وقفة مع اقتراب عام 2016
بقلم إشراق عرفة تصور معي أنك الآن عند أحد العرافين وقال لك: في السنة الجديدة سيتحسن وضعك المالي، وسوف تجد الحب، وستزول كافة العقبات من طريقك، وسيأتيك خبرا سعيدا يغير من حياتك. حينها ستبدأ بالشعور بالإيجابية وسيسعد قلبك وسيتغير موقفك تماما تجاه نفسك والحياة. أليس كذلك؟ ولكن ألم تعلم أمرا واحدا؟ وهو أنك قادر على الشعور بالسعادة والإيجابية دون الحاجة إلى أحد سوى نفسك وحسن ظنك بالله؟ للأسف يضعف إدراك كثير من الناس عن وجود خالق سميع ومجيب، فينسى منهم اللجوء إليه عندما يجد نفسه وقد علق في دوامة الحزن والقلق والخوف. فيفقد الثقة بنفسه، ويعاني من الإحباط الذي هو بوابة الآثام. فنجد من يلجأ إلى الجريمة، وآخر يحاول الانتحار، وغيره وقد تملكه الغضب والحنق من كل شيء، وهكذا مما أصبحنا نلاحظه ونسمعه بشكل متكرر. ولكن هل هناك أمر آخر يجب أن يقوم به المرء بالتزامن مع لجوءه إلى الله؟ تصور معي كمثال بسيط أنك تريد شراء بعضا من التموين. ستجد أن هناك سيارة مسخرة لك، ومحلا فيه ما تحتاجه. فما عليك فعله هو أن تخرج من مكانك وتسعى إلى تلبية طلبك. وهذا هو الأمر ذاته الذي تحتاجه لتحقيق أي شيء آخر. فكل ما تريده موجود حقا على أرض الواقع، وما عليك فعله هو إدراك طريق الوصول إليه والسير نحوه. مثلا، تريد تحسين حالتك المادية .. استثمر بشكل أفضل أموالك، تحلم بجسم رشيق..غير صحنك وزد من حركة جسمك، تريد تحسين علاقتك مع الآخر.. حدد سبب المشكلة وبادر في معالجتها. فلن يكفي الدعاء وأنت لا تحاول استثمار عقلك بالتفكير جديا في كيفية تحقيق ما تريد. بالنهاية، أدعو كل واحد فيكم قبل نهاية هذه السنة بإعادة النظر في موقفه تجاه نفسه والحياة، وبإعادة ترتيب أولوياته، وبتحديد الأمور التي تهمه وتلك التي يرغب بتحقيقها. ثم يبدأ في الإيمان بنفسه تزامنا مع العمل وحسن الظن بالله. حينها سيسهل الطريق وستزول كل العقبات وستتحقق كل الأمنيات. وفي الختام أدعو لي ولكم بمناسبة اقتراب العام الجديد بهذا الدعاء الجميل: اللهم إني أسألك خير هذه السنه وما بعدها. وأعوذ بك من شر هذه السنه وشر ما بعدها. اللهم إني أسألك هذه السنه فتحها ونصرها ونورها وبركتها وهداها، وأعوذ بك من شر مافيها باطنها وظاهرها، ونرجو منك قبول أعمالنا والعفو عنا. اللهم آمين. وكل عام وأنتم بألف خير ونجاح فلسفة بناء الحاجة في المجتمعات الرأسمالية
بقلم إشراق عرفة سمع معظم الناس بمقولة: الحاجة أم الإختراع. والتي تعني قيام الإنسان بتلبية احتياجاته ذاتيا من خلال إنتاج مختلف الأدوات والمعدات. ومن أبرزها ما قام به مؤخرا بعض من أهل غزة في إعادة تدوير العبوات البلاستيكية لصنع قارب مائي، وآخر في سورية تمكن من صنع أطراف صناعية لذوي الاحتياجات الخاصة، وغيره في منطقة إفريقيا قام بتطوير عجلة لتنقية المياه، وغيرها نجدها هنا وهناك. ومن الملاحظ هو اشتراك هذه المنتجات ببساطة صنعها وبكونها مفيدة ولا ضرر لها على الإنسان وبيئته. ولكن ظهرت في هذا العصر منتجات جديدة، معقدة ومطورة تحتاج إلى بناء الحاجة إليها من قبل الإنسان. وهدفها الوحيد هو ملئ جيوب أصحابها بغض النظر عن تبعاتها على الكون والحياة. فلنبدأ بمثال على ذلك هو الأكثر شيوعا في يومنا هذا، وهو التقنيات الحديثة لأجهزة الهواتف الذكية. فنرى أنه وقبل أن تنتهي الكمية من إحدى تلك الإصدارات، نجد الشركات وقد بدأت بالإعلان عن إصدار جديد بتقنيات أفضل وبتصاميم أكثر جاذبية من تلك الحالية، مدغدغة بذلك مشاعر الشريحة الإستهلاكية في المجتمع نحوه، ومثيرة لديه الرغبة في اقتنائه، وذلك عن طريق بث إعلانات متعددة ومكررة وبالصوت والصورة، تجعل المرء يربط بين اقتنائه لذلك الهاتف وبين شخصيته. فتحصل برمجة جديدة في عقله تقود صاحبها إلى الإسراع باقتنائه لتساهم في زيادة جاذبيته. ولكن ماذا عن هاتفه الحالي الذي سيصبح قديما؟ قد يبيعه أو يحتفظ به وقد يتخلص منه. ولكن كلها أسباب ستؤدي بالنهاية إلى نفاية جديدة مستعصية على الكون في تحليلها كونها تتألف من مواد مصنعة وليست طبيعية. فتنتشر التفاعلات السامة مع الوقت على الأرض ليصل إلى جوفها مصيبة بذلك المياه الجوفية، وأخرى تتصاعد كأبخرة مدمرة للطبقة الجوية. ومن الجدير بالذكر أن بيجين تتصدر قائمة الدول المصدرة لمختلف المنتجات، ولذلك فليس من الغريب أنها تعد من أكثر المدن تلوثا في العالم؛ إذ ينتشر فيها ضباب دخاني دائم يغطي كامل معالمها، ويعيق حركة المرور وتنفس البشر فيها. ومما يدل على قوة النظام الرأسمالي المسؤول عن هذه الويلات هو عدم قدرة قادة العالم على التوصل إلى قرار حاسم في إنقاذ الكرة الأرضية من الاحتباس الحراري الناتج من التلوث الكبير حتى اللحظة، وذلك حين اجتماعهم في مؤتمر المناخ الذي عقدته فرنسا مطلع الشهر الجاري. ومن الواقع المرير، نجد مثالا آخر يتمثل في تزايد الحروب نتيجة لاستحداث عدو خفي وذو خفة تقوم وسائل الدعاية والإعلان بالترويج إلى خطره وضرورة القضاء عليه. مثل جماعة داعش الإرهابية. ومع كر وفر وتصريحات حول امتداد الحرب عليه، نجد في نفس الوقت ارتفاع صاروخي لمبيعات الأسلحة والقنابل والطائرات القاصفة والمدفعيات وغيرها. وهذا ما نشهده من تسليح خيالي لبلاد الأزمات وما جاورها في المنطقة العربية. فلا أحد يلتفت حينها إلى تبعيات الحرب من هدر وتهجير لدماء البشر ونسف لأجيال بكاملها، وحرق للشجر وتدمير للحجر. ونلاحظ اختفاء كامل لدعاة السلام وتكرار للخروقات في الهدنات. تماما كما حصل في اليمن بين المقاومة والحوثيين على سبيل المثال. ومن جهة أخرى، لماذا لا يوجد ترويج لفضل كفالة اليتيم، وللأعمال التطوعية، وللتصدق على المساكين؟ هذا إضافة إلى الحث على التزام الصلاة، والتشجيع على صوم النوافل وقراءة القرآن، والاقتصاد في المأكل والمشرب والملبس، وغيرها من قيم الدين والأخلاق؟ فهذه كلها أمور يحتاجها الناس بالفعل للفوز بالجنة. فهل السبب هو أنها أعمال لن تفيد الشركات بأي ربح إضافي، وأنها لن توافق مع أي منتج ستقوم بتطويره، وبالتالي سيتوقف عندها مؤشر المبيعات؟ إن الإجابة على ذلك تعكسها قيام بعض الهيئات في الاستمرار بالضغط على المجتمعات للفصل بين الدين والحياة. فيصبح الإنسان غافلا عن حقيقة الدنيا وضميره غائبا عند ملاحقة شهواته، فلا يعي سوى نفسه وإرضائها. فما نراه من ترويج لمنتجات فانية بالية، هو في الحقيقة دراسات ممنهجة يدفع عليها أصحابها الملايين لتعود عليهم بالمليارات. مثل التعاقد مع فنانة مشهورة من فنانات هوليوود للإعلان عن عطر نسائي وأخرى لمنتجات تجميلية وتحسينية، وآخر للتدخين والمأكولات المصنعة، وآخرون في مسلسل يتخلله أفعال باهظة الثمن، كالشرب والتحشيش، وأخرى تدمر القيم الأخلاقية كالأفلام التي يكون البطل فيها زير نساء وبلطجي. فجميعها تعكس الجشع والكذب والخداع للشركات المستفيدة من انحلال المجتمع وفساده، فيسهل قيادته وفرض احتياجات جديدة عليه. Trump Speaks Dump
