بقلم إشراق كمال عرفة
تمهيـــــد أمضى الكاتب (وهو من الهند) 15 عاما كمتحدث إلهامي لمساعدة الأفراد على تحقيق النجاح والسعادة في حياتهم. وهذا هو كتابه الأول الذي أصدره عام 2014. وبيّن أن الفرق بين كتابه وكتب تطوير الذات الأخرى، أن كتابه يبيّن طريق النجاح والسعادة بنفس الوقت، أما باقي الكتب فهي إما تركّز على تحقيق النجاح أو السعادة. وبرأيه أن نجاح دون سعادة ليس بنجاح. القسم الأول – ما الذي يمنعنا من النجاح قبل الوصول إلى النجاح هناك مجموعة من المشاكل التي تعترض طريق الإنسان، إضافة إلى مجموعة من العادات السيئة التي تؤثر سلبا على نجاحه. وهذا القسم يُبيّن هذه المشاكل والعادات قبل حلّها، إضافة إلى العادات الجيدة التي يجب تبنيها لتحقيق النجاح. وفيما يلي عوائق النجاح: 1. قلة الثقة بالنفس وعدم الإيمان بها عندما ندرك أن هناك عالما يراقبنا ويحكم على أفعالنا سيصعب علينا ممارسة ما نؤمن به. وأحيانا ندرك أن اختيارنا هو الصحيح والأفضل، ولكن لا يمكن أن نجعله قرارا صارما لأن إيماننا بأنفسنا ليس كاملا، وهذا ما يجعل الإنسان خائفا من قدراته ومشكك بها. وبالتالي، فإنه من دون الإيمان بالنفس لا يستطيع الإنسان أن يقف بمواجهة العالم ويحدد ما يريد، ومن دون الإيمان بها لن يتمكّن من الوقوف لوحده دفاعا عن قراراته. 2. الضعف في إدراك النفس أي عدم معرفة الشخص نفسه. فأحيانا تتوفّر كل عوامل النجاح من ثقة والدافع والإصرار لكن لا يعلم الإنسان بأي مجال يريد فيه أن يتميّز. وبالتالي، يتأخر النجاح لعدم معرفة ما يريده. فهناك الكثير من الناس التي تملك مختلف القدرات والمتميزة ولكنهم لا يدركوها. وبعدم معرفة ما نملكه وما نريده ستضيع فرصة النجاح والتميّز. 3. امتلاك توجّه غير واضح أي ألا يعرف الإنسان في أي طريق يسلك! فهناك التردد في اختيار المهنة المناسبة وفي اتجاه تطويرها. لذلك على الإنسان وضع خطة واضحة لأهدافه، لأن ذلك سيساعده على التركيز أكثر في حياته ومهامه، وسيزيد من جودة أعماله، وسيجدّ أكثر في العمل. فعلى كل إنسان معرفة نقطة البداية والنهاية لطموحاته، ومن دون ذلك لن يتمكّن من تحقيق النجاح المطلوب. 4. انعدام التركيز الكثير من الناس لا تقوم بمراجعة أعمالها نهاية اليوم ومحاولة تحليلها لمعرفة مدى اقترابها من تحقيقها لأهدافها. وبالتالي، ينشغل أولئك الناس بأمور لا تقرّبها من تحقيق النجاح. فيجب على الإنسان معرفة ما يشغل فيه وقته، لا أن يتركه لمختلف المهام اليومية الروتينية التي لا علاقة لها بتحقيق أحلامه وأهدافه. 5. الظروف السابقة الكثير من أفكارنا ومعتقداتنا وعاداتنا تم تبنيها من الماضي. ولو كانت بيئة الإنسان السابقة إيجابية لكانت ثقافته أفضل، كاحترام الوقت، وتقدير الآخرين، وحسن التعامل مع النفس، وغيرها. 6. قلة تحمّل المسؤولية وعدم الالتزام بالأهداف وهذا من شأنه أن يجعل الإنسان لا يتحمّل عواقب اختياراته وقراراته. ومعظم الناس تلوم البيئة وأي شيء آخر في فشلها. لكن يجب الالتزام بالأهداف وما نريد أن نكون وأن نوجد الأسباب لتحقيقها. فالوقت الذي يقوم فيه الإنسان باتخاذ أي قرار، يجب عليه تحمّل مسؤولية ذلك وعدم التذمر أو لوم الآخرين. فهي بالنهاية حياته وهو الوحيد المسؤول عنها. – وربما هذا ما نجد أثره للأسف لدى المدمنين الذي يعللون لجوئهم للإدمان للهرب من مختلف المشاكل الاجتماعية والمهنية-. 