قراءة لكتاب (تربية البنات)
Raising Girls للاختصاصية الاجتماعية الألمانية (جيزيلا بريشوف) Gisela Preuschoff بقلم إشراق كمال عرفة صدر هذا الكتاب باللغة الألمانية عام 2004 وتمت ترجمته إلى اللغة الإنجليزية من قبل كريستينا جانكا بنفس العام. ويتحدث عن التربية الخاصة بالإناث لاختلافهن عن الأبناء من الذكور في الناحية الجسدية والعقلية والنفسية. وتطرقت الاختصاصية الألمانية إلى العديد من القضايا الخاصة بتربية البنات. مثل توضيح الفرق في النمو بين البنات والأولاد، وبيان كيفية تطوير شخصية البنت في المنزل والمدرسة، والتعامل مع مرحلة البلوغ، وضبط مشاكل المراهقة، وحماية البنت وتغذيتها، وعلاقتها مع والدها. الفرق بين البنات والأولاد هناك فرق بين الرجال والنساء. والقوية ليست تلك التي تنافس الرجل في مكانه، وإنما تلك التي تتمكن من تحديد هويتها والتي تتميز بالعطاء. وهنا يأتي دور الأم في توضيح ذلك لابنتها. أي معنى أن تكون معطاءة ومع الحق، وأن تملك مكانة مميزة في المجتمع. فالمرأة ليست كالرجل، وتبدأ الفروق بينهما منذ تلقيح البويضة، والتي توضحها النقاط التالية: أولا- الاختلاف في الكروموسومات التي تميّز جنس كل منهما. ففي البنت يكون الكروموسوم الخاص بالجنس هو XX أما في الولد فهو XY. ثانيا – تتأثر البنات بالأصوات أكثر من الأولاد. ويعود السبب في ذلك إلى قيام الأهل بالتحدّث مع البنت أكثر من الولد، مما يطور لديها حاسة السمع بشكل أسرع. ثالثا – البنات أسرع في الحركة والكلام من الأولاد. أما الأولاد فيتطور لديهم القدرة على التصور بشكل أسرع من البنات. رابعا – البنات أقوى عند الولادة من الأولاد، ولهن قدرة أكبر على الثبات في الرحم أثناء الحمل. كما أن لديهن القدرة على التمييز بين الأصوات في الرحم بشكل أقوى من الأولاد. خامسا - لكل شخص جزء أنثوي وآخر ذكوري. والدليل هو امتلاك كل من الذكر والأنثى لذات الهرمونات والأعضاء الجنسية. إلا أنها في البنات تزداد نسبة الهرمونات الأنثوية عن تلك الذكرية، وتضمر الأعضاء الذكورية داخل رحم الأم. سادسا - جلد البنات أرق من جلد الأولاد، ولذلك تحب البنت اللمس أكثر من والديها. سابعا – في عمر 6 أشهر تصبح البنت أكثر استقلالية، فتتمكن من اللعب لوحدها وإسعاد نفسها بنفسها بخلاف الطفل من الأولاد. ثامنا – تنضج البنات بشكل أسرع من الأولاد؛ إذ تظهر لديهن الأسنان بشكل أبكر. ويتعلمن على استخدام الحمام بشكل أسرع. ففي عمر الثلاث سنوات، أكثر من نصف البنات يتخلصن من ارتداء الحفاظ. كما أنهن أعقل وأكثر أدبا من الأولاد لأنهن أسرع في الفهم لقوة التذكر لديهن. تطوير علاقة الأم مع ابنتها يمكن مساعدة البنت على النمو بكل حيوية وشغف للحياة في حال كانت الأم إيجابية معها. حينها ستتمكن البنت من احترام نفسها والتعبير عن احتياجاتها، والشعور بالتميز في الحياة، والاستمتاع بأوقاتها. فالبنت تحتاج من أمها الاستماع لها وعدم انتقادها بشكل دائم، وغير