لماذا لا أرغب بالزواج – مقالة مترجمة
بقلم جولي كلو . لا يوجد هناك سببا لاعتبار الزواج الاختيار الوحيد أو الأفضل! . كنت متزوجة. وعندما أذكر ذلك أمام أحدهم، يسـألني كم استمر زواجي. ويبدو أن 11 عاما يرضيه. نعم! لقد بذلت ما يمكن لإنجاح ذلك الزواج وأفهم طريقة نجاحه. لقد حصلت على الطلاق وأنا في الثلاثين من العمر. وأنا الآن في الأربعينيات من العمر، ومتأكدة تماما من أنني لن أتزوج مرة أخرى. أبدا! . وليس السبب هو عدم إمكانيتي للزواج مرة أخرى. فقد امتلكت ثلاثة علاقات طويلة الأمد بعد الطلاق، ولكن أدركت في كل حالة أن لا معنى للزواج، وللكثير من الأسباب: . 1. لا أريد أطفالا أو أطفالا آخرون: لدي ابنة مراهقة وجميلة. ولا أملك الرغبة في امتلاك مزيدا من الأطفال. . 2. أصبحت مؤسسة الزواج بالنسبة لي قديمة وقد عفا عنها الزمان: كان الزواج قديما يجمع بين اثنين في رباط متماسك يعمل على ضمان الاستقرار والأمن الاقتصادي لأبنائهما. فكيف سيكون لذلك أي منطق عندما يكون الاثنان مستقلان ماديا وليس هناك وجود للأطفال؟ . 3. لا أريد الاهتمام بقراراتك: لا أريد أن أغير طريقة عيشي وطعامي وقنوات التلفاز لأجل شخص آخر. أملك إيقاعا جميلا في حياتي، بحيث أصبحت أقدّر كل شيء فيها. ولا يعني ذلك أن ليس باستطاعة أي شخصان الاتفاق في حياتهما الزوجية؛ يمكنهما ذلك ولكن سيتطلب منهما الكثير من التنسيق والوقت. وأنا لا أملك الطاقة الكافية لذلك. . 4. أقدّر كثيرا استقلاليتي: إنني غير منجذبة للواقع المالي المتعلّق بمصاريف الانفصال وتجميع الأموال نتيجة لذلك. فأنا أحب عملي، وأقوم بالكثير من الأعمال الأخرى خارج عملي ككاتبة رسمية، مثل بناء مهاراتي والمخاطبة. فلا أريد أن أمقت زوجي إن لم يعمل بجدّ مثلي، وفي أسوأ الحالات، والتي فيها يحصل الانفصال، فإنني مدركة أنني سأحصل على نسبة كبيرة من أمواله. هذا من جانب. ومن جانب آخر، فإنه حتى على مستوى المصاريف اليومية، فإنني أريد أن أصرف بحريتي على الأمور التي أجدها تستحق ذلك ولا أريد أن أقلق على عادات زوجي في الإصراف. . 5. أنا واقعية: يتغيّر الناس. لقد وقعت في حب أحد الأشخاص وفي الوقت والمكان المناسبين، ووجد كل واحد منا ما يريده في الآخر، ولكننا تغيّرنا. لقد نضجنا وتعلّمنا أكثر حول أنفسنا. ولذلك يبدو من السخف الاعتقاد بأننا سنكون كل شيء لبعضنا البعض وإلى الأبد. . 6. أنا سعيدة من دون زواج: . أحب الرفقة. ولكن أدركت كم أنا سعيدة عندما أكون لوحدي من دون زواج. يتزوج الكثير من الناس لخوفهم من الوحدة. لا أنكر أنني أكون سعيدة عندما أكون في علاقة مع أحدهم. ولكن عندما تبدأ تلك العلاقة بالتدهور، أصبح جدا حزينة. ولكن عندما أكون لوحدي من دون أي علاقة، أحلم بعلاقة مع أحدهم من وقت لآخر، ولكن مستوى سعادتي تبقى دوما فوق التصورات. . تقول بعض الروايات أن الزواج هو المرحلة التي يصل إليها الإنسان حين يصبح مسؤولا ويريد الاستقرار. كما أنه تم الترسيخ في أنفسنا الخوف من الوحدة ومن الموت وحدنا. ولكن الزواج ليس الضمان لتحقيق عكس ذلك. فهو ليس الاختيار الوحيد أو الأفضل لأولئك الذين يتمتعون باستقلالية عالية وتمكنوا من بناء حياتهم. قد يكون ذلك للبعض منا، ولكن بالنسبة للبقية، فإننا نقبل بوحدتنا وأن نعيش بذلك سعداء إلى الأبد. مفتاح السكينة
