خاص لطلبة التوجيهي: مفتاح النجاح في الامتحانات العامة - تم النشر في نقابة المعلمين الأردنيين7/29/2016
خاص لطلبة التوجيهي: مفتاح النجاح في الامتحانات العامة
بقلم إشراق كمال عرفة . في مقابلة إحدى القنوات مع الأول على المملكة لهذا العام في امتحانات التوجيهي، أشار الطالب إلى أن سر نجاحه هو الجهد الذاتي. والذي يتمثل بالمواظبة على الدراسة اليومية التي كانت تستغرقه من خمس إلى سبع ساعات حتى ينهي كافة واجباته المدرسية. واتفقت معه في ذلك الأولى في قسم الأدبي في اتصال هاتفي أجرته معها ذات القناة. وأضافت إلى أن مرحلة التوجيهي ليست بالصعوبة التي يروج لها الكثيرون؛ فالدراسة اليومية تذلل تلك المرحلة، وتساعد الطالب على النجاح في الامتحانات. فتساءلت مع نفسي: «هل الدراسة الذاتية وحدها حقا تكفي لتحقيق ذلك؟». واستذكرت تلك المرحلة عندما كنت طالبة فيها. فأدركت أن ما تم ذكره في تلك القناة عن النجاح في التوجيهي ليس واضحا. فهناك مشكلتين أساستين تواجه طلبة التوجيهي، والتي يجب توضيحهما واقتراح الحلول المناسبة لهما ليتمكن الطلبة بعدها فعليا من النجاح. فالمشكلة الأولى تتمثل بارتفاع نسبة تسيّب الطلبة من الغرف الصفية. وهذا ما نشهده في انتشار معظمهم أثناء الدوام المدرسي على مختلف الطرقات والأرصفة وداخل المطاعم والملاعب وحول أكشاك القهوة والدخان. وذلك بسبب سوء الإدارة والمراقبة لمعظم مدارس المملكة؛ الحكومية منها والخاصة. فيأتي تباعا الفشل في ضبط الطلبة، والتهاون في تنفيذ القوانين، و»تدليل» الطلبة بالسماح لهم بمختلف التجاوزات والمخالفات داخل الحرم المدرسي؛ كشرب الدخان داخل أروقتها، والخروج من الصف أثناء الحصة، والسماح بتناول مختلف الأطعمة والأشربة خارج الأوقات المخصصة لذلك، فيكون الطالب حينها فاقدا للتركيز غير قادر على ضبط نفسه والالتزام في الدوام. ومن جانب آخر، نجد أن المهارات الخاصة للتدريس يفتقدها السواد الأعظم من المعلمين والمعلمات، فتكون لها الدور في أن تجعل الطالب مهملا وغير مكترثا لما يتم تداوله داخل الصف. ومنهم من ينتابه الملل والسأم ويشرد ذهنه خارج الصف. والحل لهذه المشكلة يتمثل بداية بوعي الأهل للطالب حول أهمية الالتزام بالتواجد داخل الحصص، تدريب المعلمين على مهارات التدريس، وفرض الأنظمة والقوانين الداخلية على الجميع دون استثناء. هذا إضافة إلى ما أظهرته إحدى الإحصائيات التي قام بها كتاب تحفيز طفلك Motivating your child عن الأسباب التي تحفز الطلبة على التعلم داخل المدرسة. فكانت من إجابات الطلبة: توفّر المعدات والأدوات الجديدة داخل المدرسة، السمعة الطيبة لها، وتطبيق أسلوب تعليمي إيجابي وتشجيعي. . أما المشكلة الثانية التي يعاني منها طلبة التوجيهي، فتتمثل بإهمال الطالب منهم للمنهاج المقرر. وذلك بسبب الظن الخاطئ أنه غير كاف للنجاح. وهذا ما شجع عليه استثمار بعض المعلمين في بناء المراكز التعليمية المختلفة، وإعطاء الدروس الخصوصية بناء على مختلف المطبوعات أو «الدوسيات» التي تمتلئ بمختلف الأسئلة وتخلو من أي شرح ومن أية صور توضيحية للدروس. وأذكر هنا جيدا معلمتي في الثانوية التي كانت تغدق علينا بأوراق عمل متشبعة بمختلف الأسئلة تقوم بإعدادها شخصيا بتجميعها من هنا وهناك، والتي كانت تستهلك كامل الحصة في حلها دون أي شرح للمفاهيم الأساسية للدرس أو سؤالنا بفتح الكتاب من أصله. ولاحظت استمرار هذه «الموضة» حتى يومنا هذا. فكان أن طلب مني مؤخرا أحد الأقارب، وهو طالب في الثانوية، مساعدته في شرح إحدى دروس مادة الرياضيات. وحينما هممت بفتح الكتاب المقرر. قال لي بالحرف الواحد: «لا داعي لهذا الكتاب. فقد أخبرنا الأستاذ أن نركز فقط على هذه الدوسية كون جميع أسئلة الامتحان ستأتي منها». فقمت بتناول