ذلك فإنها ستصرخ وستتمرد وسيتدنى تحصيلها الأكاديمي لعدم شعورها بأهميتها. وتتطور مهارات البنت من خلال التفاعل معها وليس من خلال التلفاز أو أي جهاز آخر كالهواتف الذكية وغيرها. ويمكن تحقيق ذلك من خلال القراءة لها والإنشاد معها والتكلم معها. ولتعبر الأم عن حبها للبنت عليها أن تكون متواجدة دوما لأجلها، والتواصل والحوار معها، وضمها باستمرار، وإشعارها بأنها محبوبة ومرغوبة، والتواجد بجانبها عند نومها، واللعب معها، والتمشي والتأمل معها، وتعليمها عن مخلوقات الكون كالشمس والقمر والنجوم وغيرها. ويفضل أن تعمل الأم على التكلم مع ابنتها عن الإرث العائلي من مختلف القصص عن الجدات والمهارات التي كن يمتلكنها لتدرك البنت أهمية انتمائها إلى تلك الأسرة. ويجب تطوير قدرات البنت من خلال إعطائها مسؤوليات معينة، والسماح لها بتجربة اللعب بالرمل والطبخ والتلوين. وهذا ما ذكره كتاب (تحفيز طفلك) حول ضرورة إعطاء الطفل مهام صغيرة ليشعر باستقلاليته ولتزيد ثقته بنفسه. ومن الضروري عدم تعويد البنت على تلبية طلباتها الصعبة، مثل طلب حاجة غير موجودة في المنزل أو اللعب عند وقت النوم وهكذا. فالقوانين مهمة كونها تساهم في تعليم الطفل الصواب والخطأ. ويعد تواجد الحيوانات الأليفة للبنت عامل مساعد لها لزيادة تقديرها للآخرين، وحب مساعدتهم. ويمكن للبيت أو المدرسة توفير مثل تلك الحيوانات، كالقطط والأسماك والعصافير وغيرها. التغذية من المهم احترام أهواء البنت في تناول الطعام مع توجيهها إلى تناول الصحي منه. فالطفلة التي تعتاد على على تناول الغذاء الصحي بحسب حاجتها دون التركيز على الكمية في المنزل تقل فرص تناولها للمأكولات المضرة وبالتالي تتجنب خطر التعرّض للسمنة ومشاكلها. وقبول تعاون البنت في الطبخ سيساهم في تطوير ذكائها، مع تعليمها تحضير الأطباق الصحية. إضافة إلى ضرورة اصطحابها للتسوق لتتعلم عن الخضار والفاكهة والمأكولات الصحية. التعليم المدرسي يجب عدم الافتراض المسبق عدم قدرة البنت على دراسة أي مادة. ويتم معالجة الضعف لديها في أي موضوع بتوفير مصادر تعليمية أخرى لها؛ كالكتب والأناشيد ومن أدوات المنزل لتتمكن من تجاوز تلك الصعوبات. ويمكن تطوير مهارات البنت بجلب ما تحتاجه من أدوات يناسب أهوائها. فإن كانت تحب التلوين يتم إحضار لها الأوراق والألوان، وذات الشيء بالنسبة للخياطة والحياكة وصنع الألعاب وحل التركيبات وغيرها. كما من المهم عدم التمييز بين الولد والبنت بإعطاء الولد حق التعدي على البنت في أي حال من الأحوال، سواء كان في الحضانة أو المدرسة. وإنما يجب الاستماع بكل تعاطف إلى شكوى البنت ومحاولة توضيح أهمية احترام الآخر للولد. لا إهمال او معاقبة كلا الطرفين. سن البلوغ يفضل التكلم مع البنت عن وقت البلوغ مبكرا، وتشجيعها على عدم تناول الأدوية المخففة لألم الطمث، واستخدام الأعشاب الطبية بدلا منها. كونها في تلك السن الصغيرة معرضة للإدمان عليها. وتحتاج البنت