7. انعدام التحفيز الذاتي الكثير من الناس تعتمد على غيرها لتقوم على تحفيزها وتشجيعها على التطوير وتحسين حالها. فمثلا، هناك من ينتظر أن يشجعه على العمل أو على الدراسة. وهذا من أسباب عدم تحقيق النجاح. فعلى الإنسان ألا ينتظر أي أحد لتشجيعه على النجاح في حياته وتطويرها. 8. الخوف من الفشل وهو أهم سبب لانعدام التحفيز الذاتي ولعدم تحمّل المسؤولية. إذ تقوم معظم الناس في التركيز على تجنّب الفشل بدلا من البحث عن أسباب النجاح، وهذا سبب فشلها في النهاية. 9. قلّة الشغف هناك من يقول: لتتمكن من تحقيق أي شيء تحتاج إلى الشغف. ومعظم قصص النجاح تتوفر فيها عامل الشغف، فهو الذي يحفّز الإنسان ويزيد كفائته في العمل، ويجعل من العمل أكثر تحديا، ويفكّر بشكل غير تقليدي للأشياء التقليدية. 10. إهمال الصحة والرشاقة جميع الآلات ذات الأداء العال تحتاج إلى صيانة دورية. وكذلك الإنسان، فعليه عند تحقيق مهام كبرى أن يملك دعما من جسده. كالذي يريد تسلّق قمة إيفرست ولكنه يعاني من الدهون المتراكمة، حينها سيكون واضحا فشله في تحقيق ذلك. ومعظم الناس لا تهتم بصحتها وبرشاقتها؛ فلا ينالون قسطا وافرا من النوم ولا يتناولون الطعام الصحي ويلجأوون إلى شرب المسكرات ولا يقومون بممارسة الرياضة. فإن لم يتم المحافظة على الجسم الآن، فإنه سيخذل صاحبه لاحقا! 11. التساهل مع العادات السيئة التساهل جزء من الحياة، ولكن لا يجوز أن يأخذ جزءا من الحياة! فالعادات إما أن تبني الإنسان أو تدمره. وهناك مقولة تقول: (لو كانت الناس تفكّر بعمق في عاداتها لما انتشر بينهم تعاطي المخدرات وشرب المسكرات والتدخين وممارسة القمار). فالعادات تبني شخصية الإنسان. ولذلك عليه عدم التساهل في عاداته السيئة والعمل على وقفها الآن حتى لا تدمّره لاحقا. 12. جهود غير مخطط لها ببساطة، ارسم خريطة! فعندما يتم ينشغل الإنسان في العادات السيئة أو الأعمال الروتينية فإنه لن يتمكّن من تحقيق النجاح. فعليه أن يرسم لنفسه خطة عملية يستطيع من خلالها أن يمضي يومه في طريق تحقيق أهدافه، وليتمكّن من معرفة جوانب الخطة التي يمكن له التسريع في تنفيذها، وإلا فإنه سيتأخر في تحقيق النجاح، أو سيتأثر بما يقوم به الآخرون وسيفشل في تحقيق ما يريده. 13. عدم تطبيق ومتابعة الخطة لتحقيق الأهداف، يجب وضع خطة ومن ثم تقسيمها إلى مهام عملية قابلة للتطبيق. 14. عدم الإصرار كفاية مع الإصرار، يستطيع طائر نقّار الخشب الصغير أن يحدّث أثرا على جذع الشجرة الكبير! فالنجاح لا يأتي مباشرة بعد التطبيق. لذلك على الإنسان الاستمرار في بذل الجهد لتحقيق النجاح، ويحتاج في ذلك إلى الصبر والمثابرة . فعليه أن يدرك أن تحقيق هدف ما قد يحتاج إلى سنوات من الإصرار والعمل الجاد. 