عصرنا والشباب المغبون في حياته
بقلم إشراق عرفة . يعد الاستغلال الجيد للوقت من أهم أسباب النجاح، كونه مصدرا لا يتجدد ولا يمكن تعويضه. وهذا ما أدركته مختلف المؤسسات والهيئات، من ربحية وغير ربحية وتعليمية وغيرها. وأصبح هناك الكثير من الدراسات التي تعنى بحسن إدارة الوقت والتي تجد اهتماما من قبل تلك الجهات لزيادة الكفاءة في العمل والإنتاج والربح لديها. فمثلا، تسمح بعض من شركات اليابان لموظفيها في أخذ قيلولة خفيفة بعد الظهر أثناء ساعات العمل، كونه تبين أن من شأن ذلك زيادة مستوى الا...نتاجية لديهم بدلا من استهلاك ساعات الدوام بشكل متواصل. وأصبح هناك الكثير من الأساتذة والمعلمين حول العالم يركزون على تدريب الطلبة من مختلف المستويات والتخصصات على إدارة الوقت ليحققوا بذلك النجاح في دراستهم وحياتهم. ولكن لا يزال هناك الكثير من الشباب ممن يغفل عن أهمية الوقت وحسن إدارته في حياته وخاصة في عصرنا هذا، مما يؤثر بشكل كبير على مدى نجاحهم وتقدمهم في الحياة الدنيا وفوزهم في الآخرة. فنجد مثلا تهافت الشباب على متابعة مختلف برامج المسابقات الفنية والمشاركة فيها. وذلك إما عن طريق البرامج التطبيقية الخاصة بها على الهواتف الذكية، أو بتصفح صفحاتها الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي. ومن هذه البرامج وأكثرها شيوعا هي تلك الخاصة بمسابقات الرقص والغناء والمواهب الأخرى. فنجد تركيز الشباب في حياته على متابعة المتسابقين فيها وتشجيعهم والهجوم عليهم أو الدفاع عنهم. وكأنهم انتقلوا بذلك من العالم الرحب بطبيعته وغموضه وعلومه واكتشافاته إلى نفق السخافة واللهو والتفاهة، ومن حقيقة الوجود إلى أوهام الشهرة والنجومية. ونجد للأسف أن هذه الفئة التي تتميز بالقوة والنشاط والعطاء، وحب المغامرة والاكتشاف، قد أصبحت مهددة في هذا العصر بالإحباط والاكتئاب وبفقد العزيمة والإصرار نتيجة تضييع الوقت والجهد في متابعة التلفاز أو في الإدمان على استخدام الانترنت والألعاب. لاهيا بذلك عن أهمية الذكر وتدبر القرآن وتأمل خلق الله والصلاة جماعة وأداء لمختلف السنن والنوافل. ولا يقتصر الأمر بالنسبة لشباب اليوم على تضييع وقته باللهو فقط، وإنما بالإنشغال في النفس ونسيان حقوق العباد. قال تعالى: (وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون). والآية هنا بحسب ما فسرها سيد قطب و بسياق السورة الموجودة فيها، تعني عدم الانشغال في مطالب الحياة ونسيان العبادة. فالرزق هو من الله تعالى وليس من أي مخلوق آخر وبالتالي فإن الأولوية لا تكون للعمل على حساب الزوجة والأسرة، أو على حساب بر الوالدين وصلة الرحم وتفقد الجار وعيادة المريض، أو الاستثمار وجمع الأموال على الإنفاق من زكاة وصدقات وهدايا للأقارب وغيرهم. وكما قال الرسول صل الله عليه وسلم: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). فكل إنسان عليه واجبات بحسب مركزه ومكانته في المجتمع، وهو محاسب على أدائها وعلى أكمل وجه، وإلا لدخل دائرة الإثم ومعصية الله ورسوله. وعلى كل شاب ضرورة استذكار حديث الرسول صل الله عليه وسلم: (لا تزول قدما عبد حتى يسأل عن عمره فيما أفناه، وعن علمه فيما فعل، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه، وعن جسمه فيما أبلاه). فالآخرة هي المصير وليست هذه الدنيا. وهذا ما يجب أن يضعه كل شاب وفتاة في حاضرهما عند إدارة وقتهما. والتي فيها يتم تغيير الأولويات في الحياة، وإعادة النظر في كيفية صرف الوقت والجهد بما يرضي الله ورسوله محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وبما يساهم في بناء مستقبل باهر. . لماذا ابني منحرف؟