By Ishraq Arafeh . . The controversial White House candidate Donald Trump refuses to speak truthfully and rational regarding different issues affecting America and other parts of the world. He started his first statement by suggesting unreliable resolution for the current conflict in Palestine by offering the Palestinians to leave their lands, homes, farms, and their entire legacy for the Jews. Not only this, but also to flee to an island of his suggestion. ...Then he attacked Muslims all around the world, by refusing having them inside the States if he ever been in the White House. This article will show the implications of his two statements on American people who support him before anybody else, and before it is too late. . Firstly, his suggestion for resolving the conflict in Palestine shows that he is incapable to manage any future dispute inside the States. Many people knows that America has a mixture of races, i.e. African Americans, Indian Americans, Arabian Americans, Jews Americans, etc. Thus, it is very possible that he will ask the African Americans for example to flee if the current dispute rose up, so he can relax behind his office lighting a big cigar to check his bank accounts; people in America should always remember that he is a business man before anything else, so for him, money always comes first. Further, Trump said to Prince Waleed Bin Talal that he is loaded, and he will allow no one to affect his OWN decisions in running the country. So people who do not have the same color and language of Trump. Watch out! . Secondly, after Trump exposed his racism, he showed his deep grudge on Islam. My comment to Trump is one question, what will you do if an American entered Islam during your presidency; are you going to kick him out from his land and family? Finally, with his careless and foolish statements about how he is going to run the country, makes me wonder how he managed to survive in the business world. This brings a big question about his current fortune, which I will leave it to the experts who may be interested to dig in this area. ما بين الواقع والخيال
بقلم إشراق عرفة بينت إحدى الدراسات أن 80% من ما نتخيله لا يمت للواقع بأي صلة! وكثير منا يدرك ذلك كل بحسب تجربته الخاصة. فمثلا كم واحد منا ...اعتقد أنه بسفره خارج الوطن سيكون أكثر سعادة، ليتفاجأ بصعوبة التأقلم عند اغترابه؟ وكم من فتاة ظنت أن الزواج هو الخلاص من تعنت أهلها، لتدرك لاحقا أنه حياة مليئة بالمسؤوليات الجديدة والصعبة؟ وحتى على مستوى تخيل وجوه الأشخاص عند سماع أصواتهم عبر الهاتف أو عندما يتحدث الآخرون عنهم وأنت لم ترهم من قبل. فيبدأ حينها ذهنك برسم صورة لهم لتتفاجأ في كثير من الأحيان أنها مختلفة تماما عن شكلهم الحقيقي عند مقابلتهم على أرض الواقع. فما هو سبب هذه الصور والأفكار التي نملكها والبعيدة عن واقع الأشياء وحقيقة الأشخاص؟ ربما السبب هو صور قديمة محفورة في الذاكرة. فقد يكون سماعك لصوت شخص معين أو معرفة صفاته مشابهة لشخصية كنت تعرفها مسبقا. كما قد تكون الرغبة في الزواج نتيجة قراءة قصص عن الحب الناجح أو مشاهدة حياة لأزواج كلها انسجام في فيلم أو مسلسل ما. فاستقبال هذه الصور والأفكار التي يأتي معظمها من التلفاز تؤثر على طريقة أفكارنا وعلى أحلامنا. وذات الشيء بالنسبة إلى مخاوفنا. فقد أدركت مثلا أن خوفي المبالغ فيه من الحشرات يعود إلى مشاهدتي لأفلام الرعب في صغري عن حشرات ضخمة تهاجم البشر. ولكن هل يمكن استغلال قوة التخيل لتطوير واقع الحال؟ بالطبع. فكثير من مدربي الحياة وأشهرهم الأمريكي أنتوني روبنز يقوم بتدريب طلابه على التخيل الإيجابي لاكتساب العادات الجيدة وبالسلبي للتخلص من تلك السيئة. وذلك بالتخيل المستمر والالتزام بترديد لعبارات ذاتية ولمدة زمنية تصل لأسابيع. فمثلا عندما تتخيل نفسك صاحب شركة كبيرة أو كاتبا ناجحا تملك مؤلفات عديدة، وتردد ذلك بينك وبين نفسك لتصل إلى درجة الإيمان بها، فإنه سيأتي اليوم الذي سيتحقق فيه ذلك؛ إذ سيقوم عقلك بتعديل سلوكك وعاداتك وأسلوبك بالحياة لتصبح تماما كأفكارك. وإن أردت التخلص من عادة سيئة كالتدخين مثلا، عليك تخيل مدى تأثيرها السيء على نفسك وعلى من تحب؛ كالفقر والمرض لتبدأ بكرهه ثم تركه. لذلك قالت الحكمة اليابانية: احذر بما تفكر فيه، لأنه من المحتمل أن تحصل عليه. ومقولة أخرى لنورمان بييل: ستتمكن إن ظننت ذلك You can if you think you can شرحها في كتاب كامل تحمل ذات العنوان. وفيه ذكر العديد من قصص الواقع لأشخاص حققوا في حياتهم ما ظنوا أنه مستحيل في يوم ما. وكنت قد عقبت عليه في كتابي (لا تقنطوا من رحمة الله) بعد ما تبين لي أن كثير من أفكاره مشابهة لتلك التي جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. فأنصح الجميع بقراءة أي منهما لتطوير الذات وللحصول على أفضل ما في الحياة. ما بين الرغبة والغواية
بقلم إشراق عرفة . . كم واحد منا تمنى أن يكون محبوبا وأكثر غنى وسلطة؟ وكم فتاة تمنت بحب دافىء ورومانسية كالروايات التي تلهب المشاعر والأحاسيس؟ وكم من شاب تمنى بامتلاك أفضل السيارات؟ وكم وكم..... كل هذه رغبات تعكسها الغرائز التي أودعها الله تعالى في الإنسان. ولا يعيب أحد في امتلاكها. فهي واجبة وضرورية لبقاء الإنسان وليستمر الجد والعمل لتحقيق النسل والخلافة على الأرض . ولكن... ما هو معيب ومشين هو إشباع تلك الرغبات بطرق غير مشروعة رغبة في اختصار الوقت والجهد، وبسبب الكسل والجشع، وأحيانا نتيجة اليأس من الفرج وقلة الصبر. مثل السرقة والاختلاس للكسب الكبير، وعمل علاقات الحب خارج إطار الزواج، والغش رغبة في الربح السريع، وتأجير القتلة والبلطجية للتخريب من أجل الانتقام. وهي طرق سهلة ونتيجتها سريعة لكن عواقبها وخيمة تطرد فاعلها من المجتمع ويوصم بالعار. تماما كما حصل مع أبينا آدم عليه السلام بأكله من الشجرة المحرمة بسبب غواية الشيطان له؛ بأنه سيملك ملك لا يبلى، رغم أنه في الجنة التي وعده الله أن لا يجوع فيها ولا يعرى. فنسي النعم التي هو فيها وأراد ما هو ليس من حقه. إذن أسلوب الشيطان لم يتغير منذ طرد آدم من الجنة، وهو لم يخفي وعيده لرب العباد بغواية أبنائه. فهو يستغل رغبة الإنسان في الجاه والملك وحب التملك ويبدأ في الوسوسة عند وجود الفرصة. ويزيد ضراوة لمن يملك مبدأ ويتشبث به. فينتقل إلى الخطوة الأخرى بإثارة الشك في نفس الإنسان حول مشروعية الطريقة. فيتسائل الواحد منا مع نفسه: هل حقا هو حرام؟ هل هناك دليل واضح على وجوب فعل ذلك؟ بحيث يتزين له الإثم بعد التشكيك في حرمته. ثم يخدعه الشيطان بتوهيمه أن تلك الوسيلة هي الأفضل والوحيدة لتحقق ما يريد ويتمنى جارا بالإنسان إلى معصية الله. ولكن هل هناك من سبيل في مقاومة الغواية؟ يقول ريك وارن أنه في فهمك لأسلوب الغواية نفسه، تكون قد بدأت أولى خطوات مقاومتها. ثانيا، عليك إدراك أن رغباتك هي أمر طبيعي ولا تدعو للشعور بالخجل أو الخزي منها لئلا تلجأ في إشباعها إلى طرق سرية. ثالثا، راقب نفسك. متى تأتيك الوساوس؟ هل عندما تكون لوحدك أو في البيت أو عند وجودك قريبا من إحداهن؟ وهكذا. فبمعرفة وقت الغواية ستكون أكثر فطنة بأن توقفها. لذلك أمر الإسلام بغض البصر على سبيل المثال، كونها تزيد الرغبة في الجنس الآخر وتقوى غواية الشيطان تباعا. وأخيرا، المحافظة على الدعاء والصلاة كونها ستنهى عن الفحشاء والمنكر. |
Archives
November 2018
Categories |