قراءة في كتاب استراتيجيات الحياة اليومية للمراهقين لجاي ماكغرو
Daily Life Strategies for Teens – Jay McGraw كتاب شيّق فيه الكثير من النصائح للشباب في مرحلة المراهقة ضمن عشرة قوانين للحياة. يقع في 360 صفحة بعدد أيام السنة ومصمم بحيث في كل يوم يعطي درسا أو نصيحة، والتي نوجزها في التالي: بداية، بيّن الكاتب ضرورة تحديد الهدف من الحياة لأنه بذلك سيتم حذف أية أمور واهتمامات أخرى من شأنها تعطيل تحقيقها، والبدء بتحمّل المسؤولية والتوقف عن النحيب، ثمّ خاطب المراهقين بقوله : "أنت الوحيد المتحكّم في حياتك وفي أمور لم تتوقع أنها تحت سيطرتك". القانون الأول: إما أن تنجح وتحصل على ما تريد أو تفشل في ذلك، والأمر يعود إليك! أهمية هذا القانون: لاكتشاف واستغلال القوّة الكامنة في النفس من أجل التغيير نحو الأفضل. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. عدم التذمر والتهرب من الفشل، بل تحليل المشاكل من أجل معرفة كيفية حلها. 2. أولئك من يحصلون على ما يريدون، يحددون أهدافهم ويلغون أيّة سلوكيات من شأنها أن تعرقل تحقيقها. 3. الناجحون يخططون لتحقيق أهدافهم: يجمعون المعلومات، يضعون خطة، ويتعلمون ما يحتاجونه من مهارات مختلفة. فهم لا يؤمنون بالحظ وإنما يعملون للحصول على ما يريدون. 4. الناجحون يعلمون أن هناك نظام يتم اتباعه لتحقيق أي شيء، وبالتالي عليهم معرفته وتعلّمه. تماما كمن يريد القيادة، فإنه يتدرب ويدرس لينجح ويحصل على الرخصة. 5. الاحترام يعكسه مدى النجاح المدرسي؛ فالذي يحصل على علامات عالية يتم احترامه بشكل أكبر ممن تحصيله ضعيف، وبالتالي فإن أولئك المتفوقون يحصلون على الاحترام والتقدير ومنه حرية أكثر لعلم أهلهم أنّهم أهل للمسؤولية. 6. فكّر كم من الوقت صرفته على الألعاب الالكترونية أو الانترنت أو التسوّق أو حتى السمر، ولكن هذا سيؤخرك على فهم نظام الحياة وكيفية النجاح وتحقيق ما تريد. 7. حاول أن ترتبط بعلاقة صداقة مع الكثير من الناس، وأن يكون لديك شغف جميل في الحياة تعيش من أجله القانون الثاني: أنت من تحدد نوع خبرتك. أهمية هذا القانون: لتعرف دورك في هذه الحياة وبالتالي معرفة ما تحتاجه من أدوات لتحقق ذاتك بين الناس. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. خبرتك تحددها طريقة تفاعلك مع العالم، من لباسك ومواقفك وكلماتك وسلوكك. 2. أنت تختار دورك في الحياة وكيف تريد العالم أن يستجيب لك. 3. كيف تجد نفسك عند تواجدك مع الآخرين؟ هل أنت قريب منهم أم بعيد؟ هل أنت متعاون أم مستغلّ؟ هل أنت صادق أم مخادع؟ 4. إذا كنت تعاني من انخفاض في المستوى الأكاديمي أو تريد التخلّص من بعض الوزن، فقد حان الوقت لتجلس مع نفسك لتحدد المشكلة والخطوات لحلها. لا تستعجل، يمكنك تحقيق ما تريد بالتخطيط السليم وبالالتزام. القانون الثالث: يظهر الناس دوما بشكل ما لإشباع رغبات خفية. أهمية هذا القانون: لتعرف ما هي الأمور التي تجعلك انهزامي أكثر أو الأشياء التي تؤثر عليك سلبا ومع ذلك تستمر في تعاطيها أو ممارستها. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. هل مررت بأحد المواقف التي يسألك الناس فيها لماذا تفعل ذلك، أو لماذا تتصرف بهذا الشكل، وكانت إجابتك: لا أعرف أو لا أستطيع أن أتخلّص من هذه العادة السيئة؟ إذن عليك معرفة ما هو المسبب أو الأمر الذي يجذبك لهذا الفعل. 2. عليك معرفة ما الذي يجعلك دوما غاضبا أو عصبيا أو مدمنا. فمثلا هل تخاف من أن تكون في مكانة مرموقة خشية الالتزام بمعايير عالية لن تتحملها؟ عليك أن تعلم أن بعض الناس يظهرون في طريقة ما لإخفاء حقيقة مشاعرهم. فمثلا الخجولين يخشون الرفض، والمحبون للسخرية يخفون مشاعرهم الحقيقية والمحبون للفت الأنظار متعطشون للاهتمام، وهكذا. فأن تعرف الدافع الخفي لظهورك بشكل معين هو السبيل لتحسين صورتك. 3. فكّر مرتين قبل الإقدام على عمل أو التصرف بطريقة لن تفيدك. 4. إن أردت تغيير طريقة معاملة البعض لك، عليك معرفة ما الذي تثيره فيهم لكي يكونوا بهذا الشكل ومن ثمّ التخلّص منه. وحينها لن يجد الشخص غايته فيك. فمثلا، إن اكتشفت أن سكوتك عن الإهانة هو سبب تعرضك الدائم للتحقير، عليك أن تبدأ بمواجهة أي شخص وسؤاله مباشرة بالتوقف عن ذلك. حينها سيجد غيرك ممن يوافقه على سلوكه. القانون الرابع: لا يمكنك تغيير شيء لا تعرفه. أهمية هذا القانون: لتعيش بواقعية، عليك مواجهة الحياة ومعرفة كيف الناس تتصرف بمختلف المواقف. فالانعزالية لن تفيدك. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. كلنا نخدع أنفسنا حول العيب الذي فينا وهذا من شأنه إيذاء النفس وعرقلة تحقيقنا للأماني والأحلام. 2. الحياة مليئة بالمشاكل، ولن تذهب أو تختفي بإنكارك لها. فإنكارك يعني كذبك على نفسك، وتضييع فرصة تطويرها. 3. إن أكثر الأسباب التي تدعونا إلى الإنكار هو عدم التفكير، وجعل الأحداث من حولنا تستهوينا، فنفقد التركيز ونستسلم لأقل قدر من الضغط. كتعاط للمخدرات أو الشرب مع الأصدقاء. 4. عندما تعيش منغلق على نفسك لتشعر بالراحة، فإنك تفوّت على نفسك الكثير من السعادة والرضى. إضافة إلى الشعور بالفخر والإنجاز. 5. عليك أن تحدد ما الذي موجود في حياتك ولكنه لا يفيدك، مثل العادات والقيم والعلاقات وجوانب شخصيتك. وذلك لكي تقوم بتغييرها. فأنت لا تستطيع تغيير ما لا تعرفه، فكن شجاعا في مواجهة نفسك ولا تقبل يوم آخر خال من السعادة والرضى. القانون الخامس: الجزاء من جنس العمل. أهمية هذا القانون: لتعيش الحياة بكاملها وليس على الهامش. وذلك من خلال اتخاذك للقرارات والتصرّف بناء على ذلك. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. عليك بالالتزام وببذل أقصى ما يمكن لتحقيق مرادك. 2. إذا كنت تواجه العالم بلا مبالاة أو مسؤولية فإنه سيواجهك بذات الشيء. 3. الناس لا تهتم بما تقوله، وإنمّا بما تفعله. 4. عدم المحاولة والانطواء سيجعلك تخسر فرصة تحسين حياتك. فابدأ التحرّك من الآن ولا تخشى الناس أو الفشل. 