بقلم إشراق كمال عرفة
تمهيـــد بحسب هذه النسخة، فإن الكتاب قد تم طبعه 13 مرة، آخرها في عام 2001. وكان قد صدر الكثير من الكتب في الحقل الاجتماعي والتي بيّنت فيها أن الإسلام أفضل النظم الاجتماعية التي تحقق العدالة والمساواة. ولكنها لم تتطرق إلى الحقل الدولي، مثل مشكلة السلام العالمي، والتي تفرّد فيها هذا الكتاب. 1. أهمية العقيدة الإسلامية بدأ الكتاب ببيان أهمية العقيدة. وأن الإنسان من دونها يكون ضعيفا وتائها وغير قادرا على مواجهة الكون وتحديّاته. وبالعقيدة يملك الإنسان بصيرة وقوة لإنجاز أمور عظيمة من شأنها أن تحقق دوره في الخلافة على هذه الأرض. وخاصة أن الإنسان بالعقيدة يتسلّح ضد مغريات الجاه والسلطان والمال. كما توفّر العقيدة مختلف الحلول لجميع مشاكل هذا العالم، من اقتصادية وسياسية واجتماعية وغيرها، وذلك بخلاف الأنظمة والتوجهات الفلسفية والسياسية الأخرى التي تملك بعض الحلول وليس كلها. كما تملك العقيدة قوة لحماية تلك الحقوق من الانتهاك. وبذلك فإنها تتفوق على النظريات الاقتصادية المختلفة والفلسفات والمذاهب الاجتماعية. ويأتي تميّز العقيدة عن غيرها كونها تسد حاجة الفطرة الإنسانية، وبالتالي لا يمكن تعويضها بأية أفكار أخرى! هذا أولا. ثانيا، تأتي قوة العقيدة من كونها تصوّر كلّي يربط الإنسان بالقوة الظاهرة والخافية في الكون. كما أنها تمنح الإنسان الثقة والطمأنينة، وتمنحه قدرة لمواجهة الأنظمة والأوضاع الباطلة الفاسدة الظالمة. وتعطيه قوة اليقين والثقة بالله، فتمكّنه من إنجاز خوارق عديدة، وهذا ما شهده العصر الذهبي للإسلام. كما تدفع العقيدة بالإنسان في اتجاه واحد هو تحقيق رضى الله تعالى، فتكون كافة جهوده موجهّة نحو ذلك. ولن يكون للعقيدة أي دور إن لم تكن الأساس في السلوك الاجتماعي والعلاقات الاقتصادية ومختلف النظم . فالعقيدة الإسلامية هي الوحيدة التي تتميّز بشموليتها لكل نواحي الحياة البشرية، فلا تقتصر مهمتها في مجال دون آخر. فهي تراعي عقل الإنسان وجسده وشرائعه وسلوكه وضميره وحياته الشخصية والحكم والدولة، وعلاقاتها الداخلية والخارجية. 2. السلام في الإسلام يملك الإسلام نظرة وحدانية وكلية وشمولية للكون والحياة وللخالق، وبناء عليها يعمل على حل مختلف المشاكل. قال تعالى: " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا (22)" – الأنبياء. فسبب الفرقة والاختلاف والفساد هو نفي وحدانية الله. فوجود إله واحد يعني سير الكون على نمط واحد وتناسق وتوازن. فلا تصادم ولا تخالف. – وكنت قد ذكرت في مقالة تم نشرها في صحيفة الهافينغتون بوست عن دور التوازن في حياة الكون والإنسان -. وبالتالي كل شيء موجود في هذه الحياة له غاية محددة. فالحياة ليست عبثا. فكل خلق فيها له دور، من أرض وسماء ورياح وغيرها. قال تعالى: - " قُلْ أَئِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً ذَلِكَ رَبُّ الْعَالَمِينَ (9) وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ (10)" – فصّلت. - " وَالأَرْضَ وَضَعَهَا لِلأَنَامِ (10) فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْمَامِ (11)" – الرحمن. - "ُوَالَّذِي جَعَلَ لَكُمْ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ (15)" – الملك. - "وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظاً ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12)" – فصّلت. - " وَهُوَ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ بُشْراً بَيْنَ يَدَيْ رَحْمَتِهِ حَتَّى إِذَا أَقَلَّتْ سَحَاباً ثِقَالاً سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَنزَلْنَا بِهِ الْمَاءَ فَأَخْرَجْنَا بِهِ مِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ كَذَلِكَ نُخْرِجُ الْمَوْتَى لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (57) " – الأعراف. والإنسان هو أرقى نماذج الخلق كونه خليفة الله على الأرض. وتتحقق النظرة الوحدانية مرة أخرى هنا، بخلق الإنسان. قال تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (1)" - النساء. وجاء تعدد الأعراق لتحقيق الوحدة وليس للنزاع والخلاف والفرقة بقوله تعالى: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13)" – الحجرات. فكانت