بقلم إشراق عرفة . يسمع المرء ويشاهد ازدياد في شكوى الآباء والأمهات من أبنائهم. وذلك من حيث تبنيهم لعادات وسلوكيات سيئة. كالتدخين وإهمال واجباتهم ومسؤولياتهم الأكاديمية والمنزلية واللهو وتضييع الوقت. وفي كثير من الأحيان يصل الأمر إلى قيامهم بعيش حياة سرية ماجنة من شرب للخمر إلى ممارسة علاقات غير مشروعة وتعاط للمخدرات. فما هو السبب ولماذا تزداد هذه الظاهرة وتنتشر دون أن يكون هناك أي رادع لها؟ ... . يظهر أهم الأسباب لانحراف الأبناء في خبر قرأته مؤخرا حول قيام إحدى الأمهات بدهس متعمد لأحد الأساتذة في منطقة مرج الحمام. وذلك بعد أن وقف المعلم أمام سيارتها في محاولة منه لفرض قانون المدرسة بعدم السماح للسيارات بالدخول إلى ساحاتها حفاظا على سلامة الطلبة. فكان أن شتمته تلك المرأة رافضة اتباع القانون فاستفزه ذلك ليقف أمام سيارتها في محاولة منه لفرض القانون. ولكن لم يخطر بباله أن تصر على المخالفة دون أي احترام للمدرسة ولا لحياته متسببة بذلك في دفعه على الأرض بسيارتها مما تسبب في جرحه ودخوله المستشفى. ولم يتوقف الأمر هنا، وإنما قامت بالإسراع إلى أقرب مركز أمني والشكوى عليه مدعية محاولته التحرش بها، في محاولة أخرى منها للتملص من قانون الدولة. فهذه السيدة لم تحترم قانون المدرسة حين دخول ساحتها بسيارتها ولا قانون الدولة حين حاولت التملص من جريمتها بالادعاء كذبا على الضحية الذي دهسته. ولن أتفاجأ بمخالفات أخرى سترتكبها تلك السيدة في القريب العاجل لفرض رغباتها. فما الذي نتوقعه من أبناء مثل هذه الأم التي تخالف القوانين وتدعي كذبا وتهين الآخرين؟ . لا بد وأنه سيتكون لديهم تصور أنه بإمكانهم تحقيق كل رغباتهم وإن تجاوزت حدود الآخرين. فغيرهم من البشر ليسوا ذو حقوق ولا قيمة لهم ولا يجب احترامهم. ولكن فاتها أن أول الناس الذين سيتعرضون للإهانة من أبنائها سيكون نفسها هي. فحين تشتكي تلك الأم من تمرد ابنها وعدم التزامه بموعد الرجوع إلى البيت ولا بتعليمات المنزل ولا يهتم إلا بنفسه، عليها أن تدرك أنها بأفعالها ومواقفها في الحياة هي التي علمته القيام بذلك. وحين تراه يدمر صحته بمعاقرة الخمر وتعاط للمخدرات أو بعمل علاقات غير مشروعة، فهو يحتذي بها في عدم احترام الإنسان وتقدير حياته والذي يتمثل بحياته أولا قبل حياة الآخرين. وحين تراه يكذب عليها ويخفي عنها الحقيقة ويختلق الأعذار للتملص من الواجبات والمسؤوليات، فعليها أن تفكر بتصرفاتها التي علمته الكذب والاحتيال قبل مواجهته وإرشاده إلى فضل الصدق. وحين ترى ابنها الذي سهرت على رعايته وبذلت من أجله الغالي والنفيس يرفع صوته في وجهها ويشتمها وربما يضربها، عليها أن تتذكر إهانتها لرمز التربية والتعليم حين مشت بسيارتها عليه، فلا حرج يا أيتها السيدة على ابنك أن يقوم حتى بدهسك متعمدا في يوم من الأيام. فلا تشتكين يوما وتقولي لماذا ابني منحرف. . أبنائنا في خطر! احذروا الصور المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي
بقلم إشراق عرفة . وصلني ذلك اليوم على الواتس أب صورة فيه رسم كرتوني لفتاة ونص توضيحي عنها. ومضمون النص أنّ هذه الفتاة اسمها سارة، وهي لا تكلّم الشباب ولا تحاول لفت أنظارهم ولا تملك أي طريقة للتواصل معهم. والسبب هو شذوذ تلك الفتاة، فلتحذر منها بقية الفتيات! فكان أول ما خطر لي حين رؤيتها هو محاولة هذه الصورة على الربط بين أدب الفتاة وبين شذوذها. فلتظهر إذن الفتاة مولعة بالشباب ولتتواصل مع أكثر من واحد منهم لتثبت صحتها الجنسية ولتكتسب الكثير من الصديقات. سبحان الله! كيف انقلبت الموازين في عصرنا هذا والذي نقول عنه عصر التقنية والتقدّم. لقد كانت الأمهات قبل هذا العصر يحرصن على تحذير بناتهن في المدرسة من مصادقة الفتيات المنحرفات، وتحديدا اللواتي يتكلمن مع الشباب، وذلك خوفا من عدوى الانحراف. فكانت مثلا والدتي - حفظها الله- تقول دوما (إن وجود حبة بندورة واحدة فاسدة داخل صندوق مع أخريات سليمات كفيل بإفسادهم جميعا). ولا تنتهي القصة هنا، وإنما هناك تحريض صريح ومباشر على الإثم في نوع آخر من الرسائل المتداولة على الانترنت. إذ تشجّع صورة أخرى الفتيات على الغش في الامتحانات، فيظهر فيها فتاة اسمها فرح والتي لم تدرس للامتحان فغشّت من صديقتها ونالت درجة أعلى منها. ثم تخاطب الصورة المشاهد بنص مفاده: كوني مثل فرح! فأين مقولة الرسول صل الله عليه وسلّم: (من غشنا فليس منا)؟ . وفي التحليل لهذا الأسلوب الجديد في تدمير منظومة القيم والأخلاق لدى الشباب والفتيات، نجد أنه يتم اتباع أسلوب النكتة والسخرية، أو استخدام لنص بلهجة لطيفة كاللبنانية أو السورية وفيه مصطلحات أجنبية ليضحك الشاب أو الشابة عليها ثم ليشاركها مع الآخرين للمتعة، فتقع الطامة الكبرى بأن يكون الضحية وسيلة تلاعب بين تلك الجهات دون أن يدري بمساهمته في النشر. كما ويلاحظ أيضا في طبيعة النص المستخدم في تلك الصور مخاطبة المشاهد لها باستخدام صيغة الأمر بهدف الاقتداء به. مثل كن مثل بلال أو كوني مثل سارة، وبلال وسارة هما أداة توصيل رسالة الفساد الأخلاقي. هذا إضافة إلى أن الصور لا تستهدف الجميع. فهي تختار الضحية بعناية من فئة معينة من الشباب من خلال حساباتهم الشخصية على الفيسبوك وتويتر والإنستغرام وغيرها، ليتم إرسال دعوات لهم للمشاركة في صفحات أو مجموعات تنتشر فيها هذا النوع من الصور والرسائل. والدليل هو عدم معرفتي بتلك الصور إلا حديثا وعن طريق طالبات المدرسة، وإلا لظهر هذا المقال أبكر بكثير من هذا الوقت. . فما هو إذن الأسلوب الواجب اتّباعه للتصدي لهذه الهجمة الماكرة الخبيثة على القيم والأخلاق؟ هناك أكثر من أسلوب واحد. وأول الأساليب هو غرس القيم العربية والإسلامية لدى الأبناء منذ نعومة أظفارهم، ويفضل قبل سن المدرسة، وذلك من خلال القصص والأناشيد التي تعكس القيم والأخلاق. لذلك على الأبناء والأمهات الاهتمام بالبحث والتقصي عن مثل هذه المنتجات وجلبها لأطفالهم وقبل المأكل والملبس. أمّا الأسلوب الثاني، فهو بتغيير أولويات الأم والأب. فلا يسبق وظائفهم وتلبية الاحتياجات المادية لأسرهم على الاهتمام بالصحة النفسية وتنمية الشخصية لأبنائهم. فيجب على الأهل إدراك أهمية إنشاء جيل قوي قادر على التمييز بين الصح والخطأ. ثم يتم التواصل الدائم مع الأبناء لمناقشة طبيعة محتويات تلك المواقع الاجتماعية، فيدرك الشاب حينها أنه بمشاركته لمثل تلك الصور سيساهم في زيادة انتشارها وتحقيق هدف العدو. فيكون قراره حينها إمّا بإزالتها بدلا من مشاركتها أو بمناقشتها مع أقرانه ليساهم في نشر التوعية حولها. ويمكن هنا أن يتعاون الأهل مع المدرسة. بحيث يقوم المعلمون بتوعية الطلبة حول محتويات تلك الصور ومكافحتها بنفس الأسلوب؛ كتشجيع المعلمات والمعلمين الطلبة والطالبات على نشر قيم وأخلاق الإسلام من خلال مشاريع أكاديمية يكون عليها جزء من علامة المادة. وبذلك نكسب أيضا تنمية مهارات البحث العلمي للطلبة في ذات الوقت. ويبقى أخيرا أهم أسلوب في مكافحة انتشار تلك الأفكار الهدّامة بإيجاد القدوة للشباب والفتيات. فلا أفضل من الرسول محمد صلّ الله عليه وسلم قدوة لنا في الأخلاق. وهنا يبقى إيجاد الأسلوب الجذّاب في توصيل سيرته النبويّة الشريفة للناشئة، والتي أتركها للرعاة وكل بحسب موارده وقدراته. فأنا مثلا، قمت فعلا بتصميم صور ذات مضمون أخلاقي من سيرته النبوية الشريفة ونشرتها في صفحتي الخاصة على الفيسبوك. وأدعو كل قارئ لطفا وليس أمرا بالاطلاع عليها وبمشاركتها مع قائمة أصدقائه، في نوع من دعم التوعية الأخلاقية والفكرية وإحقاق للحق. والصفحة تحمل اسم إشراقات الأدب والثقافة. Life Style in Islam