5. دائما اطلب المزيد لحياتك، وتصرّف بناء على ذلك. ومن المفيد معرفة ما تحتاجه بتدوين أكثر الأمور التي ترغب بها ولكنك عاجز عن المضي فيها. 6. تذكّر أنّه بعدم قيامك بأي عمل، لن تحصل على أي شيء. القانون السادس: الحياة وجهة نظر وليس واقعا. أهمية هذا القانون: لمعرفة إن كانت نظرتك لحياتك مشوّهة، وبالتالي إعادة النظر فيها بالتركيز على ما تريده في حياتك. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. ما يهم ليس ما يحصل لنا في هذه الحياة، بل نظرتنا لها وطريقة تفاعلنا معها. فالسعادة والاكتئاب والحزن كلها نتيجة نظرتنا للأمور، ولا يعني أنها الواقع. 2. للأسف في معظم الأحيان، نظرتنا للأمور مشوشة وليست واضحة، تتميز بالانهزامية وليس بالبنّاءة. وبالتالي أعد النظر للناس من حولك، فربما ليسوا هم بالسوء الذي كنت تظنه أو أنك لست بالسوء الذي تعتقد أنهم يظنونه عنك. 3. هل ترى حياتك تتمحور حول الوقوع في الحب أو امتلاك شيء ما؟ هل ترى نفسك دائما الضحية؟ عليك بتغيير العدسة التي ترى فيها الحياة. 4. هل هناك شريط في رأسك يبقى يخبرك عن أمور سلبية عن نفسك أو عن محيطك؟ عليك الحذر باختيار الكلمات التي ترددها عن نفسك، فالمشكلة ليست بواقع الحياة وإنما بما تخبر به نفسك وتصدقه وتتصرف بناء عليه. 5. لا تعتمد على ما يقوله الناس عنك. أنت اختار ما تريد أن تسمعه عن نفسك. القانون السابع: تستطيع إدارة الحياة وليس علاجها. أهمية هذا القانون: لتتعلم العيش والاستمرار في هذه الحياة. ولتتعلم كيف تبرمج نفسك بدلا من الجلوس والتمني فقط. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. من المستحيل أن تجد نفسك قد استيقظت من النوم ووجدت الحياة خالية من أيّة مشاكل. وليس من المفيد الذعر حين تقع في مشكلة، ولوم نفسك على ذلك. كل ما عليك فعله هو أن تخبر نفسك أنّه باستطاعتك حلّها. فلا يفيدك التهويل وتعظيم المشاكل. 2. الناجحون يعانون هم أيضا من المشاكل، ولكن الفرق بينهم وبين الآخرين هو قدرتهم على معالجتها. 3. أعط لنفسك وعد أنه من الآن وصاعدا ستخطط لحل كل مشكلة تواجهك. فأنت مدير حياتك وعليك تقع مسؤولية إدارتها بشكل جيّد. 4. فكر في نفسك وجاوب: هل تضع نفسك في مواقف خاطئة؟ هل خبراتك نتيجة إداراتك لحياتك تُظهرك بشكل جيّد؟ 5. إدارة حياتك عملية مستمرة وليست حدث عابر. 6. إن نظرت إلى حياة أي بطل أو ناجح، ستجد أنّه جدّ واجتهد ولم يمضي وقته لاهيا عابثا. 7. لا يكفي أن تملك الإرادة لتحقيق الأهداف البعيدة المدى. تحتاج إلى عمل برنامج يلازم حياتك. 8. لتكون ذو تأثير على العالم، الطريق طويلة وليس فيها اختصارات. لذلك توقّف عن الحماس المؤقت وابدأ الآن ببرمجة أسلوب حياتك من جديد. 9. ليستمر نجاحك في الحياة، اجعل برنامجك ذو الأولوية القصوى. وبناء عليه ستتغير نظرتك للأشياء من حولك سواء كانت عاطفية أو عقلية أو نفسية. 10. كلما اهتممت بنفسك وصحتك كنت أقدر على إدارة حياتك. مثل عدم الشرب أو تعاطي المخدرات، أو اللجوء إلى السرقة، وهكذا. 