15. قلة الصبر من سمات هذا العصر الحصول على كل شيء بسرعة. – كطلب التاكسي عبر الإنترنت، والشحن السريع خلال نصف ساعة أو أقل، وحتى تحضير الطعام، وغيرها – ولكن النجاح ليس كذلك، وللأسف يقوم الكثير بالناس بالاستسلام بسرعة ودون إدراك مدى قربها من النجاح لاستعجالها له ونفاذ صبرها. فيجب على الإنسان تعلّم الصبر والهدوء والابتعاد عن التوتر والانتظار حتى تظهر ثمرة جهده وعمله. بالنهاية، كل مرحلة من مراحل الوصول إلى النجاح، سيواجه فيها الإنسان مختلف التحديات والمشاكل. فكيف لأي إنسان معرفة (بالتحديد) ما يعيقه عن النجاح؟ إن أفضل طريقة لمعرفة ذلك تكمن في العودة إلى المهام التي تركها دون استكمالها، ومحاولة معرفة السبب الذي دفعه للاستسلام مبكرا، ومن ثم محاولة التخلّص منه. وبعد ذلك، يمكن للإنسان أن يزيد من تحفيزه الذاتي بإيجاد قدوة له من الأشخاص المعروف عنهم نجاحهم الكبير؛ فعليه البحث عنهم ودراسة حياتهم وجعلهم قدوة له. فالقدوة هامة جدا لدفع الإنسان نحو تحقيق النجاح. القسم الثاني – كيف نحقق النجاح يختلف مفهوم النجاح من شخص لآخر. فهناك من يرى النجاح بمساعدة الآخرين، وآخر بتوسعة أعماله، وثالث بالدراسة، ورابع بخسارة الوزن، وهكذا. وليتمكّن الإنسان من تحقيق النجاح، عليه أولا معرفة قدراته ومواهبة والأدوات التي يحتاجها لتحقيق أهدافه وكيفية استخدامها. وفيما يلي 12 طريقة لمساعدته في تحقيق النجاح: 1. إدراك الذات يجب على الإنسان معرفة ما يريده وماهية قدراته ليتمكّن من مواجهة العالم والتحديات. لا أن يكون كما يريد العالم. – وأذكر هنا طريقة لمعرفة ما يريده الإنسان من خلال تصوّر حصوله على شيك بمليار دولار، حينها سيتمكّن من التحرر من مختلف الإلتزامات والمسؤوليات الخاصة بتيسير شؤون الحياة من مأكل وملبس ومشرب، ومعرفة ما يريد حقا إنجازه في حياته-. وكما على البائع معرفة بضاعته قبل التسويق لها، كذلك الإنسان عليه معرفة ما يملك من مهارات وقدراته ليتمكّن من الترويج لنفسه. 2. قبول النفس إن لم يحب الإنسان نفسه ويقبلها سيكون ضحية للحزن والكآبة والتأثّر بتعليقات الآخرين. فعلى الإنسان حبّ نفسه كما هي وقبولها. وكما قال أينشتاين: "عندما يقبل الإنسان بحدوده، حينها يستطيع تجاوزها". 3. بناء النفس وذلك بمعرفة نقاط القوة الخاصة بالإنسان لتجاوز نقاط الضعف. ممكن مثلا، أن يكون أحدهم ماهر في الغزل فيستثمر نفسه في ذلك المجال، وذات الشيء بما يتعلق يمن يملك مهارة الرياضة والكتابة والفن وغيرها. 4. التطوير المستمر ليتمكّن الإنسان من معرفة ما يملكه من مختلف المهارات والقدرات، عليه بتجربة أمور جديدة وزيادة معرفته كل يوم، ولو كان لدقائق معدودة. – وكان أن انتشر على اليوتيوب فيديو مذهل حول أثر القليل في إحداث الفرق الكبير، مثل القراءة يوميا لساعة تجعل الإنسان قادرا على إنهاء كتابين في الشهر، وهكذا -. كما على الإنسان مقارنة نفسه مع نفسه في الأمس، لا مع الغير. فهنا يكمن سر النجاح! 5. التحفيز الذاتي هناك الكثير من الناس التي يصيبها الإحباط قبل أن تبدأ! فعلى الإنسان أن يكون أكبر داعم لنفسه ومن دون أن ينتظر من يدعمه ويشجعه. 