استهداف مواقع التواصل الاجتماعي لأغراض خفية
بقلم إشراق عرفة . في تصفحي لشبكة التواصل الاجتماعي (تويتر) في ذلك اليوم، وجدت صورة نشرتها إحدى وسائل الإعلام على صفحتها وفيها امرأة مسنة تقوم بشرب الماء من بركة صغيرة تجمعت بفعل الأمطار على طرف الشارع. وكتبت في التعليق عليها: (الفقر في إيران). ولكن كنت قد شاهدت نفس الصورة قبل عدة أشهر منشورة في شبكة إعلام أخرى وفيها تقول: (الفساد في مصر)! ولا يقتصر الأمر على التعليلات الكاذبة للصور. فمع انتشار تطبيقات التعديل عليها أو (الفوتوشوب) نجد قيام بعض الناس بإعداد صور خاصة لخدمة أغراض محددة. منها الشحن الشعبي ضد جهات معينة وحول قضايا محددة دون غيرها. مثل الحرب في حلب والقتل في باريس مع تعتيم لما يحصل في غزة وبورما وغيرها من القضايا الحساسة في مناطق الشرق والغرب. ولا زلت أذكر تلك الصور التي تستهدف مشاعر المسلمين ليظهر لاحقا أنها من يد صهيوني يريد نشر الإساءة لدينهم ولكن بشكل غير مباشر. وكنت قد كتبت مقالة سابقة حول استهداف الناشئة من خلال بث صور كرتونية خاصة تشجع على السلوكيات السلبية، تحمل عنوان: (أبنائنا في خطر! احذروا الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي). فذلك يكشف عن سبب آخر: تدمير القيم والأخلاق لدى أبنائنا وبناتنا من خلال تلك المواقع. ولا يقتصر قيام بعض الجهات السرية بالتعليل الكاذب لمختلف الصور لتحقيق أغراض سياسية. وإنما نجد على الجانب الآخر انتشار لصور وأخبار من شأنها الجذب والإلهاء لأسباب دعائية وتسويقية. مثل الانتشار الواسع لصورة ذلك الكويتي المحاط بأربعة عرائس ليظهر لاحقا أنهن "موديلز" أي فقط للتصوير الإعلاني، وليس كما نشره الخبر أنه زواجه بأربعة دفعة واحدة نكاية بطليقته. وربما يأتي خبر لاحق مفاده أنهن بناته. فمن يدري طالما أصبح يملك جميع الناس القدرة على الكتابة وتعديل الصور ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعي من دون أي رقابة أو تدقيق. فما السبيل إذن للتصدي لانتشار تلك الأخبار الكاذبة؟ يقول المثل: (لا تصدق كل ما تسمع، وصدق نصف ما ترى، واترك النصف الأخر لعقلك). فمع التعليم المناسب والتوعية اللازمة، سيتمكن الناشئة من التفكّر في كل خبر قبل التسرع والانفعال. إضافة إلى عدم التفاعل مع تلك الأخبار من (لايكات) و (كومنتات) و(الشير) للحد من الاهتمام فيها وبالتالي منع انتشارها. وهنا أستذكر قوله تعالى: (وَإِذَا خَاطَبَهُمْ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاماً)؛ أي بوقف انتشارها بالمرور عليها مرور الكرام. وبرأيي أنه حان الوقت لإِشغال الشباب بما يفيد من أعمال تطوعية وخيرية. إضافة إلى التعاون في خدمة المجتمع من كافة الأشغال بدلا من تضييع الوقت في التفاعل مع تلك المواقع الاجتماعية. وهنا أدعو كافة منظمات الشباب وهيئات الدعاية والإعلان والمدارس والجامعات والمساجد ودور العبادة الأخرى في المجتمع على العمل فيما بينهم لبناء برامج خاصة للشباب؛ بحيث تقوم بتشجيعهم على فعل الخير، وتقوية روح المنافسة والاعتزاز بالنفس لديهم، وتحقيق