11. لتكون أفضل وحياتك أنجح، اتخذ العديد من القرارات الحياتية التي ستزيد من جودتها. وذلك يشمل الناحية الماديّة فيها. 12. حوّل أحلامك إلى أهداف يمكن تحقيقها. فمثلا، إن أردت مثلا التفوق في المدرسة، قم بإدارة وقتك بشكل أفضل. 13. لا تنخدع بقصص النجاح التي حصلت في ليلة وضحاها. فهي انعكاس لتخطيط وتنفيذ وعناء طويل. القانون الثامن: نحن من نحدد طريقة تعامل الناس لنا. أهمية هذا القانون: لتبدأ بالسيطرة على علاقاتك بدلا من الشكوى منها. تعلّم أن تناقش كل من في حياتك لتحصل على المعاملة التي تريدها وتستحقها. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. إن الشكل الذي تظهر فيه للناس هو الذي يحدد طريقة معاملتهم لك. 2. إذا استمرت السخرية منك في المدرسة، فلا بد وأنك توافقهم على ذلك بشكل ما مما يشجعهم على الاستمرار. أما إذا كنت تتعرض للاعتداء الجسدي أو العاطفي فعليك أن تطلب المساعدة، لأن ذلك لا علاقة له بالشكل الذي تظهر فيه لهم. 3. تستطيع تغيير معاملة ذويك معك. فقط اسأل نفسك هل تظهر لهم بشكل مسؤول وناضج أم طائش؟ وهل تظهر لهم الاهتمام وتعرض عليهم المساعدة أم تكتفي بالانطواء على نفسك؟ 4. اسأل نفسك عن السبب وراء رؤية الناس لك على أنك سلبي، وحاول تغيير ذلك لتتغير معاملتهم معك تباعا. القانون قبل الأخير: قوة العفو والغفران أهمية هذا القانون: لتحرر نفسك من الغضب والكراهية والحنق والناتج من سوء معاملة الناس لك. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. عندما يتصرف معك أحدهم بسوء، فإن أثر ذلك يبقى في نفسك أياما، أسابيع، وربما أشهر مما يؤثر على ثقتك بنفسك وبالرضى عنها، ويغيّرك لتصبح قاسيا. ولكن عليك ان تدرك أن حملك لمشاعر الغضب سيؤثر على جسمك وتوازنك العاطفي وطريقة نومك، وربما ستعاني من الأرق والكوابيس. 2. عليك أن تدرك أن من يحاول أن يكون سيء معك فهو يريد إخراجك من المنافسة لتصبح منعزلا عن العالم. 3. قرر أن تكسر المشاعر السيئة وأن تطالب بمساحتك في العالم من جديد. فاستمرارك بالغضب ممن أساء إليك تعطيه الفرصة ليتحكم في حياتك حتى اللحظة. 4. لا تجعل علاقة سيئة ما تحدد مستقبل علاقاتك الأخرى. ربما لست مسؤولا عن الفشل ولكنك المسؤول عن معالجة الموقف. 5. من أصعب الأمور مسامحة من أساء إليك بشكل كبير. إلا أنه بقرارك مسامحته فإنك تخدم نفسك وليس هو، وذلك بعدم بذل نفسك مزيدا من المشاعر السلبية التي تعوّق انجازاتك في الحياة. 6. أن تسامح ليس شعورا وإنما قرار. القانون الأخير: حدد ما تريد لتعرف كيف تطالب به. أهمية هذا القانون: لتكون واضحا فيما تريد ولتملك الشجاعة في المطالبة به. من الاستراتيجيات لتطبيق هذا القانون: 1. عندما تريد السعادة والنجاح، فهل تعلم حقا ما يعني ذلك؟ هل تستطيع الآن الإعلان عن ماذا تريده حقا؟ عليك أن تعلم أن الناجحون هم من يعلمون ماذا يريدون بالتحديد في هذه الحياة، وحتى من سيشاركهم في تحقيق ذلك. 2. من السهل التذمّر عما لا نملكه ولكن من المثير معرفته صعوبة تحديد ما نريده حقا. الخلاصة: الجنس، المخدرات، والتسرّب من المدرسة. 1. عليك معرفة أن أي سلوك خاطئ تمارسه فإنك الوحيد الذي سيتحمّل نتائجه، وذلك يشمل الأمراض المنقولة جنسيا، النبذ الاجتماعي، الفشل، والانهيار العقلي والنفسي. 2. ابتعد عن رفقاء السوء ممن يتفاخرون بتلك السلوكيات الخاطئة. 3. لا تنخدع بمظاهر الحرية بتعاطيك للمخدرات والتسرّب من المدرسة. 4. لا تكن ضمن القطيع بممارسة الذي يمارسه الجميع. فكّر قليلا بنفسك وبما تريده أنت حقا. 5. لا تقارن نفسك مع الآخرين، ثق بنفسك، وتأكد أن وجودك في هذه الحياة فريد من نوعه فلا تنساق إلى المنحدر. قراءة في كتاب الرجال من المريخ والنساء من الزّهرة للدكتور جون غراي
MEN ARE FROM MARS, WOMEN ARE FROM VENUS – JOHN GRAY بقلم إشراق عرفة كتاب عن فلسفة التعامل بين الرجال والنساء وخاصة المتزوجين من أجل حياة أكثر سعادة وعلاقة ناجحة. يقع في 286 صفحات من الحجم الصغير. بداية، يبّين الدكتور أنّ سبب الخلافات بين الزوجين هو عدم إدراك كل منهما لاختلاف الآخر عن نفسه. فعنوان الكتاب يعكس هذا الفرق بشكل كبير والذي سببه الاختلاف الهرموني والتركيبي والسيكولوجي لكل منهما. ويعطي العديد من الأمثلة على انعكاس هذه الاختلافات في المواقف الحياتية وطرق التعامل معها والتي سنذكرها بشكل موجز ضمن النقاط التالية: أ. الاكتئاب. بيّن الكاتب أنّه من الطبيعي الإصابة بالاكتئاب لكل منهما، ولكن يظهر ذلك بشكل مختلف. فمثلا المرأة تنزوي بنفسها، وهنا يوصي الدكتور بضرورة استماع الرجل لزوجته وألّا يعارضها أو حتى يحاول أن يعطيها أيّة نصائح. فطبيعة الأنثى تتميّز بالبوح بكل ما يجول في قلبها وتحتاج إلى من يسمعها ويحضنها بدفء، لا المجادلة أو اللوم. أمّا الرجل فيُبعد نفسه عن البيت ولا يرغب في التفاعل مع زوجته كالانشغال في المكتب أو مشاهدة التلفاز أو السهر متأخرا في الليل. ويوصي الكاتب الزوجة بعدم التطفّل على زوجها والالحاح بالسؤال عما يجري معه، وإن لاحظت الحزن الشديد عليه، فالرجل يعالج نفسه بنفسه ولا يحتاج إلى أسئلة الزوجة، فهي تشّكل بالنسبة له ضغط إضافي عليه. أما الزوجة فتحتاج إلى عناق طويل وتكره ألّا يعبّرها الزوج إن كانت حزينة بل قد يثير ذلك غضبها وحنقها مما يزيد من المسافة بينهما. ب. الخلاف. بيّن الكاتب أن الخلاف يحصل لعدم فهم كل من الزوجين ما يريده الأخر من العلاقة. فمثلا الرجل يريد أن يشعر أن محبوب ومقبول كما هو من زوجته، يستحق الثقة والشكر والتقدير، والتشجيع. أمّا المرأة، فتريد أن تشعر بالاحترام والتقدير، والتطفّل عليها لفهم سبب حزنها، والاهتمام بمشاعرها واحترام احتياجاتها، وأن يكون إلى جانبها مستمع لها بدلا من التهميش والهجران. ج. المرأة كالموج. بيّن الكاتب أن المرأة تمر بمرحلة شهرية تصل فيها إلى النحيب والتذمّر من كل شيء. وهنا يُحذر الدكتور الزوج من انتقادها وتوبيخها. فقط