6. إمتلاك القيم على كل إنسان إمتلاك مجموعة من القيم حتى لا يتغيّر لأجل ملائمة المجتمع من حوله. فعليه أن يكون واع لأي تغيير. مثلا، على الشاب ألا يشرب الكحول لأن أصدقائه يشربون أو أن تقوم الفتاة بارتداء القصير لأنه موضة عالمية وهي غير مرتاحة في ذلك. فالقيم تحمي الإنسان وتحفظ حياته. - وأجمل القيم الإسلامية: (لا ضرر ولا ضرار). وبذلك يقي الإنسان نفسه من شر الوقوع بما يدمّر عقله وصحته، فيكون منتجا بكفاءة وقادرا على تحقيق السعادة لنفسه وللآخرين من حوله-. 7. التخلّص من العادات السيئة بامتلاك القيم، سيتجنّب الإنسان العادات السيئة. وفيما يلي 7 عادات سيئة على الإنسان التخلّص منها وهي: العادات غير الصحية، عدم احترام المواعيد، الكذب، عدم الالتزام بالوعود، النسيان، اللامبالاة، والمماطلة. أ. العادات غير الصحية معظم الجيل الجديد يهوى شرب مشروبات الطاقة والكافيين وتناول الأكل السريع والحلويات والسهر والتدخين. وهذه كلها ضارة بصحة الإنسان. فعليه شرب الماء والنوم مبكرا – وتم نشر موضوع حول أهمية النوم في العدد الخامس من المجلّد الأول للمجلة-. إضافة إلى تناول الطعام الصحي من الخضراوات والبروتين والفاكهة، وممارسة التمارين الرياضية. – كما ونشرت المجلة في عددها الأول من المجلّد الثاني العادات التي يجب على الإنسان اكتسابها ليكون أكثر صحة وسعادة في 2017-. ب. عدم احترام المواعيد مثل مواعيد مختلف الاجتماعات والحضور إلى العمل. ويظن الكثير من الناس أنه أمر لا يستحق التفكير فيه وتغييره، إلا أنه من ضمن العادات التي تعيق نجاح الإنسان. ج. الكذب يبدأ الطفل بالكذب في عمر ما قبل المدرسة لتجنّب العقاب. إلا أن استمرار هذه العادة عند الكبر من شأنها أن تسيء إلى سمعة الإنسان وأن تعرقل نجاحه وتميّزه عن الآخرين. د. عدم الإلتزام بالوعود مثل عدم تسليم المشروع في الوقت المحدد، أو إعطاء النفس وعدا بالإقلاع عن التدخين والفشل في ذلك، وغيرها. ھ. النسيان النسيان صفة طبيعية في الإنسان، إلا أنها تكون عادة سيئة عندما تتعلق بنسيان مهام رئيسة ومواعيد هامة. فهنا على الإنسان استخدام مختلف الأدوات التي تساعده على تذكّرها. مثل التنبيه والتذكير المتوفرة في مختلف الأجهزة الذكية. و. اللامبالاة مثل اللامبالاة بتعليمات الأهل – فالطفل الذي يقدّر تعليمات الأهل ينال حظوة أكبر من أشقائه ويُمنح العديد من الصلاحيات لإثبات قدرته على تحمّل المسؤولية-، وإهمال الموظف إنجاز العمل كما يجب وبالإتقان اللازم. ز. المماطلة وهو الذي يتمثّل بتأجيل الأعمال إلى وقت آخر. ولكن على الإنسان إدراك أنه لا يعلم الغيب وأنه قد تحصل ظروف تمنعه من استكمال أعماله التي أجلّها. 8. اكتساب العادات الجيّدة وهي التي تشمل على العادات الصحية، كالنوم الجيّد، وتناول الوجبات الصحية، وممارسة التمارين الرياضية وشرب المياه، إضافة إلى دقة المواعيد، والالتزام المالي – وتطرّق العدد الثاني من المجلّد الأول للمجلة طرق الالتزام المالي من خلال موضوع تسديد الديون-. ثم على الإنسان التخلّص من الإدمان على مختلف المسكرات كشرب الكحول والتدخين. 