By Ishraq Arafeh ‘You need to exercise and to follow a healthy diet’! This is how The Doctors, a famous TV show has summarized for Americans how to lose weight. However, this advice is not new for Muslims who follow their role model Prophet Mohammad in his way of eating and living, as they also are encouraged to do so to get a healthy life and salvation hereafter. Allah said about his Prophet: (Nor does he speak from his own inclination. It is not but a revelation revealed) – 3,4: Surat An Najm. This means that whatever the Prophet says and does is for the best for his followers. So to lose weight, you need to change your eating style. Mainly, to eat less. This is exactly what Prophet Mohammad ordered Muslims to do when eating by saying: ‘No Human ever filled a vessel worse than the stomach. Sufficient for any son of Adam are some morsels to keep his back straight. But if it must be, then one third for his food, one third for his drink, and one third for his breath’. This saying or Hadeeth shows how Muslims do not make themselves involved around eating and cooking. Instead, their ultimate goal in life is to make the world a better place for everyone, to focus on learning and exploring, and to make sure that everyone gets a decent and free life. Anyone can check back the Golden Age of Islam, where many inventions arose, and others were the basics for today’s technology. Like the modern camera, cinema, and T.V., which were developed based on Ibn AlHaytham's study of the lens and light. Besides eating less, people who want to lose wright need to do exercising, so they can burn the fat and release their food calories. Back to Islam, we find that Prophet Mohammad asked Muslims and encouraged them to have a better health and body shape. He said: ‘The strong believer is better and more beloved to Allah than the weak believer, while there is good in both’, and for more clarification about the types of exercises they need to practice, he said ‘Practice archery and horseback’. He also did not forget the importance of having a healthy style for kids; he said: ‘Teach your children swimming, archery, and horse riding’. And for showing Muslims the joy of sharing exercises with their spouses, Aisha, the Prophet’s wife once said: ‘I raced with the Prophet and I beat him. Later, when I had put on some weight, we raced again and he won. Then he said: ‘this cancels that (referring to the previous race)’’. Finally, it is important to mention how much the image of Islam was tainted in different parts of the world. Like bombers who scream with Islamic motto such as ‘Allah Akbar’ before they blast along with their surroundings. These people have nothing to do with Islam. It has been clearly shown how Islam cares about human and life, so there is no logic to ask its followers to destroy their souls and to damage properties at the same time. Muslims remember well the warning made by their Prophet when he said: ‘Whoever kills a person (unjustly) it is as though he has killed all mankind. And whoever saves a life, it is as though he had saved all mankind’. Also Islam stands firmly against suicides, as the Prophet said: ‘who commit suicide expel from Allah mercy’. ليلى والذئب - من خيال إلى واقع