الدوسية ووجدتها ممتلئة بالقوانين والأسئلة. فسألته: «أين الدرس؟». فقال: « إن ذلك غير مهم. علينا فقط حفظ هذه القوانين وحل الأسئلة الموجودة أسفلها وسننجح!». وبالرغم من بساطة هذا القول إلا أن انتشاره بين الطلبة، وإيمانهم بصحته سيهدد مستقبلهم لا محالة. فالمنهاج المقرر هو مشروع ضخم ومدروس يقوم عليه أكثر الأساتذة خبرة ومن حملة الشهادات العليا. كما أنه يمر بعدة مراحل طويلة من التدقيق والتعديل والتنقيح والضبط للتأكد من مناسبته لمستوى الطلبة من ناحية الشرح والأمثلة التوضيحية وصحته علميا ولغويا. فكيف يمكن لدوسية تمت خلال سويعات من أن تحل مكانه في توصيل فكرة الدرس إلى الطالب؟ هذا إضافة إلى عدم تأهل كاتبها لمثل تلك المهمة، وانعدام من يدقق ويراجع محتوياتها قبل طرحها للطلبة. وكنت بالفعل قد وجدت أخطاء علمية فادحة فيها. حينها وضحت الأمر لقريبي أهمية الفهم والاستيعاب للتمكّن من حل أيّة مسألة، وليس فقط حفظ الأسئلة في الدوسية. فالامتحانات العامة تجدد أسئلتها على الدوام ويمكن التمرّن على حل أسئلة عديدة ولكن ليس قبل فهم الدرس وقوانينه بشكل تام وكامل. وبالاعتماد على المنهاج المقرر للفهم والاستيعاب، والالتزام في حضور الحصص الدراسية، والمواظبة على الدراسة اليومية سيتمكّن أي طالب توجيهي من النجاح في الامتحانات العامة. كما ويجب الإشارة إلى أهمية التركيز والانتباه إلى شرح المعلم داخل الغرفة الصفية. وفي حال وجد الطالب نفسه غير قادر على فهم شرح أستاذه، يمكنه حينها الاستعانة بمصادر أخرى للفهم وليس للحفظ، مثل: عمل مجموعات دراسية مع الطلبة الآخرين، سؤال أحد الأقارب للمساعدة، وقراءة أكثر عن الدرس من مصادر أخرى موثوقة كالكتب المختلفة التي تتكلم عن ذات الموضوع. إضافة إلى متابعة مختلف الفيديوهات الأكاديمية المنتشرة على موقع «اليوتيوب» والتي فيها يشرح بعض الأساتذة الموضوعات المدرسية، ومنها تلك المتعلقة بمرحلة الثانوية العامة. سهل الله دربكم، وأعانكم على الالتزام والمثابرة يا طلبة التوجيهي. ومبارك لأوائل المملكة ولباقي الطلبة الناجحين. . الرابط http://bit.ly/2b4lVRT يمتاز العصر الحديث الذي نعيشه بتطور في مختلف التقنيات، وتنوع الصناعات، وزيادة ضخمة في الإنتاج. وبسبب ذلك زادت نسبة تلوث البيئة من ناحيتين: الأولى وهي ارتفاع في نسبة الغازات السامة المنبعثة في الجو أثناء عملية الإنتاج والاستهلاك، والثانية تقلص المساحات الخضراء التي تساهم في تنقية الهواء بسبب الزحف العمراني من مختلف المصانع والشركات والأبراج والمحال، ولانتقال البشر من القرى والفلاحة إلى المدن والوظائف. ولذلك يواجه عالمنا الآن مشكلة الانحباس الحراري الذي بسببه ترتفع درجات الحرارة فوق معدلها الطبيعي. وهذا ما أدى بدوره إلى زيادة في وقوع مختلف الكوارث الطبيعية من سيول وأمطار وفيضانات التي دمرت الكثير من الأرواح والممتلكات. فكيف يمكن للتكافل الاجتماعي الذي أمر به الإسلام المساهمة في حل هذه المشكلة؟ بداية، يعنى التكافل الاجتماعي في الإسلام على تعاون الأفراد مع بعضهم البعض لتحقيق الخير والمنفعة لهم دون أي تمييز، وهذا يشمل درء المفاسد والمضرات عنهم بمنع أسبابها. ويعد مجال التكافل الاجتماعي واسع جدا، فهو يبدأ بالتكافل الذاتي والذي فيه يقوم الفرد بتزكية نفسه والاهتمام بصحته والترفع عن الشهوات المفسدة لعاقبته. ثم ينتقل إلى نواة المجتمع والتي فيها يقوم الزوجان برعاية كل منهما الآخر، وتوفير الحضانة السليمة لأطفالهما لينشأوا أقوياء قادرين على حمل رسالة الخلافة على الأرض. ثم تتوسع دائرة التكافل الاجتماعي لتصل إلى تعامل مجموعات الأفراد مع بعضهم البعض داخل المجتمع الواحد. والذي لا تطغى فيه مصلحة الفرد على مصلحة الجماعة، وهو ما بينه الرسول–صل