في نفس الوقت خدمة المجتمع وتطويره. ومن الأمثلة على تلك البرامج: الدروس الخصوصية، الدورات المهنية، أعمال الدهان والصيانة، توزيع المنتجات الخيرية، الرسم والموسيقى والفنون، زيارة دور العجزة والأيتام، عيادة مرضى السرطان، وغيرها الكثير. وأخيرا، أدعو مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي من (فيسبوك) و(تويتر) و(انستغرام) على إرسال الشكاوى إلى الإدارة المتخصصة حول الحسابات التي تقوم بتلفيق الأخبار الكاذبة، وإلغاء الإعجاب بها أو متابعتها. إضافة إلى العمل على توعية الآخرين حولها. وهذا ما تقوم به قناة رؤيا الإعلامية على صفحتها الخاصة في (فيسبوك)؛ إذ تقوم بين فينة وأخرى بنشر الخبر الكاذب الذي اتسع انتشاره يقابله ذلك الصحيح. نظرة تحليلية حول أسباب انتشار جرائم القتل بالرصاص في المجتمع
بقلم إشراق عرفة . ازدادت الأخبار التي تتحدث عن جرائم القتل بالرصاص في مختلف أنحاء العالم. ونجد أن ضحايا ذلك النوع من القتل ينتمون إلى أربع فئات: إما من الأطفال بسبب عبثهم بالسلاح، أو من أقارب المعتدي، أو من الغرباء من مختلف المدنيين، أو الانتحار. وتعدّ أكثر الجرائم دموية تلك التي يذهب ضحيتها العشرات من المدنيين من العامة. مثل إطلاق النار الذي حصل في مختلف مدارس الولايات المتحدة، وتلك داخل الأماكن السياحية في فرنسا وتونس ومصر وغيرها. وهنا يتساءل المرء عن السبب المشترك بين الشرق والغرب في ازدياد نسبة جرائم القتل بالرصاص هذه. . وفي نظرة تحليلية بسيطة نجد وجود عدة عوامل ساهمت في زيادة جرائم القتل بالرصاص. ففي حوادث الانتحار والقتل الخطأ، يتبيّن أن السلاح ملك لأهل منزل الضحية من أجل الدفاع عن النفس. ونجد هنا سهولة اقتناء تلك الأسلحة من مختلف الجهات. سواء كانت من محلات مرخّصة أو من السوق السوداء أو من الانترنت. أما الضحايا من مختلف الغرباء من المدنيين، فنجد أن للتطرف وللأفكار الهدّامة السبب في الاعتداء على أرواحهم وممتلكاتهم. . فما السبيل إذن للحدّ من انتشار هذا النوع من الجرائم؟ . بداية، ينبغي إعادة النظر من قبل الجهات المسؤولة في المجتمع حول ترخيص المحلات المتخصصة ببيع الأسلحة، وفي القوانين التي تسمح بترخيص حملها للمدنيين، من أجل تقييد انتشار السلاح وبالتالي الحدّ من حوادث القتل. وهنا تواجه الدولة تحدي تهريب الأسلحة والتصدي للسوق السوداء. هذا إضافة إلى تغيير نظرة تحقيق الأمن لدى العامة ليصبح التركيز على أساليب أخرى. مثل توصيد الأبواب وحماية الأبناء من مخاطر الاستخدام غير الواعي لشبكات التواصل الاجتماعي. وخاصة بعد أن أثبتت إحدى الدراسات أن من يشتري السلاح لأجل الحماية تزداد فرص مقتله به. وهذا ما نشهده كما سبق وذكرنا عن حوادث القتل بين الأقرباء والانتحار. . ويعدّ تقنين شراء الأسلحة النارية غير كاف للحد من انتشار حوادث القتل بالرصاص. إذ لا بد من توعية الناشئة والتصدي لأفكار التطرف الديني. والذي هو من مسؤولية المنزل والمدرسة ومختلف الأماكن الدينية، بحيث يتم المحافظة على قنوات الحوار مفتوحة مع الشباب، والتوعية حول ضرورة تقبّل آراء الآخرين وأفكارهم دون أي قمع أو إهانة لهم. وبالتالي إنشاء جيل قوي قادر على التمييز بين الخير والشر، وعلى مواجهة مختلف المشكلات بموضوعية وفعالية دون التعرّض لحرمات الآخرين من أرواحهم وممتلكاتهم. . ما الذي تريده المرأة من الرجل؟ (2-2)