عليه أن يستمع لها وأن يوافقها على كل ما تقوله إلى أن تمر الموجة بسلام. فبعد أن تُخرج مكنونات نفسها تُعاود لها مشاعر السعادة والرضى. د. احترام الرجل. بيّن الكاتب أن أي خلاف يقع بين الزوجين، يقوم الرجل بعمل مذكرة في عقله تحوي على نقاط سلبية لأي عمل تقوم به زوجته ويثير غضبه. إلّا أنّه يخفف من هلع الزوجة من ذلك بقوله إن هذه النقاط سرعان ما تزول في كل عمل لطيف تقوم به لأجله مهما كانت بساطته. مثل عمل فنجان القهوة أو تدليك قدميه أو تحضير الحلوى أو التكلّم معه برومانسية ولطف. . سؤال الرجل. بيّن الكاتب أن على الزوجة الابتعاد تماما عن الكلمات التي تشكك في قدرة الرجل بالقيام بأي عمل مهما كان، وذلك لما له الأثر على نفسيته ورفضه بعدها للمساعدة. مثلا: سؤاله أرجو أن تشتري القهوة، وليس هل بإمكانك شراء القهوة؟ وهنا أختلف مع الكاتب في ذلك. كون اللفظ الدقيق ليس ضروريا بقدر ما هو الأسلوب المتبّع في السؤال. بالنهاية، يوصي الدكتور بعدم محاولة أي منهما بالعمل على تغيير من طبيعة الآخر. فكل منهما جاء من كوكب آخر، والحل هو التأقلم والفهم لشخصية كل منهما لتحقيق السعادة الزوجية وبأقل عد ممكن من الخلافات. قراءة في كتاب رؤية إسلامية للدكتور زكي نجيب محمود
بقلم إشراق عرفة يتألف الكتاب ذو الطبعة الأولى من أربعة أقسام. وهو من إنتاج دار الشروق. ويقع في 409 صفحات. والجو العام للكتاب هو تسليط الضوء على مكامن ضعف الأمة العربية والإسلامية ومكامن قوتها، أو بالأحرى إعادة برمجة للعقل العربي المعاصر فيما يتعلق بالدين والتراث والحضارة. يبدأ الكاتب أفكاره بما يخالجه من العلاقة بين الكلمات والأشياء. فمشكلة معظم الناس بعدم فهم اللغة من حيث انتقاء ما يناسب من الكلمات لوصف الأشياء أو بالامتثال لما فيها من أوامر ونواهي وغيرها من المعاني، فيخسر الناس بذلك الخير الكثير . ويعطي الكاتب مثال على ذلك قراءة كلمات الآيات القرآنية وكيف أضحى الناس يرتلونها دون استيعاب لتطبيقها فكان هذا سبب تخلف العرب. فمثلا في الآية ]الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ[. تعني أن على الانسان السعي لسدّ جوعه بالعمل وبالتخلّص من خوفه بالتعلم والتثقف. وهذه برأي الكاتب ما يتميّز به أهل جزيرته الفاضلة، حيث يعمّ الخير والعدل لكافة الناس. ثم ينتقل الدكتور إلى تعريف التراث ودور الخلف فيما ورثه عن السلف. فيرشدنا إلى ضرورة التمسك بالهوية العربية والإسلامية والتشرّب من منابع فكرها ليتمكّن كل واحد منا بعد ذلك من الإبداع والتميّز. تماما كما حصل مع المسلمين الأوائل. فبعد تنشئتهم على الكتاب والسنّة تمكّنوا من الاطّلاع على مختلف العلوم اليونانية والرومانية وغيرها. ثم أبدعوا في مجالات الضوء والجاذبية والنبات والفن والفلسفة والعمارة وغيرها. وبالمناسبة هذا ما يتفق معه سيد قطب رحمه الله بقوله أنّ أساس العلم هو الإيمان. فلنهضة المسلمين يجب ان لا ينغلقوا على أنفسهم تماما عما يجري من حولهم