العقيدة واحدة لإزالة أسباب الخلاف الدينية بين البشر، فهي من عند الله وحده لا شريك له. قال تعالى: - " شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ (13)" – الشورى. - " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (92)" – الأنبياء. - " وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَأُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَهُنَا وَإِلَهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (46)" – العنكبوت. - " إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ (19)" – آل عمران. والسلم في الإسلام هو سلم الفرد مع نفسه والجماعة، وفي الميادين والشعوب والمجتمعات ومختلف الطوائف. ويهدف الإسلام إلى تحقيق الحرية والأمن والعدالة للجميع دون أي استثناء. فالفرد إن لم يكن مسالما مع نفسه ولم يملك ضميرا صحيحا، حينها سيستحيل أن يتحقق السلام في المجتمع والعالم. وبالتالي عالج الإسلام سلام الفرد مع نفسه أولا بتهذيب سلوكه وضبط شهواته ليتحقق السلام في عقله ونفسه وروحه وأهوائه وصلته بالله، ثم عالج بعدها السلام في المجتمع وبدءا من نواته: العائلة، وأخيرا السلام العالمي. وفيما يلي تفصيل لكل ما سبق: أ. السلام في العقل والمنطق توافق العقيدة المنطق، فهي ليست كالنصرانية التي تملك لبس وغموض وعدم فهم لأجل أن يبقى الكهنة عاملين في مجال صكوك الغفران وغيره. فالإسلام بيّن أن الخالق هو الله وحده لا شريك له وليس له والد ولا ولد. والمسلم قادر على التواصل مع الله تعالى في أي وقت ومن دون وساطة أي أحد أو أي شيء. قال تعالى: "ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60)" – غافر. كما منع الإسلام أي أساطير وخرافات من أن تشوبه. ومثال على ذلك عندما توفي إبراهيم ولد سيدنا محمد – صلى الله عليه وسلم-. حينها انكسفت الشمس وظنّ الناس أنها نتيجة موته، فأنكر الرسول هذا القول وبيّن للناس أنها آية من آيات الله. ب. السلام في الأهواء والشهوات لم ينكر الإسلام الفطرة الإنسانية واحتياجاته، وإنما عمل على تهذيبها. قال تعالى: " قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنْ الرِّزْقِ" – الأعراف. وجاء التحريم فقط للفواحش والإثم والبغي والشرك بالله بقوله تعالى: " قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّي الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ (33)" – الأعراف. والفواحش هي تجاوز الاعتدال، مما يفسد الفطرة والعدالة ويخالف السلام الكوني. ويراعي الإسلام ارتكاب الخطأ والنسيان، وأنها من طبيعة البشر كونهم ليسوا ملائكة. قال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: (كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون). وأما فيما يتعلق بارتكاب الذنوب، فباب التوبة دوما مفتوح ليستغفر المذنب ويطلب السماح من الله بقوله تعالى: " قُلْ يَا عِبَادِي الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)" – الزمر. وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: (والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يذنبون ويستغفرون فيغفر لهم). ولا يطلب الإسلام من المذنب القيام بمشقة أو تعذيب أو قتل نفسه لتطهيرها. كما لا يجعله منبوذا مطرودا عند ارتكابه الذنب. فلا ييأس الإنسان من رحمة الله بقوله تعالى: " وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ (87)" – يوسف. فكل ما عليه هو التوبة الصادقة عند الذنب. كما بيّن الإسلام دور الشيطان في الوسوسة والغواية لأجل الشر، ولكن لا يعني ذلك أن يعيش الإنسان في صراع نفسي، وإنما أن يكون يقظا ومتنبّها لدوافع ارتكاب الذنب. قال تعالى: " يَا بَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ (27)" – الأعراف. حتى أن الله غفر لآدم عندما عصى أمره وأكل من الشجرة بعد أن أغواه الشيطان بقوله تعالى: " فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (37)"- البقرة. وبذلك نجد أن الإسلام دين رحمة للإنسان ويسر ليتمكّن من العيش بسلام داخلي وراحة نفسية. ج. السلام في الطاقة والانفعالات لا يوجد في الإسلام تكاليف ترهق الإنسان وتفوق طاقته. قال تعالى: " لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا (286)" – البقرة. كما نهى الرسول – صلى الله عليه وسلم- عن التشدد في تكاليف العبادة بقوله: (لا تشددوا على أنفسكم فيشدد عليكم). كما لا ينكر مختلف الانفعالات العاطفية التي تعصف بالإنسان من حزن وغضب وغيظ، لكنّ حثّه على الصبر عليها بكبتها، وجعل ذلك نوع من أنواع الإحسان. قال تعالى: " وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنْ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ (134) " – آل عمران. أما النزاعات التي تحصل بين المسلمين فقد أقر الإسلام بحدوثها ولكنه لا يجعلها في خانة الإثم كما في النصرانية، وإنما حثّ على الصلح بقول الرسول – صلى الله عليه وسلم-: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث ليال، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام). وبذلك أعطى الإسلام لكلا المتنازعين فرصة لتستكين وتهدأ مشاعرهما على ألا يتجاوز ذلك ثلاثة أيام. وأما بما يتعلّق بالحزن، فقد نهى الإسلام عن المبالغة فيه. قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من ضرب الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوة الجاهلية). والسبب هو أن هذه الدنيا ليست باقية، وجميع البشر مردّهم إلى الله تعالى. كما أوصى الإسلام بالصبر على ما يُحزن الإنسان. فعندما توفي ابن الرسول – صلى الله عليه وسلم- قال: (يا إبراهيم، إن العين تدمع والقلب يحزن ولا نقول إلا ما يرضي ربنا وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزنون). وبيّن الله تعالى أن الابتلاء من حقيقة هذه الدنيا بقوله: " وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنْ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرْ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُوْلَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُهْتَدُونَ (157)" – البقرة. - وكنت قد ذكرت فصلا حول الصبرورحمة الله في كتابي "لا تقنطوا من رحمة الله"-. د. السلام بالصلة بالله إن الصلة بالله هي صلة بقوته وإرادته وبوجوده. فالإنسان يلجأ إلى الله دون وساطة. قال تعالى: - " وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186)" – البقرة. - " وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ (60)" – غافر. وبالصلة بالله تسقط كل قوى الدنيا. لأن الإنسان يتوكّل عليه ويحسن الظن به، فيتخلص من كافة الوساوس والصراعات التي تعصف به، ومن ضمنها جميع المشاكل. فيبقى مطمئنا يشعر بالأمن والسلام. قال تعالى: - " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (28)" – الرعد. - " قُلْ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (26)" – آل عمران. - " إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (160)" – آل عمران. - " يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ (8) " – المنافقين. ھ. السلام في العائلة تقوم العائلة على أساس علاقة زوجية كلها رحمة وسكينة. قال تعالى: "وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21)" – الروم. ولتحقيق ذلك وضع الإسلام شروطا للزواج كرضى المرأة عن الزواج والرؤية الشرعية والإشهار للزواج. كما فرض على الزوج النفقة حتى تتمكن الزوجة من رعاية أطفالها. ونهى الإسلام عن الزواج المؤقت كزواج المتعة والعرفي وغيره. كون الهدف من الزواج تأسيس عائلة مدى الحياة وليس مجرد قضاء شهوة. إذ لعن الرسول – صلى الله عليه وسلم – الذواقين والذواقات وهم من يتزوجوا لأجل المتعة فقط. كما عمل الإسلام على حماية البيت بتحريم التبرّج والاختلاط. وأمر كل من الرجل والمرأة بغض البصر وحفظ الفرج. قال تعالى: "قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوْ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنْ الرِّجَالِ أَوْ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاءِ وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (31)" – النور. وبذلك قيّد الإسلام الشهوات بينما طالبت الأنظمة العلمانية بحريتها، ولذلك نجد انتشار الفساد فيها من حمل المراهقات، وارتفاع نسبة الطلاق، وزيادة نسبة الأمراض النفسية والجنسية