في تلك المرحلة إلى التوجيه ولكن بشكل لا يقلل من ذاتها لتتمكن من الإصغاء. مع مراقبة لأفعالها دون تشديد أو تراخي. واتباع اسلوب العقاب والمكافأة لتصويب سلوكها. وتم توضيح أنواع المكافأة في كتاب (تحفيز طفلك)؛ والتي تشمل على زيادة من صلاحيات الطفل، كالسهر أو الاحتفال مع الأصدقاء أو التسوق وغيرها. ولا بأس للأهل من القراءة حول موضوع البلوغ والتغييرات المصاحبة للبنت في تلك الفترة مع مشاركة التجارب مع الأقارب والجارات. وتفضل البنت عادة عند بلوغها مرافقة بنات من جيلها على صحبة والدتها. وهنا على الوالدة التعامل بذلك بحكمة من خلال استغلال الأوقات التي تجمعها مع ابنتها للتكلم معها، ومشاركتها في هواياتها المحببة، والسماح لها بالتعبير عن رأيها، واحترامها، ونقدها بشكل بناء، وإعطائها بعض من الحرية في اللباس والطعام، مع فرصة لمشاهدة برامجها المفضلة. وبذلك ستتمكن الأم من جذب الابنة لها لتنصحها ولتجنيبها الانحرافات. ومن الممكن دفع أي طرف تحترمه الفتاة لتوجيهها، كأحد الأقارب مثلا. إضافة إلى تشجيعها على عمل صداقات كونها تتعلم بشكل أكثر ضمن المجموعة وستزيد الثقة بنفسها بشكل أكبر. ولحماية البنت من الأفكار المغلوطة حول الشكل الخارجي وجماله، يتم سؤالها بعمل قائمة بصفات البنات الجيدة وتلك السيئة بحسب وجهة نظرها، ثم مقارنتها مع القائمة التي تعدها الأم. حينها ستتكون لدى البنت فكرة عن صفات البنت الجيدة، وممكن حينها ألا تتأثر البنت بأفكار الأم، إلا أنها ستأخذها بعين الاعتبار. مشاكل سن المراهقة من أبرز المشاكل التي تتعرض لها البنات في سن المراهقة: الاضطراب في تناول الطعام كالبوليميا والأنروكسيا، والإدمان، والاكتئاب. والسبب الرئيس لكل منها هو الإهمال وعدم مراقبة البنت ودعمها والحوار معها بشكل دائم. فتلجأ البنت إلى تلك السلوكيات للتعبير عن غضبها. وهناك أعراض خاصة بالاكتئاب على الأهل مراقبتها لمعرفة إن كانت ابنتهم تعاني منه. وخاصة عند وفاة أحد الأقارب أو عند التعرض لمشاكل في المدرسة. ومن الأعراض المميزة للاكتئاب: التقلب في المزاج، فقدان الاهتمام بعمل أي شيء، تغير واضح في الوزن، خمول الجسم، والشعور بالنقص والذنب. فإن استمرت هذه الأعراض بشكل مستمر على مدى أسبوعين حينها يجب على الأهل التدخل وسؤال المساعدة من مختص نفسي. وعلى الأهل التوضيح لابنتهم أن ارتكاب الأخطاء أمر طبيعي، وذلك لتصحيح فكرتها المغلوطة عن الكمال والمثالية في تلك المرحلة. ويجب عدم تشجيعها على الكذب بعدم المبالغة في العقاب. الخوف على الأهل تجنب حماية ابنتهم بشكل مفرط بشكل يمنعها من تجربة مختلف الأمور في الحياة. فمثلا، يجب السماح لها بتجربة ركوب الدراجة وصعود الدرج والسماح لها بالخطأ لتتعلم، وهناك سور من القرآن الكريم تساهم في تخفيف الشعور بالخوف مع إشعارها بوجود الله المحب لها والحامي من كل شر. ولذلك وجب تذكيرها بالبسملة قبل القيام بأي شيء. وهناك أنواع من الموسيقى التي