كيف تتخلص من الضغط النفسي بشكل فاعل
بقلم إشراق عرفة . . كل منا يتعرض لضغوط عديدة، نتيجة المهام والتحديات في العمل والمنزل أو المعاناة من التصدعات في العلاقات ال...اجتماعية أو حتى بسبب الشعور بالوحدة. وأنا شخصيا تعرضت لمعظم أنواع هذه الضغوط. كوني اشتغلت في عدد من الشركات ثم وجدت نفسي وقد أصبحت ربة منزل أرعى أطفالي، وأخيرا شعوري بالوحدة بسبب البعد عن الأهل والأقارب والشوق المتزايد لهم. واكتشفت مع محاولة التأقلم في كل من تلك الظروف العديد من الطرق التي خففت من مشاعري السلبية وبشكل ملحوظ. الطريقة الأولى للتخلص من الضغط النفسي هي بالكتابة. اكتب ما تشعر به وما يثير حنقك وألمك، ومنها ما تتمناه وتحلم به. بهذه الطريقة تصرف كل المشاعر السلبية من نفسك بنقلها على الورق. وعند كتابة أحلامك، سيتحول تركيزك من على المشكلة التي أنت فيها إلى عالم التخيل، وسينشغل عقلك بالتفكير فيما تهواه نفسك وترغب في تحقيقه. لتجد في كثير من الأحيان وقد كتبت خطة تطويرية لمهاراتك أو لعملك وغيرها دون أن تدري. فترغب حينها في تغيير نمط حياتك وأهدافك لتصبح أكثر رضا وسعادة عن نفسك. أما الطريقة الثانية والتي يمكن ممارستها تزامنا مع الكتابة هي بجعل عقلك يركز على شيء آخر؛ كالنشاط البدني أو القراءة. فعند الالتزام بممارسة المشي أو السباحة أو اليوغا، سيقوم عقلك تلقائيا بالتركيز على اصدار الأوامر بتحريك عضلاتك مما يجعلك تنسى ما أزعجك بشكل شبه كلي. كما أن للنشاط البدني الدور في إفراز هرمون السعادة الذي يوازي الشعور بالانتشاء. وفي قراءة ما تفضله مثل مواد مواقع التواصل الاجتماعي كالفيسبوك وتويتر أو رواية ما، ستخلق عزلة فردية مريحة لأعصابك، وبعيدة عما أزعجك. وبوجود مشورة من صديق ثقة أو أخت مقربة تبوح لها بكل ما يزعجك ويثير عندك القلق والضيق من شأنه تخفيف الضغط عن نفسك. فأنا أذكر أنني في بداية اغترابي كنت أكلم أختي بشكل دائم. أشكو لها وأشاركها أخباري وأسألها رأيها. وكنت أشعر في كل مرة أكلمها بالهدوء يتسلل إلى نفسي وبعودة النشاط إلى حياتي. واكتشفت إحدى الدراسات التي بثتها قناة الجزيرة الإعلامية على أن البستنة تخفف من المشاعر السلبية. فيمكنك حينه زراعة بعض النباتات والاهتمام بها، أو حتى بشراء كائن أليف ورعايته، كالأسماك والطيور أو القطط المنزلية. كونها أثبتت تلك الأخيرة أنها فاعلة بشكل كبير في تحقيق الانسجام والسلام الروحي لدرجة أنه يتم استخدامها في علاج مرضى التوحد. والطريقة الأخيرة هي بمساعدة الناس من أعمال خيرية وصدقات. مثل تفقد أحوال أصدقائك وأحبتك، والتسوق من أجل والدتك أو مساعدتها في أعمال المنزل. ومنها ما يشمل أيضا على أعمال النظافة والتطوع. كالمرور على المدرسة في منطقتك وسؤالها ان احتاجت لطلاء جدرانها، والمشاركة في تنظيف المسجد، أو زيارة المرضى من الأقارب وغيرهم، وأي عمل خيري آخر تراه مناسبا للظرف والمكان الذي أنت فيه، وبما يناسب قدراتك. بالنهاية، يمكنك تطبيق هذه الطريقة الأخيرة مع أي مما سبقها. فتكسب بذلك نفس مطمئنة في الدنيا وأجرا عظيما في الآخرة. تفنيد شائعة التطرّف والأصولية – من تفسير في ظلال القرآن لسيّد قطب
