يظن الكثير من الناس أن خسارة الوزن أمر بسيط. فقط تناول القليل من الطعام ومارس التمارين الرياضية. إلا أن معادلة السعرات المتناولة وتلك المستهلكة غير صحيحة. وبالرغم من الترويج لها من خلال برامج خسارة الوزن، فقد أفاد العالم هال من المعهد الوطني للصحة أن خسارة ذلك الوزن للمتسابق بعد حمية شديدة وتمارين قاسية أكبر من المعقولة. فقام بدراسة 14 حالة من المتسابقين علميا. وأدرك هال أن خسارة الوزن في أسبوع لا يعني في 7 أيام، إلا أن الوزن الذي يتم خسارته كان صحيحا وكبيرا وسريعا بنفس الوقت. إذ كان يخسر المتسابق 67 بالمئة من وزنه. فقرر معرفة ما يحصل داخل الجسم لمساعدة ممن يعانون من السمنة على خسارة الوزن بنفس المعدل. وتبيّن أن المتسابقين الذين خسروا وزنهم في ذلك النظام القاس يستعيدونه مرة أخرى بعد البرنامج، ومنهم من زاد وزنهم بشكل أكبر من السابق، وذلك لأن الجسم يحارب ذلك النظام بضراوة لاستعادة ما خسره. فكان 13 من 14 متسابق ممن زاد وزنهم بذلك الشكل. أي بزيادة مقدارها 66 بالمئة! وهذا من شأنه أن يحبط الكثيرين، وخاصة ممن يتبعون مختلف الحميات الغذائية. وكان الباحثون قد أجروا العديد من الدراسات حول السمنة والتي بيّنت أن الحمية التي تناسب شخص ما لن تكون كذلك لآخر، كما أن تناول الطعام الصحي وممارسة الرياضة ليس كاف لخسارة الوزن. وهناك من يتبع حمية ما ويخسر الكثير في فترة زمنية قليلة، بينما يتبعها آخر فيزداد وزنه! وأفاد هال أن سر خسارة الوزن يكمن بمعرفة طبيعة الجسم. فالجميع قادر على الوصول إلى وزن مثالي مع الصبر ولكن عليهم معرفة الحميات المناسبة لهم. وبيّنت أبحاث مشابهة لهال أن 80 بالمئة ممن يخسر الوزن يستعيده مرة أخرى. والسبب هو عند خسارة الوزن يتباطأ التمثيل الغذائي عند الراحة كنوع من المحافظة على الطاقة في الأيام التي كان يتبع فيها المرء حمية تحوي على كمية قليلة من الطعام. وما أدهش هال أن المتسابق في برنامج خسارة الوزن الذي اكتسب وزنا، لم تتغير سرعة التمثيل الغذائي لديه بما يناسب ذلك، وإنما بقي منخفضا، أي يحرق بمعدل أقل بـ 700 سعرة حرارية في اليوم الواحد مما كان عليه قبل الاشتراك في البرنامج! وبالتالي فإن صعوبة خسارة الوزن لا تكمن فقط في ضعف الإرادة وإنما بطبيعة الجسم الحيوية. إذ أشارت نتائج دراسة هال أن الجسم يعرقل أي جهد لخسارة الوزن على المدى الطويل. ومن جهة أخرى، وجد هال العديد من الحالات التي نجح فيها الأشخاص بخسارة الوزن والاحتفاظ بوزن مثالي. إلا أن نجاحهم في ذلك يختلف من شخص لآخر. ففي اختبار تم على مجموعتين لخسارة الوزن، تبيّن أن الأولى التي اتبعت نظاما قليل الدهون لا تختلف عن تلك التي اتبعت نظاما قليل الكربوهيدرات، ولكن ضمن المجموعة الواحدة، هناك من خسر الوزن وآخر اكتسبه وثالث لم يحصل لديه أي تغيير. وفي دراسة أخرى قامت بها رينا وينغ، أستاذة الطب النفسي والسلوك البشري في جامعة براون، تبيّن وجود حالات ناجحة لخسارة الوزن، إما باتباع نظام تم تحديده بشكل شخصي، أو برنامج ما أو عند اتباع عدة حميات. وكان العامل المشترك بينهم هو تعديلهم للنظام الغذائي مع تقليص لكمية الطعام. وهناك من زاد من مستوى النشاط البدني بالمشي. فخسارة الوزن لا تتطلب نوعا من السحر. فهناك من يركّز على التمارين الرياضية، وآخر على تقليل كمية الدهون، وثالث على تقليل كمية الكربوهيدرات، إلا أن مفتاح النجاح يكمن بإجراء تغيير من حين لآخر في السلوك اليومي. وعندما تم سؤال ممن نجح في الإبقاء على وزنه الجديد، أفاد بالمحافظة على وجبة الفطور، قياس الوزن مرة أسبوعيا، التقليل من ساعات الجلوس أمام التلفاز، وممارسة التمارين الرياضية لمدة ساعة وبشكل يومي. بالإضافة إلى بدء اليوم في الصباح الباكر والنوم مبكرا. كما تبيّن أن من خسر الوزن قد فشل في ذلك بداية الأمر، إلا أن ذلك زاد من تحفيزه ولم ييأس، فلجأ إلى عدة حميات حتى نجح مع نظام يناسبه. فخسارة الوزن والمحافظة على الوزن الجديد أمرا ليس سهلا. ولكنه ممكنا، ومن ينجح في ذلك يعيش حياة أفضل! Comments are closed.
|
نختار في كل شهر مجموعة من الأخبار المتنوعة من صحة وتقنية وأعمال وغيرها. وسيجد القارئ المزيد من المواضيع في تلك المجالات في عدد المجلة الشهري ضمن قسم مجلتي في أعلاه
Archives
July 2017
Categories |