في تخطي البطالة
بقلم إشراق عرفة قرأت في ذلك اليوم على موقع الفيسبوك قصة شاب حديث التخرج من الجامعة، ولم يجد الوظيفة التي تناسب مؤهله الأكاديمي. كانت قصته جدا مؤثرة، فهو إلى جانب يأسه ومظهره البائس لم يتناول أي طعام منذ ساعات طوال نتيجة عدم امتلاكه ما يكفي لسد جوعه، وكان ذلك سبب اغمائه في الباص الذي كان يقله، فعرض عليه أحد الركاب أموالا، إلا أنه لم يتمالك نفسه من النحيب والتصريح بأنه يريد عملا لا حسنة. .... تعكس هذه القصة حال الكثير من شباب هذا العصر. فمستوى البطالة في ارتفاع وخاصة في ظل الاضطرابات التي عصفت بالمنطقة العربية، وما نتج عنها من ركود لمختلف القطاعات من سياحة ونقل وفنادق، ولعمليات الاستيراد والتصدير، وانخفاض في نسبة البيع والشراء. مما أدى إلى تقليص حاد في عدد الوظائف. إلا أنه يبقى هناك دوما سبيل يتمكن من خلاله الإنسان استكمال مهمته في الخلافة على هذه الأرض. فبالنسبة إلى ذلك الشاب وغيره ممن لم يجد ما يناسب مؤهله الأكاديمي، يبقى الكثير من الأعمال الحيوية التي لا يمكن للبشرية الاستغناء عنها مهما كانت قسوة الظروف الاقتصادية. مثل قطاعات الماء والكهرباء والزراعة والتنظيف والورش المهنية وأعمال البناء والتعمير. ولكن على الشاب تغيير نظرته عن العمل. فهو لا ينحصر خلف أبواب مغلقة وبمكتب وشاشة حاسوب، إضافة إلى أهمية إدراك عدم وجود طريق مختصر للكسب السريع للأموال (المشروعة والحلال). بذلك، يجد الحماس وقد تجدد في نفسه والإيمان قد زاد بقلبه في العثور على ما يسد الرمق ويقي العوز. ومن ناحية أخرى، نجد في اللاجئين السوريين أكبر درس وعظة لكافة الناشئة. فقد تمكن معظمهم من قهر الظروف التي فرضت عليهم بإنشاء العديد من الأعمال الناجحة كالمطاعم والخياطة وغيرها من المحال التجارية في الأردن وتركيا ولبنان ومصر وغيرها من البلاد التي لجأووا إليها. فيمكن أيضا لذلك الشاب أن يتواصل مع أصدقائه من طلبة دفعته لتنفيذ فكرة أي مشروع بحسب التخصص أو الاهتمام. فإنشاء الأعمال التجارية أصبح أسهل الآن من السابق وخاصة مع توفر المعرفة المجانية والتمويل الجماعي على الإنترنت. وبذلك يصبح عائق العثور على العمل موجود فقط في عقل الإنسان. وكما روي عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- : (لا تصغرن همتكم، فإني لم أر أقعد عن المكرمات من صغر الهمم). هذا هو مستقبل العمل .. ودوره في مهنتك – مقالة مترجمة
بقلم سالي كراوتشك . في العشرينيات من عمري عملت كمستثمرة في البنك، وفي الثلاثين كنت باحثة ومحللة للبيانات، وفي الأربعينيات قمت بإدارة وقيادة العديد من الأعمال المعقّدة، والآن، وأنا في بداية الخمسينيات، رائدة أعمال. أربعة عقود وأربعة مهن منفصلة ولكنها مترابطة كون الأساس بينهم هو واحد. . لا أستطيع القول بأنني خططت لذلك، ولا أنه حصل لي بالصدفة، وإنما كان جمع بين عملي في مجال يتغيّر كثيرا وبين الرغبة في البحث دوما عن وظائف مثيرة. إضافة إلى سعيي نحو عمل يملك تأثير واضح. . ويعدّ انتقالي هذا بين تلك الوظائف أمر غير اعتيادي لزملائي، ولكنني أؤمن بأن القاعدة لبناء المهن تكون في التنقل وخاصة للنساء لطبيعتهن في أخذ فترات متقطعة بعيدة عن العمل في وظائفهن. بينما تاريخيا، فقد تميّزت المهن من خلال التطور الثابت في المسمى الوظيفي والمسؤوليات والراتب. فالمضي قدما في المهنة يعني التخطيط مسبقا في بناء مهنة مثيرة وتطوير مهارة أساسية وعمل العديد من الخطوات الجانبية. . وانتقال ذلك جاء كون بيئة العمل متغيرة بطبيعتها، ويجب التسريع لتحقيق التقدم فيها. فقوى التقنية والعولمة تؤثر على أي صناعة الان، وهذا يعني أنه ما كان ينجح في السابق لن يستمر طويلا. وهذا النوع من تغيير العمل يملك أثرا سلبيا فهو يعني في الأغلب أنك ستفقد وظيفتك عندما تتغير الإدارة والاستراتيجيات لمواكبة التغيير. ولكن في نفس الوقت يعني ازدياد في عدد المهن المستجدة حال تقبّلناهم – وهنا لي مقالة مستقبلية حول ذلك بإذنه تعالى: المترجمة- فمثلا، يظهر أن البدء بعمل تجاري أمرا صعبا، ولكنه أسهل الآن وأقل تكلفة. فمثلا نجد وجود الغيمة الإلكترونية التي وفرّت شراء أجهزة الخوادم، وتشارك بيئة العمل بدلا من عقود الإيجار الطويلة، والاجتماعات عبر الفيديو التي ألغت رحلات السفر، واستئجار المهارات بدلا من التوظيف الدائم، والتمويل الجماعي بدلا من القروض البنكية – وهنا أعطى أحمد الشقيري في إحدى حلقات برنامجه الشهير (خواطر) أحد الأمثلة على التمويل الجماعي والذي يتم على الانترنت تحت اسم كيفا kiva.org: المترجمة-. . إذن، ما هي الأمور التي تتضمن التنقل الناجح في المهن؟ أولا – تخلّص من الأفكار حول مكان العمل المريح والمكتب الكبير والقرطاسية والهيكلية الإدارية والنظرة الوحيدة لشكل النجاح، إضافة إلى ما تظن أنّه من صفات القيادة الناجحة كالقوة والصرامة. فسمات النجاح الأساسية هي الفضول وانفتاح العقل والمرونة في التفكير والرغبة في معرفة وجهات النظر الأخرى (فمثلا، كان الناس في السابق يهربون من مشاريع تقنية المعلومات كونها بنظرهم ستفوق الميزانية وتتجاوز وقت التخطيط. ولكن في وقتنا الحالي، يعد من الأساسيات التمكّن من إدارة ذلك النوع من المشاريع). . ثانيا – ليسهل قيادة العالم في ظل هذا التغيير عليك تطوير ثقافة تقبل الفشل والانزعاج. وتعد هذه الخطوة صعبة وخاصة لدى النساء كونهن أقل قبولا للفشل من الرجال لاتخاذه على محمل شخصي. . ثالثا – تقبّل النقد. . رابعا – إعطاء النفس فرصة للتفكير قبل القيام بأي تنقل وظيفي. وذلك للتأكد من الرغبة في ذلك وفي إمكانية النجاح فيها. . خامسا – التجربة الفعلية. وذلك من خلال عيش ظروف الوظيفة الجديدة من اختلاط بالناس وتجربة ظروف العمل الجديدة. . سادسا – التحضير اقتصاديا. فقد يقوم العمل الجديد بالاستغناء عن خدماتك لأي ظرف محتمل وبالتالي عليك أخذ ذلك بعين الاعتبار قبل الانتقال إليه. . التحرر من الاستغلال الاقتصادي
بقلم إشراق عرفة . شاهدت ذات يوم على إحدى قنوات التلفاز عائلة أمريكية وهي تقوم بالتحضير لليوم الذي سينتهي فيه العالم. فهو باعتقادها سيأتي قريبا، وستحل فيه كوارث متتالية، وسيعاني الناس من الحصار وبنقص في الغذاء والدواء وللعديد من الحاجات الأخرى الأساسية. وقد أثاروا دهشتي بتعلمهم لمهارات الاعتماد على النفس. إذ ابتكروا طرقا لتجفيف الخضراوات والفواكه وأحضروا بقرة ليستفيدوا من حليبها وحفروا بئرا ليرتووا من مائها. وكانت العائلة والمكونة من 6 أفراد يتعاو...نون فيما بينهم في كل تلك الأعمال، والصغير منهم قبل الكبير. وكان أمرا مثيرا قدرتهم على الاكتفاء الذاتي بهذا الشكل والتحرر من الحاجة إلى الغير، ومن جشع الجاشعين. فوجود خطة للطوارئ ليس شيئا حديثا. فالدول المتقدمة في الغرب قد احترفت في التحضير لما هو أسوأ في كافة مجالات الحياة. فمثلا، تقوم كبريات الشركات هناك بالاحتفاظ بنسخ من كافة ملفاتها في نظام خاص يكون محمي داخل منشأة منفصلة وبعيدة عن مواقعها الأم. فحين يهز المنطقة زلزال أو يغرقها فيضان، لن تتأثر أعمال تلك الشركات، وستتمكن من مزاولة أعمالها دون أي خسارة أو تأخير. كما وتقوم تلك الدول بتطوير آليات تسير وتعمل على الطاقة البديلة لئلا تتأثر بنفاذ مخزون البترول المحلي والمستورد. وحتى في تطوير البرامج والأنظمة الحاسوبية، فإننا نجد فيها أدوات تحمي الملفات من خطأ المستخدم. فيكون هناك مثلا زرا لإعادة الملفات التي تم حذفها خطئا، وآخر يعمل على إزالة التعديلات الخاطئة، فتعود حينها تلك الملفات إلى حالتها الأولية خالية من أي أخطاء. وبالعودة إلى تلك العائلة الأمريكية، نجد أن ما تقوم به يعكس ثقافة التحضير والتخطيط المسبق والمتشعب في ثقافة بلادهم. فربما حان الوقت لتبدأ كل عائلة في العالم العربي والإسلامي بالتفكير جديا في التخطيط للطوارئ تماما مثل تلك العائلة. ولكن ليس من أجل اليوم الموعود - كون المسلمون يدركون أن تقوى الله هو كل ما يحتاجونه من أجل التحرر والخلاص-، وإنما لليوم الذي قد يأتي وتتزعزع فيه الظروف الأمنية للبلاد وتنهش الجماعات الإرهابية خيرها وتنتعش فيها السوق السوداء، مما يزيد من قوة القبضة الاقتصادية على رقاب المواطنين فيها. وهذا للأسف ما تشهده حاليا بلاد النزاع المسلح مثل غزة والعراق وسورية وليبيا واليمن وغيرها. فنجد أهلها تعاني من الارتفاع الحاد لأسعار المواد الأساسية من قمح وأرز وحليب ومشتقات البترول نتيجة الحصار ومنع وصول المساعدات الدولية إليها. . |
Archives
November 2018
Categories |