كالقنافذ ولا أن يتخيّلوا المثاليات في الشعر والروايات. وإنّما أن يكونوا كالثعالب في التجوال في كل مكان والحيلة والدهاء من أجل الاستفادة حيث هو مكان الاستفادة. فالحكمة هي ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحقّ الناس فيها. فأعطى الكاتب نظرة الوطن العربي ﻷمريكا كمثال، وكيف أن كراهيتها من معظم العرب لدعمها للظالمين والمعتدين جعلتهم يرفضون أي شيء من ثقافتها ومن حضارتها وهذا ليس بالأمر السليم. وهنا اختلف معه سيد قطب حين كتب في مراسلاته حول زيارته لأمريكا أنّه لم يجدها سوى ورشة كبيرة للإنتاج، فركّز على مساوئ الحضارة الأمريكية وما لها من آثار على البشر بدلا من معرفة جذورها. فهو يرفض استنساخ أي حضارة. وربما كتب قطب ذلك لما عاشه من نسخ للسيء منها في بلده في ذلك الوقت. وأجد نفسي أميل على ما يراه الدكتور محمود من الاطلاع على الحضارات الأخرى ولكن ليس بنظرة الضعف والمفعول به؛ أي ليس بالتلقي والتقليد دون وعي أو تفكير، وإنّما للتحليل من أجل الاستفادة والتطوير. ثمّ يتطرق الكاتب إلى الاختلاف بين العصر الحديث والمعاصر. فيشير إلى أنّ الحديث يبدأ من القرن السادس عشر. وأن المعاصر هو الفترة من مطلع القرن العشرين وحتى وقتنا هذا. ويهدف بذلك إلى الإشارة إلى ضرورة استيعاب ما يجري الآن برؤية حديثة وليست جامدة. فظروفنا ليست كالمسلمون الاوائل ونحن بحاجة إلى التحرك ولكن ليس بالعجلة فنخطئ وإنما ببطء كاف لنتدبر الوضع قبل معالجته من مختلف المشكلات المستجدة. وخاصة تلك التي تواجه الفقهاء ممن يفتون للعامة. ثم يسلّط الكاتب الضوء على تعدد الآراء والمذاهب وكيف أنّها ليست بالضرورة تختلف لأنها متضادة وإنّما لكل منها وجهته في النظر الخاصة. فهي تُكمّل بعضها بعضا وغير ذلك سيكون الناتج تمزقا ولن يكون هناك أيّة خطوة نحو التطوير والخروج من دائرة التخلف والعصبية. فهو برأيه أنّ الكون قائم على التوحيد، وأنّ الاختلاف هو اختلاف الرؤى الذي هو من مشيئة الله ليكمّل بعضها بعضا وليعمر الكون. وأشار الى كتاب الغزالي (الاقتصاد في الاعتقاد) والذي يبين السبيل عند مواجهة المعضلات لدى العلماء، فلا هو الغلو ولا الانبساط، وإنّما بأخذ ما يفيد بمحاولة إيجاد أوجه التشابه لئلا تتأثر العقيدة، كما فعل الأوائل مع علوم الإغريق. وبالتالي فإنّ الكاتب يُركّز مرة أخرى على الانفتاح على مختلف العلوم والحضارات وبقاعدة قوية من الثقة والإيمان. فالعلم لا يتعارض معه ولا بأي شكل من الأشكال. وتطرّق الدكتور إلى أهم موضوعات العصر وهو التطرّف الديني. فعرّفه بأنّه ليس الانتماء إلى مذهب ما، بل يكون عند فرضه على الآخرين بالإرهاب. وبذلك أرى من هذا التعريف أنّ ما شهده العراق من مقتل للسنة على أيدي الشيعة هو تجسيدا للتطرّف، وذات الأمر بالنسبة إلى العلويين في سوريا بتفجير وتهجير أهل السنة. ومن هذه النقطة ينتقل الكاتب إلى أنّ الخوف هو سبب التخلّف والجهل. فالخوف من البطش يجعل صاحبه يسدّ أذنيه وعينيه ويبني