9. بناء الثقة بالنفس من دون الثقة بالنفس لن يتمكّن الإنسان من تحقيق النجاح وإن امتلك كافة مقوّماته. ولبناء الثقة على الإنسان كسر الظروف السلبية التي عاشها في الماضي. فالأطفال في المدرسة يتأثرون بالأهل والمعلمين. فعندما يتم معاملة الطفل على أنه متميّز فإنه سيصبح كذلك. فللتشجيع وللبيئة الإيجابية دور كبير في بناء الثقة بالنفس. وهناك من الناس من تتجنّب حُكم الآخرين عليها فلا تجرؤ على أن تتبع مسارا مختلفا عنهم. مما يعيقها على تحقيق النجاح التي تريده. وتأتي الثقة بالنفس عندما يحبّ الإنسان نفسه ويقدّرها. وأكثر الناس نجاحا هم أولئك الذين آمنوا بنجاحهم. فعلى الإنسان أن يرى نجاحه الذي لم يحققه بعد، وأن يقول لنفسه كلمات تشجيعية ويدعم ذاته. ومن الطرق الأخرى لبناء الثقة بالنفس هو تدليل النفس وإسماعها الإطراء الذي تنتظره، وتقدير قيمة النفس والذي من شأنه مساعدة الإنسان على الصمود في أي موقف يتعرّض له، لأنه حينها لن يهتم بما يقوله الآخرون وسيكون ناضجا كفاية ومدركا لما يستحقه. وليقدّر الإنسان ذاته عليه أن يملك صورة إيجابية عن نفسه لتجنّب تقليل الشأن الذي يقوم به الأخرون. وهذا يعني التفكير إيجابيا باستمرار – وذكرت المجلة في العدد الأول من المجلّد الثاني 10 أمور إن فعلها الإنسان ستتغير حياته بشكل فوري -. وهناك طريقتان للتفكير الإيجابي: الإيمان بالقدرة على تحقيق الشيء، وتخيّل الأحلام واقعا. وبممارسة هذه الطريقتين سيتمكّن الإنسان من تحفيز نفسه. كما على الإنسان تحدي نفسه ليتمكّن من تجاوز العوائق والفشل الذي يتكرر في حياته، ففي حال لم يخاطر الإنسان من الخروج من منطقة الراحة الخاصة به، فإنه سيفشل في الحلم بأمور عظيمة. ومن أفضل الأمثلة على ذلك والت ديزني الذي عانى من رفض رسوماته أكثر من مرة. وأخيرا، على الإنسان أن يساعد الأخرين – وذكرت المجلة في عددها الأول من المجلّد الثاني نصائح أنتوني روبنز للاستمرار من النجاح، وفيها بيّن أهمية مساعدة الأخرين لزيادة النجاح والثروة-. 10. التطبيق بعد وجود الثقة وامتلاك العادات الجيدة، يبدأ التطبيق. يقول والت ديزني: The way to get started is to quit talking and being doing ولكن الكثير من الناس تفشل في ذلك. والسبب هو وجود بعض العوامل التي تسبب تأخير التطبيق، منها: أ. الخوف من الفشل: وهو الذي ينشأ بسبب تعليقات الأخرين وخوف الإنسان فيففقد الشجاعة. ب. عدم المبادرة: والتي سببها يعود إلى أساليب التدريس في المدرسة وعدم تعليم الأطفال المبادرة والسعي نحو المعرفة والنجاح بأنفسهم. ج. الكسل: وهو يأتي على شكل تأجيل القيام بالمهام، والتهرّب من تحمّل المسؤولية. د. أهداف غير واقعية: بحماس الإنسان يضع لنفسه أهدافا مبالغ فيها ويصعب تحقيقها لأنها تحتاج إلى وقت أكثر من المخطط لها أو لأنها تتطلب مهارات جديدة لا يملكها. مثل الذي يهدف لشراء سيارة فارهة وهو لم يبدأ بعد في استثمار مشروعه. ھ. قلة الإيمان بالأهداف: بوجود الإيمان الكاف في الأهداف والاستمرار في الجدّ والإصرار سيتمكّن الإنسان من النجاح في تطبيق أهدافه، لأنه حينها سيملك الإرادة والأمل في الاستمرار بغض النظر عما سيواجهه. 