بقلم إشراق عرفة . تصور أن أحد أصدقائك قد حضر وجلس بجانبك، ثم وضع يده على كتفك وقال لك: لا تقلق! سأساعدك في حل جميع مشاكلك، وسأساندك في كل أعمالك، وسأعاونك على تحقيق كل أحلامك وكل ما تتمناه. فكيف حينها سيكون شعورك؟ . لا بد وأنه سينشرح صدرك، وستستكين نفسك، وسيهدأ بالك. ونتيجة لذلك سترتسم الابتسامة على شفاهك، وستشعر بقوة جديدة في نفسك وجسدك، وستنفض عن نفسك اليأس وكل الهموم والأحزان وستنطلق بكل نشاط وحيوية إلى الحياة بمعونة ذلك الصديق الرائع. فوجود من يشعر معك ولا يريد سوى الخير لك ويملك من القوة والسلطة ما يكفي لمساعدتك في تحقيق كل ما تريد، هو شعور رائع يفوق أي وصف. أليس كذلك؟ . ولكن من هو ذلك الصديق؟ وهل له وجود على أرض الواقع؟ . إنه ببساطة التوكّل على الله! . وهو إيمان واعتقاد بقدرة الله ورحمته في القلوب. وأي إنسان يستطيع التمتع بقوة وقدرة التوكّل على الله إن قام ببعض الخطوات البسيطة، وهي التي سيسلّط عليها الضوء هذا المقال: . . 1. الإخلاص: فالجدية وإخلاص النية لله تعالى من شأنه تسهيل الأسباب لتحقيق ما يريده الإنسان. وهذا ما حصل معي حينما أردت أداء مناسك الحج عندما كنت أعمل في السعودية ولم أجد أي حملة ترغب في تسجيلي للحج كونني لا أملك (المحرم). حينها عقدت العزم والنية في نفسي على أن أقوم بالحج لوحدي على أن يكون دليلي خطوات الحجيج. وبعد عدة أيام يأتيني هاتف من إحدى قريباتي التي كانت مقيمة حينها في جدة لتخبرني أنها تودّ الحج مع زوجها. وسألتني إن أردت الانضمام إليهما. . . 2. حسن الظن بالله: وذلك بعدم الهلع والجزع بأي أمر يحصل للإنسان لم يكن بالحسبان. مثل فشل مهني أو شخصي أو خسارة للأموال أو للأنفس، وإنما إدراك وجود حكمة في كل ما يحصل له. قال تعالى: (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157) – البقرة. وقول الرسول صل الله عليه وسلم: (عُرضت عليّ الأمم، فأخذ النبي يمر معه الأمة، والنبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير. قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قدامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون، فقام إليه عكاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: اللهم اجعله منهم. ثم قام إليه رجل آخر فقال: ادع الله أن يجعلني منهم. قال: سبقك بها عكاشة). . . 3. الأخذ بالأسباب: روي في قديم الزمان عن ملك اسمه تيمور. وكان جالسا ذات يوم وقد امتلأ قلبه بالحزن والألم ليأسه من تحقيق حلمه في توسيع ملكه. ولفت نظره نملة تحاول تسلق الجدار وعلى ظهرها حبة قمح. وكانت تسقط في كل مرة. ولكن ذلك لم يمنعها من تكرار المحاولة والتي بلغت تسع وتسعون قبل أن تنجح في العبور إلى الجانب الآخر. فكان ذلك سببا للملك في تجديد عزمه والاستمرار في محاولة ضم أراض جديدة لمملكته. فنجح بالنهاية وتمكّن من بناء امبراطورية كبيرة في الهند القديمة. ومن السيرة النبوية الشريفة نجد ما يعكس مفهوم الأخذ بالأسباب في حديث أنس حين قال: (قال رجل يا رسول اللهّ! أعقلها وأتوكّل؟ أو أطلقها وأتوكّل؟ قال اعقلها وتوكّل). . للمزيد من المقالات: ishraqat.weebly مقالة مترجمة:
من سراييفو إلى سورية: أين هي بوصلة العالم الأخلاقية؟ بقلم نيك روبرتسون - السي إن إن . أحتفظ بخريطة في مكتبي. قديمة ولكنها تذكرني بتبعات الحرب غير المجدية. فجبال البوسنة ومدنها وأنهارها وطرقها في سلام الآن، ولكنها كانت فيما مضى مشتعلة تشغل فكري طول الوقت.... . لا أزال أذكر أسماء العشرات من القرى غير المعروفة فيها والتي كانت تعد إما بوسنية أو صربية أو كرواتية، وفيها كانت خطوط المواجهة للمعارك المميتة التي لم أظن أنها ستنتهي يوما ما. . وكنت أحلم باليوم الذي ستزول فيه حواجز التفتيش، وأن يمشي المرء في شوارع سراييفو إلى نهايتها من دون خطر التعرض لرصاصة قناص. . وحين جاء ذلك اليوم، شعرت بالخواء، فلم يكن هناك طعم للحرية التي انتشرت في أنحاء البلدة بعد أن قضت أرواحا كثيرة لمجرد وجودها على مرمى القناصة. وأولهما كانا زوجان ممن عرفوا بروميو وجولييت سراييفو، واللذان قتلا رميا بالرصاص لمحاولتهم اجتياز الحاجز وعيش الحياة التي نتمتع بها نحن في أوروبا. وكان أن قتل ربع مليون مواطن بنفس الطريقة. . متى سينتهي الجنون في هذا العالم؟ . لذلك لا أزال أحتفظ بتلك الخريطة. قد لا أذكر أسماء كل المناطق فيها، ولكن أذكر جيدا المذابح والقتل العشوائي للأبرياء. ولهذا السبب أنظر الآن إلى سورية وأتسائل متى سينتهي القتل والجنون فيها، والذي استمر خمس سنوات حتى الآن مقارنة بثلاث سنوات في البوسنة. إضافة إلى أن بانوراما الطائفية والعرقية في سورية أكثر تعقيدا من البوسنة. كما والصراع فيها هو إقليميا ودينيا يعود إلى مئات السنين وليس مجرد عقودا فقط. . ما أوقف الحرب في البوسنة هو إشتراك الجميع في الذنب؛ فقد أدركت الدول الأوروبية المجاورة وحليفتها أمريكا وبعد سنوات عدم إمكانية إعادة قوى القومية وبغض النظر عن مدى جورها وعدم ملائمتها. فالرئيس اليوغسلافي السابق سلوبودان ميلوسوفيك والذي مات أثناء محاكمته كمجرم حرب عام 2006، كان قد كشف عن التعذيب الوحشي باسم القومية، ليظهر أنه كان مجرد لاعبا من ورق لم يملك يوما زمام أمره. ففي وقته كانت الشيوعية تحتضر وأراد الاحتفاظ بكرسيه، فعمل على تغيير اتجاهاته بما يناسب ذلك العصر. . لذلك حين أنظر إلى الوضع الحالي في سورية، وكيف يحرض الجار على جاره، أتذكر البوسنة. بما فيها من نقاط التفتيش وخطوط النار والقناصة وهدر لأرواح الأبرياء. ولا يسعني ذلك من التوقف عن التفكير في مكان بوصلة الأخلاق التي توجه العالم للتخلص من عدوى شر الحرب في البوسنة. . السفاح الذي بدمويته قضى على نفسه . في تموز من عام 1995، تمادى عملاء ميلوسوفيك بمذبحة قتلوا فيها 7000 مسلم من الرجال والأولاد. مما دعى العالم إلى قصف قوى الصرب في حينه. فمنظر العدوان والدماء كان السبب في نصرة العالم للبوسنة. فمن الواضح أنه لا يمكن تجاهل منظر الدماء. . ولكن في سوريا تنتشر صور الدماء فيها بكل أنحاء العالم. من قتل وتدمير وإعدامات تقوم بها تنظيم الدولة للرهائن. ربما انحرف العالم بسكوته لما يحصل في سورية لرؤيته الكثير من القتل والجثث. ولكن البوصلة الأخلاقية هي نفسها ولم تنحرف منذ عقدين. . نصر خاو . يقف الان الرئيس الروسي فيلادمير بوتين مع نظام الأسد. ومعا أصبحا يشكلان قوة وحشية ضد الأبرياء. ويظهر