تساهم في تخفيف توتر البنت مع الهدهدة لها. إضافة إلى التوضيح بأن شعورها بالخوف هو أمر طبيعي ولا داع لإخفائه أو الخجل منه أو الظن بأنه شعور يعتيرها دون غيرها من الناس. ومن ضمن الأمور الأخرى التي تساهم في تغلّب البنت على الشعور بالخوف هو زيادة لياقتها البدنية. مثل تدريبها على ممارسة مختلف الرياضات كالسباحة والجمباز والجري. فكلما شعرت البنت بقدرتها على التحكم بأطرافها زادت ثقتها بنفسها وقل شعورها بالخوف. كما أن تنمية المواهب لديها من شأنه المساهمة في زيادة ثقتها بنفسها؛ كالرسم والموسيقى والشعر والخطابة وغيرها. ويعد إدخالها في مختلف المسابقات الخاصة وسيلة لزيادة تقديرها وقيمة نفسها. وخاصة عند تشجيع الأهل لها، واستمتاعها بشعور الانجاز والفوز، والتصفيق لها، والاحتفال معها. الحماية من التعرّض للاعتداء بتطوير حب الذات لدى البنت واحترامها وتقديرها وإدراك أهميتها وقيمتها، سيتمكن الأهل من حمايتها من الوقوع ضحية الاعتداء. وذلك من خلال قيام الأهل بتوفير الوقت للبنت للتحاور والتواصل مع مدرستها، وإشعارها بالتميز، وتعليمها، والقراءة لها. فالطفل بشكل عام يشعر بقيمته عندما يتم تخصيص وقت له. كما أن تدريب البنت على مختلف رياضات الدفاع عن النفس مثل الجودو والكاراتيه وغيرها من شأنه زيادة ثقتها بنفسها. كما يجب الابتعاد عن الانتقادات السلبية، وجعلها تمارس أنشطة اللعب كون ذلك يزيد من ثقتها بنفسها وتطوير مخيلتها. كما يجب الحرص على عدم ترك البنت لوحدها مع البالغين، سواء كانوا من العائلة أو الغرباء على حد سواء. وفي عصرنا الحالي للأسف نجد انشغال كلا الوالدين في الحياة مما يهدد صحة الطفل النفسية والشعور بقيمة وجوده. لذلك على الأهل إدراك أهمية وقيمة قضاء الوقت مع أطفالهم أولادا وبناتا، واللعب معهم وتعليمهم ودعم هواياتهم والتواصل الدائم معهم. الأم العاملة الأم السعيدة، أطفالها سعداء! والعكس صحيح. فالأم التي تجبر على ترك العمل لأجل البقاء مع أطفالها، ستكون حانقة طوال الوقت ولن تتمكن من تربيتهم بشكل إيجابي. ويكمن الحل في اتباع أي من الطرق التالية: أولا - بقاء الأم في العمل مع ترك الابنة مع أحد الأقارب أو الجيران أو بيوت الحضانة. ثانيا - إيجاد عملا تقوم به من داخل المنزل. ثالثا - تقليل ساعات العمل في المرحلة الأولى من عمر الطفلة. رابعا – اتخاذ القرار بترك العمل ولكن بشكل مؤقت. علاقة الأب مع ابنته إن الأب هو الرجل الأول في حياة البنت، وبالتالي فهو رمز القوة لها. ويساعد وجود الأب في حياة البنت على تقوية شعورها بقيمة ذاتها. ولكن يجب أن تكون العلاقة بينهما بحدود. وفي حال فقدان البنت لوالدها نتيجة الموت أو المرض أو الانفصال، ينبغي إيجاد قدوة بديلة عنه، سواء في البيت أو المدرسة. كالعم أو الخال أو المدرب الرياضي والأستاذ، وهكذا. |
تتميز هذه الصفحة بملخصات للكتب القيّمة مع التحليل الشخصي والإضافة والنقد لها
Archives
May 2021
Categories |