11. التحكّم بالفشل ترى الناس الفشل كعدو لها وتقوم دوما بالعمل على تجنّبه. إلا أنه في الواقع فرصة للتعلّم. والدليل هو نجاح مايكل جوردان بعد تعرّضه لسلسلة طويلة من الفشل. وهناك ثلاث طرق يتمكّن من خلالها الإنسان التحكّم بالفشل: أ. عدم الاستسلام: هناك نوعان من الناس: الأصدقاء ممن يحذرون المرء من الفشل، والأعداء ممن ينتظرون فشله. ولكن على المرء عدم التأثر بهما من خلال معرفة ما يريده وعدم خسارة الحماس. ب. الإصرار: وهو الوحيد الذي يصمد عند فشل كل شيء آخر! فالناجحون أصبحوا كذلك لأنهم واجهوا الخذلان والفشل. ج. الصبر: هناك من يستسلم بسهولة لأنه يتحمس بشكل مبالغ فيه، ويُحبط بسرعة. ونذكر هنا محاولات توماس أندرسون التي تعدّت التسع والتسعون مرة قبل أن ينجح. وعلى المرء أن يدرك أنه بصبره يبني أساسا متينا ومن خلاله سيصل إلى نجاح صامد وقادر على النمو بسرعة. 12. التعامل مع الإحباط هناك مجموعة من النصائح التي تساعد الإنسان على تجنّب الإحباط. وهي: أ. تجنّب الأشخاص السلبيين. ب. إحاطة نفسه بالأشخاص الإيجابيين. ج. مسامحة الآخرين وعدم إضاعة الوقت والجهد في الانتقام ممن أساؤوا إليه. د. إشغال الوقت بما يفيد من هوايات ورياضات. ھ. الإيمان بالنفس. و. الصلاة والدعاء إلى الله والشكر والامتنان له بشكل دائم. ز. التفكير بالأشخاص ممن تمكنوا من تحقيق النجاح للتعلّم منهم. ح. التعامل مع المشاكل بموقف إيجابي وعدم تضخيمها والإيمان بالقضاء والقدر. ط. تعلّم موقف WOW أي تحقيق النجاح مع أو من دون الدعم:With or Without Support ي. الصبر والفخر، فهما سيمنعان الإحباط، وسيتحقق حينها الإبداع والصمود. ق. إتخاذ الموقف التعلّمي وليس الحكمي. أي أن يملك المرء عقلية متفتحة للمعرفة ولتقبّل الأخر. فهي الوصفة الأكيدة للنجاح المستمر. وفيها يكون الإنسان متواضعا – وذكرت المجلة في العدد الثاني من المجلّد الثاني موضوعا بعنوان: القادة أكثر قوة عند تواضعهم، والذي يبيّن أهمية الانفتاح للغير–. القسم الثالث – أسباب الفشل في تحقيق السعادة ذكرت المجلة في العدد الخامس من المجلّد الأول موضوعا حول أفضل 7 نصائح ليحيا الإنسان بسعادة، وإضافة إلى ذلك، ذكر الكتاب عوائق السعادة التالية: أ. عدم التفكير بتحقيق السعادة: فعلى الإنسان التوقّف والتفكير بما يقوم به، وإن كان يجلب له السعادة أم لا. ب. انتظار الشعور بالسعادة: وذلك حتى يتحقق الكمال، ونظرا لصعوبة تحقيقه، فإن الإنسان يفقد فرصة الشعور بالسعادة بتحقيقه لأقل الأهداف. ج. المماطلة: تنتظر الكثير من الناس إنجاز شيء كبير لتشعر بالسعادة. فلا يقتنع الإنسان بما يحققه ويطمع دوما بالمزيد حتى يشعر بالسعادة. د. الخوف من السعادة: هناك من يخشى السعادة كونها برأيه تجلب النحس! – وهذا نوع من الرهاب يسمى شيروفيبيا – أو لأنه برأيه لا يستحقها. ھ. التفكير السلبي: فالإنسان يميل إلى التفكير بالأمور السلبية أكثر من الإيجابية، وهذا من شأنه أن يمنعه من الشعور بالسعادة. د. سيطرة المشاعر السلبية: كالقلق والاكتئاب والإحباط. – وذكرت المجلة في عددها الأول من المجلد الثاني الأمور التي ستغيّر حياة الإنسان بشكل فوري إن فعلها، ومنها التدرّب على التفكير بإيجابية ولمدة شهر-. القسم الرابع – كيف نشعر بالسعادة السعادة هي حالة ذهنية وتأتي من الداخل. وهناك الكثير من الأمور التي يستطيع الإنسان من خلالها أن يشعر بالسعادة، وهي: 1. اللعب مع الأطفال. 