بذلك جليا أن لا ترابط بين نصر البوسنة ونصر سورية. فالوحشية في الأولى كانت وراء انتفاض العالم لنصرته. وفي حال حصول النصر في الثانية، فإنني أشك بوجود أي معنى له بعد كل ذلك القتل والتدمير. . أنا لا أعرف الكثير عن سورية كمعرفتي بالبوسنة. فقد رفضت السلطات هناك إعطائي الفيزا منذ أكثر من ثلاث سنوات. ولكن أعرف أنني أملك فهما ناقصا لما يحصل فيها، وأتسائل متى تقود البوصلة الأخلاقية العالم إلى الاتجاه الصحيح مرة أخرى؟ غذاء الروح
بقلم إشراق عرفة . الإنسان ليس جسدا فقط، وإنما هو روح أيضا. وكما يحتاج جسده إلى طعام وشراب ليتمكن من النهوض بتكاليف العبادة والخلافة، تحتاج روحه أيضا إلى الغذاء وبشكل مستمر، ولكن غذاءها من نوع خاص. وهناك من يغفل عن ذلك نتيجة انشغاله في تلبية احتياجاته المادية من مسكن ولباس وطعام وشراب. فيزداد بذلك انتشار الأمراض النفسية؛ من اكتئاب وتوتر وقلق وخوف، والذي يصل إلى درجة التأثير على الجسد نفسه، فيصيبه بمختلف الأمراض والعلل المزمنة، كأمراض القلب والسرطانات وضغط الدم والس...كري وغيرها. وقد تتأزم الحالة النفسية لصاحبها فتصل به إلى حد إقدامه على الانتحار. . فما هو الغذاء الذي يحتاجه الإنسان لروحه؟ . قال تعالى: (الذِينَ آمنوا وَتطمئنُّ قلوبهمْ بذِكرِ اللهِ ۗ أَلا بذِكرِ اللهِ تطمئنُّ القلوبُ). تشير هذه الآية إلى أن الذكر هو وسيلة تواصل أرواح العباد مع روح الله واستمادة القوة التي تحتاجها منه جل وعلا. ويشمل ذكر الله على الصلاة والدعاء والاستماع إلى مختلف المحاضرات الدينية ومجالسة الصالحين الذاكرين والمذكرين وقراءة القرآن وتدبر آياته وترتيله وفهم معانيه. كما يشمل الذكر أيضا عمل الصالحات بنية خالصة لله تعالى، كالصدقات ومساعدة الناس والتكافل الاجتماعي. إضافة إلى مختلف الفروضات والمسؤوليات من بر الوالدين والزكاة وصلة الرحم ومعايدة المريض. وترتبط تغذية العقل ارتباطا وثيقا مع تغذية الروح. قال تعالى: (إِنما يخشى اللهَ منْ عبادِهِ العلماءُ). فهذه إشارة إلى الحرص على طلب العلم والتزود بالمعرفة والثقافة. إضافة إلى التفكر بخلق الله والتعبير البلاغي السليم من شعر ونثر وفلسفة والدعوة بمختلف الطرق الإبداعية. ويعد تأمل خلق الله من أفضل الطرق للإلهام والإبداع. إضافة إلى مساهمته في تحسين مزاج الإنسان وبث السعادة والراحة النفسية لديه، قال تعالى: (أَمنْ خلقَ السماوَاتِ وَالأَرْضَ وَأَنزَلَ لكمْ منَ السماءِ ماءً فأَنبتنا بهِ حدَائقَ ذَاتَ بهجةٍ). وفي تفسيره للبهجة المذكورة في هذه الآية، يقول سيد قطب بأنها إحياء للقلوب وبث النشاط والحيوية فيها. وبتأمل إبداع الخالق في الزهور والنباتات من شأنه تمجيد الخالق والشعور بعظمته وقدرته ومن ثم الاستكانة والشعور بالراحة النفسية في أجواء الإبداع والجمال. ويملك الإنسان دوما حرية الإرادة والاختيار لأسلوب حياته. فإما أن يهمل روحه فيصبح مجرد أداة لإشباع شهواته ورغباته ويكون بذلك حبيسا لجسده وعبدا له، أو أن يختار المحافظة عليها بإعطائها حقها من أداء للعبادات والصالحات، وانعاشها بالعلم والثقافة وبتأمل خلق الله. فيكون بذلك أكثر وعيا لدوره في هذه الحياة، وأفضل تزودا ليوم الحساب. |
Archives
November 2018
Categories |