بقلم إشراق عرفة . بيّن الجزء الأول من هذه المقالة بعضا من المواقف التي تحصل بين أي زوجين، وخاصة عندما يجهل الرجل ما تريده المرأة. وربما السبب يعود إلى مشكلة الكثير من النساء في ترددهن في كشف رغباتهن للرجل. إضافة إلى قيام معظم الرجال بإهمال نسائهن، والذي يتمثل بالقصور في إشباع مختلف حاجاتهن النفسية والجسدية والعاطفية والمادية. وبالتالي يحصل الطلاق العاطفي في الكثير من العلاقات الزوجية ممهدا بذلك الطريق إلى الانفصال الفعلي بينهما. . ويملك الرجل دوما مفتاح إنجاح العلاقة مع المرأة حال فهم طبيعتها وما تريده. فالمرأة باختصار مخلوق لطيف يدغدغه الكلام اللين، ويسعده اللمس الحاني، ويثيره الضمة القوية الدافئة، ويقدّر المبادرة مهما كانت بسيطة. والمرأة بنفس الوقت قوية بذكائها ويجذبها الرجل القوي بقراراته وبطلباته وبرغباته، وتحترم القادر على تخصيص وقت لها في كل يوم. فأهم ما تريده المرأة من الرجل هو الاستماع إليها بسخاء وبتعاطف. وذلك كونها تميل إلى البوح بكل شيء مهما كانت حالتها النفسية، مثل التحدّث عمّا يشغل بالها عندما تكون قلقة، والاندفاع عند الحماس، والتفاؤل عند الفرح، وأخيرا عند الشعور بالحزن والألم. ولهذا السبب نجد لذة المرأة في الجلسات النسائية حيث تبادل مختلف الأحاديث مع باقي النساء، والاستماع إلى مشاكلهن وأخبارهن بكل تعاطف وإخلاص، والمساهمة بإيجاد الحلول والمقترحات. فلو أصرّ الرجل على استمرار التواصل مع زوجته وتفهّمها لعاش أكثرهم في سعادة مع زوجاتهم. . ومن السيرة النبوية العطرة نجد الرسول - صل الله عليه وسلم - الزوج الحنون المتعاطف المستمع لزوجاته. ففي فهم طبيعتهن اللينة السهلة الانكسار ما ورد عنه - صل الله عليه وسلم - حين قال: (رفقا بالقوارير). وحول تخصيص وقت لزوجاته، تسابقه - صل الله عليه وسلم - مع السيدة عائشة رضي الله عنها. أما في احترامه وتقديره لزوجاته ما ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: "ما ضرب رسول الله صل الله عليه وسلم بيده امرأة له قط ولا خادما". . وكان - صل الله عليه وسلم - يكرّم نسائه ويقوم على خدمتهن كما ورد عن السيدة عائشة: "كان يكون في مهنة أهله - أي في خدمتهم – فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة". كما أنه كان يستأذنهن كما حصل عندما أراد التمارض عند السيدة عائشة رضي الله عنها. وكان - صل الله عليه وسلم - عادلا مع جميع زوجاته مثل استخدامه للقرعة لمعرفة من يصطحب معه في سفره. . وصدق رسول الله - صل الله عليه وسلم - عندما قال: (استوصوا بالنساء خيرا). فالزوجة السعيدة تنجز أكثر وتعطي دون حساب لبيتها، وتكون أكثر مرونة وإطاعة للزوج عندما تشعر باحترامه وبتقديره لها. . للمزيد من المقالات: ishraqat.weebly |
Archives
November 2018
Categories |