بقلم إشراق عرفة . . كلمة (التطرّف) غريبة على المصطلحات الشرعية الإسلامية، اذ لم ترد في الكتاب ولا في السنة النبوية الشريفة. ولم يتداولها السلف من علماء الأمة الإسلامية. ولكن ألبس عصرنا هذا الإسلام بالتطرّف الديني، بوصفه من بعض الناس بالغلوّ والتشدّد. ولكن حقيقة الإسلام ليست كذلك؛ فهو دين يدعو إلى الاعتدال وينفر من الغلوّ أشد التنفير، فقد كان الرسول ﷺ يقول: (لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم، فإنّ قوما شددوا على أنفسهم فشدد الله عليهم، فتلك بقاياهم في الصوامع والأديرة) ، وقال الله تعالى: ]وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ[ – الحديد. أمّا كلمة (الأصولية)، فأصلها يرجع إلى الغرب وليست لها أيّة جذور عربية أو إسلامية. وتعني في مختصر معجم أكسفورد العداء والازدراء، وكان قد ظهر لديهم هذا المفهوم مع طغيان الكنائس النصرانية على حياة البشر ومعاداتها للمدنية وللعلم والحضارة عندهم، فأصبح الغرب عند سماعه لهذه الكلمة يفهم على أنها التشدد والتطرّف في الدين. ثم ربط الإعلام الأجنبي لفظ الأصولية بالإسلام، وذلك عند تعقيبه على أحداث العنف والعدوان في أمريكا وأوروبا، وذلك لهدف واحد: تصوير الإسلام على أنّه دين تشدد وتطرّف، لا يقدّر الحضارة ويكره العلم والتطور. إلّا أنّ حقيقة الإسلام غير ذلك. فالله تعالى أنزل القرآن الكريم على رسوله ﷺ ليكون هدى ونور للناس بلا تكليف ولا مشقة، أو إجبار أي أحد على اتباعه، فما على الرسول إلى البلاغ. كما أن كافة التكاليف لا تتجاوز طاقة البشر، بل هي نعمة وفرصة للاتصال مع الملأ الأعلى لاستمداد القوة والطمأنينة منه، قال تعالى: ]طه (1) مَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لِتَشْقَى (2) إِلاَّ تَذْكِرَةً لِمَنْ يَخْشَى (3) تَنزِيلاً مِمَّنْ خَلَقَ الأَرْضَ وَالسَّمَوَاتِ الْعُلا (4) [ - طه. فالإسلام دين وسطية لا تطرّف فيه من ميل أو انحراف، أو إفراط وتفريط، فمن أهم خصائصه، التوازن والعدل. ولذلك امتاز عن الاديان السابقة بشهادة أمة الرسول محمد ﷺ على الامم الأخرى في الآخرة. قال تعالى في الآية 143 من سورة البقرة: ]وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً[. كما أمر الله تعالى رسوله الكريم بالرحمة مع المسلمين وبالشورى معهم تصادقا للحق، من غير ميل إلى هوى ولا حيد عن هدى، قال تعالى: ]فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنْ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159) [ – آل عمران. وأخيرا، يتميّز الإسلام عن بقية الأديان بكونه منهج حركي يعكس واقع الحياة البشرية، فهو لم يأتي كمجموعة من الفقه والأحكام، بل جاء لتقرير وحدانية الله تعالى، ومن ثم إصلاح المجتمع بنبذه لأحكام الجاهليين والملوك والطواغيت، ليتم بعدها استنباط الأحكام الفقهية في ظل مزاولة المجتمع لحياته وفقا لأحكام الشريعة، وعليه كان الفقهاء في بداية مولد المجتمع الاسلامي بالمدينة يعيشون بالدين ويجاهدون في سبيله ويتفقهون من تحرّكهم في الحياة، ولم يكونوا منعزلين بين الكتب والأوراق، وإنما كانت كافة أحكامهم من تجاربهم في العيش بظل الإسلام. قال تعالى: ]وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُوا كَافَّةً فَلَوْلا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ (122)[ – التوبة. والدليل هو نزول الآيات الكريمة لمعالجة وقائع حياتية واجهها المسلمون الأوائل. مثل تلك التي جادلت الرسول ﷺ بزوجها الذي ظاهرها، والآية التي نزلت حول مشكلة الثلاثة الذين تخلفوا عن الجهاد، وتلك التي حثّت الرسول ﷺ على الّلين مع من خالفوا أمره في غزوة أحد. ولا ننسى أن الإسلام يوازن بين الروحانية والمادية. والدليل هو موسم الحج الذي فيه يكون الناس في سوق عالمية يتاجرون فيه بمختلف البضائع إلى جانب العبادة. |
Archives
November 2018
Categories |