الله عليه وسلم بقوله الشريف -: (مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها، فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقاً ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعاً، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعاً). ويلاحظ أن الاهتمام بالبيئة في جميع مجالات التكافل الاجتماعي السابقة الذكر جزء لا يتجزأ منها. فالمسلم يقتصد ولا يستهلك ما يزيد عن حاجته من مأكل وشراب لئلا تتضرر صحته، والأبوان يعلمان أطفالهما الترتيب والنظافة، والمجتمع يخالف من يقوم بالإضرار بالبيئة، كالصيد الجائر وإشعال النيران في الغابات وغيرها. ومع تطور أساليب الحياة، تتجدد صور التكافل الاجتماعي الإسلامي لتلائمها ولتعالج مشكلاتها المستحدثة على البيئة. وفيما يلي بعض الأمثلة على ذلك: . أولا، لمعالجة التلوث الناتج من ارتفاع نسبة استخدام السيارات في العواصم والمدن، يمكن حينه اللجوء إلى الاشتراك الجماعي في ركوبها؛ بحيث يقوم صاحب السيارة بتوفير خدمة التوصيل المجاني لمن هم أقل حظا ولمن يصدف أنهم متجهون إلى ذات الوجهة أو أثناء مساره. ويمكن للدولة توفير وسائل نقل ومواصلات لكافة الوجهات؛ من باصات وقطارات وحتى السفن والعبارات لتسهيل أعمال الناس. ويمكن منع مسير السيارات ضمن مناطق محددة داخل المدينة، بحيث تسمح الحكومة بعبورها عن طريق ركوب الدراجات الهوائية فقط، وهذا من شأنه المساهمة في تحسين الصحة الجسدية للعامة ومنع انبعاث غاز أول أكسيد الكربون السام من محركات السيارات والدراجات النارية. وبذلك يتحقق أمر الله تعالى بقوله:( وَتعاوَنوا على البرِّ وَالتقوَى وَلا تعاونوا على الإِثمِ وَالعدْوَان). ثانيا، يمكن لأصحاب الأراضي الزراعية استثمارها بشكل كامل في زراعة مختلف الأشجار المثمرة، والاستعانة في ذلك بمختلف الأيدي العاملة ممن يعانون من صعوبة الحصول على الوظيفة أو الفاقة لاستكمال الدراسة. وسيساهم ذلك بتوسيع المساحة الخضراء في ذات الوقت، إضافة إلى استغلال كامل امكانيات الأرض بدلا من اهدارها ومعالجة مشكلة الجوع. قال الرسول - صل الله عليه وسلم -: (إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فإن استطاع ألا تقوم حتى يغرسها فليفعل). ثالثا، في مؤتمر المناخ الذي عقد العام الماضي في فرنسا، أشار الرئيس الفرنسي بوران فابيوس وغيره من روساء الدول العظام إلى ضرورة احتواء الانحباس الحراري بتحويل الاقتصاد من الاعتماد على النفط ومشتقاته إلى الطاقة النظيفة. إلا أنه لم يكن هناك أي جدية في توصيات المؤتمر حول تخفيض مستوى وكمية التصنيع. وهنا أرى ضرورة تشجيع مختلف الأعمال اليدوية من نسيج وتطريز وملابس وصناعة للفخار وللزجاج وغيرها من الصناعات الوطنية، والتي تعمل على إدخال القوى العاملة النسائية وخاصة الأمهات لسوق العمل، وتعزيز الثقافة الوطنية، وتحسين الاقتصاد المحلي بذات الوقت. قال تعالى: (منْ عملَ صالحا منْ ذَكرٍ أوْ أُنثى وهوَ مؤْمنٌ فلنحيينهُ حياةً طيبةً وَلنجزِينهمْ أَجرَهمْ بأَحسنِ ما كانوا يعملونَ). وأخيرا، على كافة وسائل الإعلام من إذاعة وتلفزيون ومواقع التواصل الاجتماعي زيادة التوعية حول مضار التلوث البيئي. إضافة إلى قيام مختلف الهيئات من المدارس والجامعات والمساجد ودور العبادة الأخرى بالتشجيع على القراءة والبحث حول الاهتمام بالبيئة، والقيام بالأعمال التطوعية: كزراعة الأشجار، والدعوة إلى الاقتصاد في استخدام مختلف الموارد الطبيعية والمصنعة، وإزالة المهملات من الطرق والساحات ومن مختلف الأماكن الحيوية والأثرية. قال الرسول - صل الله عليه وسلم -: (الإيمان بضع وستون شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق). |
Archives
November 2018
Categories |