بقلم إشراق عرفة . من منا لم يسمع عن قصة ليلى والذئب في صغره؟ وإن كان هناك أحدا لم يسمعها في طفولته، فهو لا بد وقد عرفها من خلال الاستماع إلى برامج الأطفال على شاشة التلفاز. كونها تتكرر هذه القصة بنفس المضمون وإن اختلفت طريقة العرض؛ كأغنية أو قصة أو مسرحية وغيرها. وإن لم يحصل أي من ذلك، فأحداثها تدور ببساطة حول استغلال الذئب لبراءة الطفلة ليلى ليعرف منها معلومات خاصة ليتمكن من خلالها من الفتك بها لاحقا. ولم تعد هذه القصة مجرد ضربا من الخيال. ففي يومنا هذا، تمتلىء مواقع التواصل الاجتماعي من مختلف ضحاياه ممن حاول الغرباء إرسال طلبات الصداقة لهم، ثم ابتزازهم بالفضيحة، أو الاستغلال ببيع الصور الخاصة بهم، أو بسرقة المعلومات المالية والشخصية ليتم استخدامها من قبل جهات مختلفة سواء كانت تسويقية أو دعائية، أو لسحب غير مشروع للأموال. وتكون ليلى هنا إما شاب أو فتاة، صبي أو مراهقة، طفل أو طفلة. والدليل هو توثيق لمثل هذه القصص في الصحف وعلى شاشة التلفاز، وعلى صفحات الإعترافات التي أضحت منتشرة على الفيسبوك والتي فيها يعترف المستخدمون بمشاكلهم ويشاركون همومهم بقية المستخدمين طلبا للمشورة والنصيحة. . ولكن هل لقصة ليلى والذئب وجود على العالم الحقيقي وليس فقط الإفتراضي؟ للأسف نرى بوضوح حصول ذلك، والضحية هنا تكون في الغالب من فئة الأطفال نتيجة إهمال ذويهم لهم بسبب الانشغال أو الثقة العمياء بالأقارب وغيرهم. فمثلا، معظم الأمهات من العاملات في مختلف المجالات، مما يضطرن إلى الابتعاد عن المنزل وأطفالهن لساعات دون مراقبة، فيلجأن حينها إلى الاستعانة بخادمات أو إبقائهن مع أحد الأقارب. فيحصل حينها حالات كثيرة يتعرض فيها الطفل للإساءة الجسدية أو اللفظية أو الجنسية أو جميعها معا وفي آن واحد من قبل أولئك الأشخاص. فقصص الخادمات وإجرامهن بأطفال مخدوميهم تنتشر بكثرة في الصحف والمواقع الإلكترونية، ومنها ما يصل إلى حد ارتكابهن لجريمة القتل. وفي الحالة الثانية، والتي فيها يتم ترك الطفل مع أخته أو أخيه أو خاله أو عمه ولفترة طويلة، نسمع عن تعرضه للتحرش الجنسي من قبلهم وبحالات أكثر من الاعتداء، كون الأخيرة يلجأ إليها بالعادة الغريب ليتمكن من الفرار بعد تفريغ شهوته وإجرامه. أما القريب، فيملك سقفا ووقتا يتيحان له الفرصة للتحرش بالطفل ومن دون أي خوف من مقاطعته. ولأن الطفل يعرفه، فلا يحاول التصدي له، وإنما يظن أنها نوع من المداعبة البريئة. فما هو الحل إذن؟ يبدأ الحل بعدم إنكار مخاطر استخدام الانترنت غير المشروط وبترك الأطفال مع الآخرين دون مراقبة، وتوعية العامة حول ذلك كالتي يحاول فعلها هذا المقال، وأخيرا اتخاذ اجراءات الأمن والوقاية من قبل الأهل. ومن هذه الإجراءات: تقنين استخدام الانترنت في المنزل، وتوعية الأبناء عن مخاطر إعطاء أي معلومات وصور للغرباء وقبول صداقات من مجهولين على مواقع التواصل الاجتماعي. إضافة إلى عدم شراء الأجهزة الذكية أو فصلها عن الإنترنت لفئة الأطفال. أما بالنسبة للأمهات العاملات ممن يضطرن إلى ترك أبنائهن، فالحل الأمثل يقع على مؤسسات الدولة وعلى مختلف الجمعيات التي تعنى بحقوق وهموم المرأة. فيتم إنشاء على سبيل المثال وظائف منزلية تتمكن فيها الأم من العمل وهي حاضرة مع أطفالها، أو بناء حضانات داخل أماكن العمل بحيث تتمكن الأم من متابعة شؤون طفلها بشكل متكرر خلال فترة الدوام لتعطي للحاضنة انطباعا على أنها مراقبة، فتخشى القيام بأي عمل يسيىء إلى الطفل إن بدر ذلك في ذهنها. وعلى كل أم تجنب ترك طفلها مع الأقارب بشكل مكرر ولمدة طويلة، أو من دون مراقبة، إضافة إلى تنويه الطفل بعدم التحدث مع الغرباء، ومنعه من الخروج لوحده، مع الإبقاء على حلقة الحوار مع الطفل متصلة لمعرفة ما يحدث معه أثناء ابتعاد ذويه عنه. . |
Archives
November 2018
Categories |