لذاته صرحا يبطش حتى بمن يريد فتحه عليه. فيطالب الكاتب بضرورة وجود الحريّة من سياسية وفكريّة لتحقيق النهضة العربية. ويبين الكاتب الدور الكبير للرأي العام وأثره على التطوّر الحضري لأي أمة. إذ أنّ المطالبات بالإصلاح والتغيير ستندثر إن خاب ظنّها الرأي العام بمعارضتها وبعدم دعمها. وهذا ما شهده الربيع العربي عندما يدخل في نسيج مجتمع الثورة غرباء لترجيح كفة الظُلّام. ثم يذكر كيف أنّ عدم انسجام الناس ضمن المجتمع الواحد هو نتيجة لبعد المسافات ببن الطبقات والتي تمتد حتى لتكون ببن فئات الطبقة الواحدة، كالتحارب بين العوائل. وبرأيي كان على الكاتب ربط السبب بهجرة ذوي العقول النيّرة وعدم تحملها لمسؤولية تحسين بلدها مفضلة الجاه والمال وسحر أوروبا عن الكدّ في تغيير الواقع لبلادها ونصرة الحق فيها. ومن جانب آخر فإن لسوء التربية الدينية للطفل في العائلة نتيجة انشغال ذويه دور آخر، مما يُسبب انقسام أفرادها والذي يصل إلى حدّ محاربة الأخ لأخيه في كثير من الأحيان. ثم يذكر دور الإعلام في التأثير السلبي على أفكار الرأي العام، وذلك بتشجيع الكسل والخمول وبقتل الطموح. وذكر أمثلة منها قيام مختلف وسائل الإعلام بالإشارة إلى ضرورة استحضار الماضي، وهذا شيء غير منطقي ولا يمكن حصوله كون الزمن يتطوّر كما سبق ووضّح الكاتب، إضافة إلى أنّ كل زمن له ظروفه واحتياجاته. ومثال آخر حول التيسير والتخيير. وهو موضوع فلسفي شغل علماء الكلام. فيقول كيف أنّ نشر فكرة أن ليس للإنسان حول ولا قوة وأن ما يحصل هو نتيجة القضاء والقدر فقط، من شانه أنّ يثبط العزيمة ويمنع المحاولة في أي تجديد أو تحسين. ويضيف الكاتب ضمن ذات الإطار أنّ للعلاقات الاجتماعية دور في النهضة. ويركز على جانبين اثنين في ذلك: الدين والاقتصاد. فيقول أنّه يستحيل التعاون بين شخصين إن حصل التكفير لديانة كل منهما فذلك كهدم للأساس قبل اكتمال البناء. والثاني هو عدم الثقة بأي تغيير في السلطة لصالح الوضع الاقتصادي الحالي. فالثورات لا تنتج إلّا تغييرا في أسماء الشوارع والميادين. وهذا الشعور لدى العرب بزوال سريع لأي تغيير يسدّ عليهم أبواب الأمل في العمل لفرج قريب. ويختتم كتابه عن العروبة والانتماء. وكيف يجب على الإنسان أن يعي التاريخ ليعزز عنده الانتماء. وعندها تجاهد العقول الفذّة كل في بلدها التي تنتمي إليه بدلا من الهجرة. كما يجب أن تكون الأولوية للأمن والأمان بالدفاع عن الأوطان على العقيدة. معللا أن العقيدة أمر شخصي. أما كيان الدولة فهو الأساس ليتمكن الناس من ممارسة شعائرهم الدينية. وأستذكر هنا هدف الفتوحات الإسلامية التي أرادت أن ترفع جبروت الحكّام ليتمكّن الناس من العيش بأمان ومن ثم اختيار العقيدة كل بحسب ما يشاء. بالنهاية هو كتاب غني بالأفكار والفلسفة يوجّه إلى طرق أساسية لإصلاح الوضع الحالي لهذه الأمة. |
تتميز هذه الصفحة بملخصات للكتب القيّمة مع التحليل الشخصي والإضافة والنقد لها
Archives
May 2021
Categories |