2. تأمل الطبيعة: لوصفها الله تعالى بأنها تجلب البهجة والسرور بقوله عزّ وجلّ: ”حَدَائِقَ ذَاتَ بَهْجَةٍ“. 3. عدم تأجيل الشعور بالسعادة: وذلك بعدم انتظار حصول حدث ما لذلك، مثل التخرّج أو نيل الوظيفة أو الزواج وخلافه. 4. الابتسامة: فهي تكسب القلوب والمحبة. وحثّ الرسول على التبسّم بقوله – صلى الله عليه وسلم -: (تبسّمك في وجه أخيك لك صدقة). 5. الامتنان: فعلى الإنسان تقدير وشكر وجود الله ووالديه ومعلمه وأصدقائه ممن ساندوه. وبذلك سيشعر دوما بالسعادة بوجودهم في حياته. 6. مساعدة الأخرين: فقد ثبت أنه عند ذلك يفرز الدماغ هرمون السعادة. ويقول بايتون مارش: There is a wonderful mythical law of nature about the three things we crave most in life – happiness, freedom, and peace of mind – are always attained by giving them to someone else. أي أن ما يتوق له الإنسان من سعادة وحرية وراحة للبال ينالهم دوما عند قيامه بمنحهم للآخرين. 7. حب النفس. 8. التمسّك بالقيم والأخلاق. القسم الخامس – تجربة الأخرين في تحقيق السعادة ذكر الكاتب خمسة أمور قام الأشخاص بتجربتها وحققت لهم السعادة بشكل سريع، وهي: 1. التوازن إن عدم التوازن يسبب المشاكل. فالمرض مثلا ينتج عن عدم التوازن من عدم النوم أو تناول الأكل غير الصحي. والحياة المتنزنة هي سر السعادة. وهذا ما أوصى به الرسول – صلى الله عليه وسلم – بقوله الشريف: " صم وأفطر، وقم ونم، فإنَّ لجسدك عليك حقًّا، وإنَّ لعينك عليك حقًا، وإنَّ لزوجك عليك حقًّا". 2. ترك الأمور فعلى الإنسان عدم التعلّق بالماضي ومختلف الممتلكات والعلاقات التي فقدها. 3. عيش اللحظة فالحياة هي رحلة قصيرة، وبالتالي على الإنسان عيشها دون تأجيل لأي شيء. – وكان قد انتشرت عبرة جميلة على مواقع التواصل الاجتماعي حول أن المسافرين في الطائرة يعاملون بعضهم البعض بلطف لعلمهم أنهم سيكونون معا لفترة قصيرة، وكذلك يجب على الإنسان معاملة الأخرين في حياته. فالحياة هي أيضا رحلة قصيرة ولكن الفرق هو عدم علم أي أحد بموعد انتهاء رحلته فيها-. وقال نابليون هيل مقولة جميلة في ذلك، مفادها أن على الإنسان ألا ينتظر اللحظة المناسبة ليبدأ مشاريعه، فليبدأ بما عليه وبما يملك من أدوات، وسيجد أفضل منها أثناء تنفيذ أعماله. 4.التحرر على الإنسان ألا يتعلق بأي إنسان آخر أو أي شيء آخر. فيجب عليه أن يكون واقعي وعملي مما يجعله قادرا على أن يكون سعيدا. 5. قبول عال للآخرين مع توقعات أقل منهم كثير من الناس تصاب بخيبة الأمل من الآخرين لأنها توقعت منهم الكثير. – وذكرت المجلة كيفية تحقيق المرونة العاطفية لتحقيق الأهداف المهنية في العدد الأول من المجلّد الثاني-. فإن أراد الإنسان الكمال من الآخرين، عليه أن يبدأ بذلك معهم. ولتكون الحياة أكثر قبولا لدى الإنسان، عليه بتقبّل الآخرين كما هم دون أن يفرض عليهم الالتزام بمعاييره الخاصة. Comments are closed.
|
تتميز هذه الصفحة بملخصات للكتب القيّمة مع التحليل الشخصي والإضافة والنقد لها
Archives
May 2021
Categories |