، وشعر بثقله، فبدأ بالتخلّص منه. وتم صب المزيد من الرمل. فعمل على التخلّص من الرمل والوقوف عليه. وفي كل مرة كان يزداد حمل الرمل فوقه، كان الحمار ينفضه عن رأسه مرتفعا بشكل أعلى من السابق. وعند الظهيرة، أصبح الحمار يرعى في المرعى الأخضر. فبمقدار ما يتم التخلّص من المشاكل والوقوف عليها (التعلم منها)، سيتمكّن أحدهم من الاستمتاع بالنجاح. |