والانتحار نتيجة ذلك. إضافة إلى الشواذ الذي انتشر بشكل كبير وبأشكال متعددة. فلم يعد هناك بيت سليم موفرا بيئة آمنة لتربية الأطفال. وأحل الإسلام الطلاق ليمنع مختلف الانحرافات من كلا الجنسين. فعندما تصل العلاقة الزوجية إلى طريق مسدود يجب إنهائها، ولكن الإسلام تدرّج في ذلك وأوصى الزوج بالصبر على ما يكره من زوجته. ثم جعل الطلاق على مراحل وليس نهائيا، وذلك بوجود العدة وبجعل الطلاق مرتين، حتى تكون الفرصة موجودة لكلا الزوجين بالتراجع. - وتم ذكر العديد من التفاصيل حول ذلك مع الأدلة الشرعية في قراءة سابقة لكتاب "المرأة في القرآن والسنة"، يجدها القارئ في العدد السادس من المجلّد الأول من المجلة-. و. السلام في المجتمع السلام في المجتمع هو الذي تتحقق فيه الأخلاق في المعاملة بين أفراده، وهي التي جاء وأوصى بها الإسلام بقول الرسول – صلى الله عليه وسلم-: (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). فلا يتعرّض أي فرد فيه لاعتداء أو استغلال. وإنما تسود العلاقات بينهم التعاون والمودة والرحمة والأمن والسلام والعدل والتوزان والمساواة. قال الرسول – صلى الله عليه وسلم-: - (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه). - (كل المسلم على المسلم حرام: دمه وعرضه وماله). كما نهى الإسلام عن سوء الظن والتجسس والغيبة والنميمة، والتي من شأنها تدمير سمعة الشخص وحياته. قال الله تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ (12)" – الحجرات. كما لا يوجد في المجتمع الإسلامي أي صراع طبقي كالذي نجده في الأنظمة الاجتماعية الأخرى. وذلك لفرض الإسلام الزكاة ولحثّه على الصدقة. إضافة إلى أمره بالعدل والمساواة بين جميع الأفراد في العقوبات والحقوق والواجبات. فالعقيدة التي تربط بين أفراد المجتمع الإسلامي أقوى من صلة الدم. كما حثّ الإٍسلام على الآداب العامة، كالتواضع والصفح والبدء بالسلام وضبط النفس عند الغضب. إضافة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والسماحة في مختلف المعاملات، والأمانة. ونهى عن الربا والاحتكار والغش. وحرّم المجالس التي تحصل فيها الأحقاد والضغائن، كمجالس الخمر والميسر وذلك بتحريمهما. قال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالأَنصَابُ وَالأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ (90) إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمْ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنْ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنتَهُونَ (91)" – المائدة. وكثيرا ما يتعرض الإنسان في المجتمعات الأخرى للأذى وحتى التهديد والقتل نتيجة تلك المجالس. وليتحقق جميع ما سبق، يجب أن يكون الحكم بالشورى وبحسب الشريعة الإسلامية. – وتم ذكر تفاصيل ذلك في قراءة سابقة لكتاب "الإسلام وحقوق الإنسان" في العدد الخامس من المجلّد الأول من المجلة-. 3. السلام العالمي بعد أن يتحقق السلام في نفس الفرد وفي المنزل والمجتمع، يتحقق السلام العالمي بنشر تعاليمه في العالم، أي الدعوة إلى الإسلام. وتقع مسؤولية ذلك على كافة المسلمين. فالإسلام هو رسالة الله الأخيرة لكل البشر، بقوله تعالى: " أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ (48)" – المائدة. ولتحقيق السلام العالمي يجب أولا حماية المسلمين من أي اعتداء يفتنهم عن دينهم، وضمان حرية الدعوة بإزالة أي عائق في طريقها. وهنا يأتي تشريع الإسلام للحرب والجهاد في سبيل الله كما يبيّنه التالي: 4. الحرب في الإسلام ينكر الإسلام الحرب التي تقوم على أساس عنصري وقومي وخلافه. وتلك التي فيها مطامع ومصالح واستعمار واستغلال، أو للبحث عن الأسواق ولنهب الثروات. قال تعالى: " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ (2)" – المائدة. كما أنه ينكر الحروب التي تهدف إلى استعادة الأمجاد السابقة والثأر. – وهذا ما نشهده في الحروب الحالية التي فيها تطمع الروم باستعادة أمجادها-. وكان أن جاء رجل إلى الرسول – صلى الله عليه وسلم- فقال: الرجل يقاتل للمغنم، والرجل يقاتل للذكر، والرجل يقاتل ليرى. فمن في سبيل الله؟ قال – صلى الله عليه وسلم -: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله). أي ليعبد الناس إله واحد، ويدينوا في نظامهم ما يشرعه الله، وشرائعهم على منهج الله، وبذلك يكون الدين كله لله، ولا يعني ذلك فرض الدين الإسلامي على كافة البشر، وإنما إعطائهم فرصة معرفته بإزالة وقهر أية قوة تحول دون ذلك. قال تعالى: " لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ (256)" – البقرة. فعلى الدعاة بيان دور الإٍسلام، ومواجعة كل ما يمنع الشعوب من معرفة الإسلام وشعائره، والقضاء على أي سلطة تفرض عليهم أية أنظمة وقوانين جائرة. قال تعالى: " قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ (29)" – التوبة. فالحرب تكون مشروعة في الإسلام لدفع الظلم دون اعتداء ولا بغي. قال تعالى: - " وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (190)" – البقرة. - " وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75) " – النساء. في هذه الحالات فقط، يعظّم الإسلام الجهاد ويشرّع القتال. ويدعو الإسلام إلى السلم عندما تتحقق الحرية. فلا يصدّ الناس أي أحد عن كلمة الله، ولا يفتنهم أحد عن دينهم، ولا سلطة تفرض عليهم عبادة غير الله. إضافة عند انتشار العدل بينهم فلا يبغى الناس بعضهم على بعض، ولا يذل بعضهم بعض، وعندما يتحقق الأمن للضعفاء الذين لا يتمكنون من الدفاع عن أنفسهم، وعندما يكف الباغي عن بغيه ويجنح للسلم والمهادنة. قال تعالى: - " وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61)" – الأنفال. - " وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ فَإِنْ انتَهَوْا فَلا عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ (193)" – البقرة. وهناك العديد من الآيات التي تبيّن أن الإسلام لا يفرض الدين على أحد، ولم ينتشر بالسيف كما يقول المغرضون لهذا الدين. قال تعالى: - " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيراً وَنَذِيراً (28)" – سبأ. - " ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)"- النحل. - " وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ (45)" – ق. وهناك بعض التفاصيل حول ذلك في كتابي (المكائد على الإسلام). وأول ما شرّع الإسلام القتال كان لمواجهة المشركين بداية البعثة. لأنهم اعتدوا وآذوا المسلمون وقاتلوهم وأخرجوهم من ديارهم. كما أنهم حالوا بين الدعوة والناس بالقوة، حينها شرع الله قتالهم وحمل السيف. قال تعالى: "أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ (39) الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلاَّ أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيراً وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40)" – الحج. وعندما وصل الرسول – صلى الله عليه وسلم- المدينة لم يقاتل من طلب الهدنة معه، ولم يقاتل إلا من نقض العهد وتآمر على قتال المسلمين. مثل بني قريظة عندما حرّضوا الأحزاب على المسلمين في غزوة الخندق. وذات الشيء في غزوة بني النضير. ونلاحظ أن جميعهم من اليهود الذين نقضوا عهد السلم مع الرسول – صلى الله عليه وسلم-. قال تعالى: " إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الَّذِينَ كَفَرُوا فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لا يَتَّقُونَ (56) فَإِمَّا تَثْقَفَنَّهُمْ فِي الْحَرْبِ فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (57)" – الأنفال. 5. رهبة لا إرهاب الإسلام هو الدين عند الله، وهو لكافة الناس حتى آخر الزمان. فلن يأتي دين بعده. وبالتالي يجب إعداد العدة لحمايته ولتعظيمه وإعطائه الرهبة التي تليق به ولنشره، وليس من أجل الإرغام والإرهاب. قال تعالى: " وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لا تَعْلَمُونَهُمْ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لا تُظْلَمُونَ (60)" – الأنفال. فإعداد القوة للإسلام واجبة ليتمكّن المسلمون من مواجهة الطغيان والدفاع عن أنفسهم وحفظ أمنهم وسلامهم، ولرد الشاردين عن الحق إليه، ولإعزاز كلمة الله عن الاستخفاف والهوان. وليكون لله السلطان والتفرّد بالألوهية على الأرض. |
تتميز هذه الصفحة بملخصات للكتب القيّمة مع التحليل الشخصي والإضافة والنقد لها
Archives
May 2021
Categories |